نادى يوماً على أصحابه فقال: هلُمُّوا إليَّ.
فأقبلوا إليه فجلسوا. فقال: «هذا جبريل رسول ربِّ العالمين، روح القدس نفثَ في روعي أن نفساً لن تموتَ حتى تستكملَ أجلها، وتستوعبَ رزقها، فاتقوا الله، وأجمِلُوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإنّ الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته»!
هنا بيت القصيد: حتى تستكملَ أجلها!
إني لمّا تابعتُ انتشار «فيروس كورونا»، ورأيتُ الهلع في نظرات الناس، ونبرات أصواتهم، ومضامين كلماتهم، قلتُ في نفسي: يحتاجُ الناس في هذه الظروف لمن يربِت على قلوبهم، ويُنزل لهم العقيدة التي يؤمنون بها على الواقع الذي يعيشونه، فقد سيطر الخوف، وانتشرت الشائعات، وتنبأ الإعلام!
إنّ الله سبحانه وتعالى قد كتب أعمارنا وأرزاقنا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا، فلن يموت إنسان قبل انقضاء العمر الذي كتبه له! تعالوا ننظر إلى الحروب المستعرة في هذا الكوكب، نجد في ميادينها الرجل الطاعن في السن قد نجا من آلاف القذائف، بينما نسمع عن طفل رضيع شرِقَ بحليب أمه ومات! الأول نجا من قصف الطائرات والمدافع ليشيخ لأن الله سبحانه قد كتبَ له عمراً عليه أن يعيشه رغماً عن كل شيء، والثاني مات في حضن أمه، أكثر الأماكن دفئاً وأماناً في هذا الكوكب، ذلك أن الله سبحانه قد قضى أن عمره عند هذا الحد! فاطمئنوا، لن يموت إنسان قبل أن يّؤدي مهمته التي خُلق لها، وقبل أن يعيش عمره الذي كتبه الله تعالى له!
الخوف الذي يصيبنا شيء طبيعي، ولا علاقة له بقلة الإيمان، نحن نخاف لأننا بشر، والمؤمن نهاية المطاف إنسان يخاف على نفسه وأحبته، ولكنه يُؤدِّبُ هذا الخوف بالرضى، ويُحلِّي مُرَّه بالإيمان بأنّ ما شاء الله كان، فلا تستخفوا بمخاوف الناس، ولكن بالمقابل لا تبنوا سجناً من الخوف، تحبسون أنفسكم خلف جدرانه، فإن الخوف والقلق لا يمنعان ألم الغد، وإنما يُفسدان متعة الحاضر!
كلُّ ما يصيب المسلم مع الرضى له فيه أجر، حتى الشوكة يُشاكها، وإن من رحمة الله بالمسلم أنه أحياناً يُطهّره في الدنيا ليُقدِمَه عليه نقياً طاهراً!
لا تُوزِّعوا أقدار اللهِ على الناس، الأمراض الفتاكة تصيب الناس جميعاً، فتحصد المسلم والكافر، الطائع والعاصي، والبَر والفاجر، وقد مات أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس! مع التأكيد أنه من تمام العقيدة أن نعلم أنه قد يشترك الناس في سبب الموت ولكن شتان بين مصير المؤمن ومصير الكافر، فالعبرة ليست بسبب الموت، وإنما بما بعد ذلك !
الوقاية واجبة، والإنسان مطالب بالحذر واتباع ارشادات الأطباء وأهل الاختصاص، كي لا يضُرّ نفسه وغيره، والإقبال على المهالك ليس من الإيمان في شيء، ولا من حُسْنِ التوكل، إنه من الحُمق والفهم الخاطئ للدين!
حفظنا الله وإياكم وجميع المسلمين.بقلم: أدهم شرقاوي
فأقبلوا إليه فجلسوا. فقال: «هذا جبريل رسول ربِّ العالمين، روح القدس نفثَ في روعي أن نفساً لن تموتَ حتى تستكملَ أجلها، وتستوعبَ رزقها، فاتقوا الله، وأجمِلُوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإنّ الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته»!
هنا بيت القصيد: حتى تستكملَ أجلها!
إني لمّا تابعتُ انتشار «فيروس كورونا»، ورأيتُ الهلع في نظرات الناس، ونبرات أصواتهم، ومضامين كلماتهم، قلتُ في نفسي: يحتاجُ الناس في هذه الظروف لمن يربِت على قلوبهم، ويُنزل لهم العقيدة التي يؤمنون بها على الواقع الذي يعيشونه، فقد سيطر الخوف، وانتشرت الشائعات، وتنبأ الإعلام!
إنّ الله سبحانه وتعالى قد كتب أعمارنا وأرزاقنا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا، فلن يموت إنسان قبل انقضاء العمر الذي كتبه له! تعالوا ننظر إلى الحروب المستعرة في هذا الكوكب، نجد في ميادينها الرجل الطاعن في السن قد نجا من آلاف القذائف، بينما نسمع عن طفل رضيع شرِقَ بحليب أمه ومات! الأول نجا من قصف الطائرات والمدافع ليشيخ لأن الله سبحانه قد كتبَ له عمراً عليه أن يعيشه رغماً عن كل شيء، والثاني مات في حضن أمه، أكثر الأماكن دفئاً وأماناً في هذا الكوكب، ذلك أن الله سبحانه قد قضى أن عمره عند هذا الحد! فاطمئنوا، لن يموت إنسان قبل أن يّؤدي مهمته التي خُلق لها، وقبل أن يعيش عمره الذي كتبه الله تعالى له!
الخوف الذي يصيبنا شيء طبيعي، ولا علاقة له بقلة الإيمان، نحن نخاف لأننا بشر، والمؤمن نهاية المطاف إنسان يخاف على نفسه وأحبته، ولكنه يُؤدِّبُ هذا الخوف بالرضى، ويُحلِّي مُرَّه بالإيمان بأنّ ما شاء الله كان، فلا تستخفوا بمخاوف الناس، ولكن بالمقابل لا تبنوا سجناً من الخوف، تحبسون أنفسكم خلف جدرانه، فإن الخوف والقلق لا يمنعان ألم الغد، وإنما يُفسدان متعة الحاضر!
كلُّ ما يصيب المسلم مع الرضى له فيه أجر، حتى الشوكة يُشاكها، وإن من رحمة الله بالمسلم أنه أحياناً يُطهّره في الدنيا ليُقدِمَه عليه نقياً طاهراً!
لا تُوزِّعوا أقدار اللهِ على الناس، الأمراض الفتاكة تصيب الناس جميعاً، فتحصد المسلم والكافر، الطائع والعاصي، والبَر والفاجر، وقد مات أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس! مع التأكيد أنه من تمام العقيدة أن نعلم أنه قد يشترك الناس في سبب الموت ولكن شتان بين مصير المؤمن ومصير الكافر، فالعبرة ليست بسبب الموت، وإنما بما بعد ذلك !
الوقاية واجبة، والإنسان مطالب بالحذر واتباع ارشادات الأطباء وأهل الاختصاص، كي لا يضُرّ نفسه وغيره، والإقبال على المهالك ليس من الإيمان في شيء، ولا من حُسْنِ التوكل، إنه من الحُمق والفهم الخاطئ للدين!
حفظنا الله وإياكم وجميع المسلمين.بقلم: أدهم شرقاوي