+ A
A -
إنْ سُئِلتَ عن أجمل مديح في التاريخ فقُلْ دون تردد هو قول الله سبحانه في عبده ورسوله «وإنك لعلى خلق عظيم».
ذلك أنَّ الناس تُغالي حين تمدح، إما أن تغلبها العاطفة، والحُب يعمي عن المعايب، أو تمدح طمعاً في العطاء! أما مديحُ الله سبحانه وتعالى فهو مديح من يعلمُ لمن يستحق! ولو قال ربنا سبحانه «وإنكَ لعلى خُلق» لكانت مديحاً مهولاً، فكيف وقد تكرَّم على عبده ووصفَ خُلقه بالعظيم!
على خُلقٍ عظيم كان، في رضاه وغضبه، في سِلمه وحربه، في إقامته وسفره، مع الكبير والصغير، ومع الصاحب والعدو! كان دائماً يبحثُ عن شيء جميل ليُثني به على الناس، حتى في مواقف الخطأ، فكثيراً ما كان يُطيِّبُ الخاطر قبل أن يُدلي بالنصيحة!
دخل أبو بكرةَ يوماً المسجد يُريدُ الصلاة خلفَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا هو في الركوع والمُسلمون خلفه كذلك، فلما شعرَ أبو بكرةَ أنَّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُريدُ أن يرفع رأسه من الركوع، دخل في الصلاة على عجل وركعَ قبل أن يصل إلى الصف ويقف بين المصلين، فلما انتهتْ الصلاة، تقدّم أبو بكرة منه، وأخبره بالذي كان منه، فقال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: زادكَ اللهُ حِرْصاً، ولا تعُدْ!
اُنظُرْ لأدب النصيحة، لم يقُلْ له ما كان ينبغي لكَ أن تركعَ قبل أن تقف في الصف، ولم يقل له لِمَ أنتَ عجولٌ يا أبا بكرة، ولم يقل له إياك أن تكررها مرةً ثانية إنها ركعة وكان بإمكانك أن تصليها بعد أن أُسلِّم!
لقد بدأ بالإيجابيات، زادكَ اللهُ حرصاً، أثنى على حرص أبي بكرة في إدراك كل الركعات خلفه، ثم علَّمه الصواب! والإنسان إذا تلقى مديحاً أولاً يكون على استعداد أن يتقبَّل النقد بعدها بصدرٍ رحبٍ، هذا مبدأ عظيم في التعامل مع الناس فانتبهوا له جيداً!
إذا أقمتَ في بيتك مأدبةً، ولاحظتَ أن أحد الأطباق كان الملحُ فيه ظاهراً، فقُل لها لاحقاً حين تخلو بها، باركَ الله بكِ، كان الطعام لذيذاً، أنتِ طاهية ماهرة، ولكن الطبق الفلاني كثير الملح، انتبهي له في المرة القادمة! هي ستتلقى ملاحظتك ببساطة وصدر رحب! أما لو قلتَ لها مباشرة الطبق الفلاني مالح كثيراً فأنتَ هُنا حطَّمتها، لقد جعلتها تشعرُ أن كل الذي قامتْ به سيىء!
إن كان عندكَ موظف يتأخر، وأردتَ أن ينضبط، فلا تقُلْ له فوراً كُفَّ عن التأخر! ابتعد عن أسلوب التهديد وتخويف الناس، يُمكنك ببساطة أن تأسر قلبه لو قلتَ له، أنتَ موظف جيد، وتقوم بعملك بكفاءة، ولكن عليكَ أن تلتزم بوقت الدوام، أُريدك قدوة لزُملائك، لاحظ الفرق بين الأسلوبين، ثم لاحظ بعدها النتيجة!
عندما نبدأ إعطاء الملاحظات والنصائح مباشرة، نجعل الآخرين يبنون بيننا وبينهم سداً منيعاً، ويسمعون كلامنا من أُذن ويُخرجونه من الأُذن الأُخرى، ولكن عندما نذكِّرهم بإيجابياتهم قبل سلبياتهم تقع النصيحة في قلوبهم مباشرة!بقلم: أدهم شرقاوي
ذلك أنَّ الناس تُغالي حين تمدح، إما أن تغلبها العاطفة، والحُب يعمي عن المعايب، أو تمدح طمعاً في العطاء! أما مديحُ الله سبحانه وتعالى فهو مديح من يعلمُ لمن يستحق! ولو قال ربنا سبحانه «وإنكَ لعلى خُلق» لكانت مديحاً مهولاً، فكيف وقد تكرَّم على عبده ووصفَ خُلقه بالعظيم!
على خُلقٍ عظيم كان، في رضاه وغضبه، في سِلمه وحربه، في إقامته وسفره، مع الكبير والصغير، ومع الصاحب والعدو! كان دائماً يبحثُ عن شيء جميل ليُثني به على الناس، حتى في مواقف الخطأ، فكثيراً ما كان يُطيِّبُ الخاطر قبل أن يُدلي بالنصيحة!
دخل أبو بكرةَ يوماً المسجد يُريدُ الصلاة خلفَ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، فإذا هو في الركوع والمُسلمون خلفه كذلك، فلما شعرَ أبو بكرةَ أنَّ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُريدُ أن يرفع رأسه من الركوع، دخل في الصلاة على عجل وركعَ قبل أن يصل إلى الصف ويقف بين المصلين، فلما انتهتْ الصلاة، تقدّم أبو بكرة منه، وأخبره بالذي كان منه، فقال له النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: زادكَ اللهُ حِرْصاً، ولا تعُدْ!
اُنظُرْ لأدب النصيحة، لم يقُلْ له ما كان ينبغي لكَ أن تركعَ قبل أن تقف في الصف، ولم يقل له لِمَ أنتَ عجولٌ يا أبا بكرة، ولم يقل له إياك أن تكررها مرةً ثانية إنها ركعة وكان بإمكانك أن تصليها بعد أن أُسلِّم!
لقد بدأ بالإيجابيات، زادكَ اللهُ حرصاً، أثنى على حرص أبي بكرة في إدراك كل الركعات خلفه، ثم علَّمه الصواب! والإنسان إذا تلقى مديحاً أولاً يكون على استعداد أن يتقبَّل النقد بعدها بصدرٍ رحبٍ، هذا مبدأ عظيم في التعامل مع الناس فانتبهوا له جيداً!
إذا أقمتَ في بيتك مأدبةً، ولاحظتَ أن أحد الأطباق كان الملحُ فيه ظاهراً، فقُل لها لاحقاً حين تخلو بها، باركَ الله بكِ، كان الطعام لذيذاً، أنتِ طاهية ماهرة، ولكن الطبق الفلاني كثير الملح، انتبهي له في المرة القادمة! هي ستتلقى ملاحظتك ببساطة وصدر رحب! أما لو قلتَ لها مباشرة الطبق الفلاني مالح كثيراً فأنتَ هُنا حطَّمتها، لقد جعلتها تشعرُ أن كل الذي قامتْ به سيىء!
إن كان عندكَ موظف يتأخر، وأردتَ أن ينضبط، فلا تقُلْ له فوراً كُفَّ عن التأخر! ابتعد عن أسلوب التهديد وتخويف الناس، يُمكنك ببساطة أن تأسر قلبه لو قلتَ له، أنتَ موظف جيد، وتقوم بعملك بكفاءة، ولكن عليكَ أن تلتزم بوقت الدوام، أُريدك قدوة لزُملائك، لاحظ الفرق بين الأسلوبين، ثم لاحظ بعدها النتيجة!
عندما نبدأ إعطاء الملاحظات والنصائح مباشرة، نجعل الآخرين يبنون بيننا وبينهم سداً منيعاً، ويسمعون كلامنا من أُذن ويُخرجونه من الأُذن الأُخرى، ولكن عندما نذكِّرهم بإيجابياتهم قبل سلبياتهم تقع النصيحة في قلوبهم مباشرة!بقلم: أدهم شرقاوي