استطاع فلكيون رسم خريطة شاملة لمجرة درب التبانة بالأشعة تحت الحمراء، تعد الأكبر والأشمل من نوعها، لتضم أكثر من 1.5 مليار جرم سماوي، وحُقِق هذا الإنجاز الباهر باستخدام مرافق المرصد الأوروبي الجنوبي على مدار 13 سنة من المراقبة والرصد.

وتحتوي الخريطة على مجموعة واسعة من الظواهر الفلكية بما في ذلك النجوم فائقة السرعة، والكواكب المارقة (المسافرة بعيدا عن كواكبها) والأقزام البنية وهي غالبا ما تُعرف بالنجوم الفاشلة نظرا لعدم امتلاكها الكتلة الكافية لإجراء الاندماج النووي.

وتعتبر هذه الخريطة بمثابة فسيفساء كونية حقيقية لقبّة السماء، رُكِبت من أصل 200 ألف صورة التُقطت بواسطة تلسكوب «فيستا» للأشعة تحت الحمراء التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، وقد نُشرت نتائج هذا العمل مؤخرا في دورية «إسترونومي آند إستروفيزكس».

وقد أعرب دانتي مينيتي قائد المشروع والمؤلف المشارك من جامعة أندريس بيلو عن أهمية هذا العمل في بيان صحفي من منصة المرصد الأوروبي الجنوبي، مؤكدًا أن الاكتشافات الجديدة ستغير وجهة نظرنا عن مجرة درب التبانة إلى الأبد.

وللوصول إلى هذه النتائج الدقيقة، استخدم الباحثون كاميرا الأشعة تحت الحمراء المتقدمة «في آي آر سي إي إم» التي تمكنت من اختراق سحب الغبار والغاز الكثيف الذي يملأ قرص مجرة درب التبانة، وسمحت هذه الكاميرا الفريدة للعلماء برؤية تفاصيل للمجرة لم يصل إليها أحد من قبل، كاشفة عن الأقزام البنية والكواكب البعيدة الهاربة من مجموعاتها النجمية في ربوع المجرة.