+ A
A -
حسان يونس
كاتب سورييفترض العلماء الألمان أن عدد المصابين الفعليين بفيروس كورونا غير المكتشفين كبير جدا، وهذا معناه أن معدل الوفيات العالمي أقل بكثير من الأرقام التي تردنا حاليا، الخبراء الألمان يقدرون النسبة الفعلية للوفيات بسبب الفيروس بـ «0.7 %».
يمكن أن تندرج هذه الخلاصة الجديدة بين الأخبار السارة، فحتى صباح الأحد أودى فيروس كورونا بحياة ما لا يقلّ عن «5796» شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، وهو رقم متواضع للغاية قياسا إلى أوبئة أخرى شهدتها البشرية وتسببت في موت الملايين.
تمثل إيطاليا نقطة سوداء في خريطة انتشار فيروس كورونا عالميا، سواء من حيث انفجار الوباء وانتشاره أو المعدل المرتفع للوفيات، خبراء فيروسات ألمان وإيطاليون حاولوا فهم «المعضلة الإيطالية» كعبرة قد تتعلم منها باقي دول العالم.
المثير في «السيناريو الإيطالي» هو سرعة انتشار الفيروس مقارنة مع بلدان أوروبية كألمانيا وفرنسا، وكأن أشخاصا كثيرين أصيبوا بالفيروس دفعة واحدة، ما دفع الخبراء الإيطاليين لوصف الوباء بـ«تسونامي» وضع المؤسسات الاستشفائية في البلاد تحت ضغط غير مسبوق.
يرجع الخبراء سرعة انتشار الفيروس في إيطاليا إلى سوء التقدير، وغياب التنسيق بين السلطات المركزية في روما والمراكز الصحية الإقليمية، الأمر الذي أدى إلى «تسونامي حقيقي» انطلق من شمال إيطاليا الذي يعتبر مركزا اقتصاديا كبيرا ونقطة تبادل دولي تربط العالم بمناطق الجذب السياحي الأساسية في البلاد، وبالتالي، من الممكن جدا أن يتكرر ما وقع في إيطاليا في أي منطقة مشابهة في العالم، فهل يمكن التصرف بطريقة مغايرة تأسيسا على ما شهدناه هناك؟. نعم يمكن، وهذا خبر سار آخر. يقول الدكتور جياكومو غراسيلي، طبيب التخدير في جامعة ميلانو، ومنسق شبكة وحدات العناية المركزة في لومباردي، إن على دول العالم البدء في اتخاذ إجراءات جذرية من الآن لتجنب «السيناريو الإيطالي»، ومما يقترحه توعية المواطنين بمخاطر الفيروس المستجد: بمجرد حصول الانتشار الأول، على الجميع تغيير سلوكهم وتغيير نمط حياتهم الاجتماعية. نظريا إذا بقي الجميع في المنزل لمدة ثلاثة أسابيع، فإن ذلك سيمنع من ظهور مصابين جدد.
ما قاله يستحق التأمل والدراسة والتطبيق، فثلاثة أسابيع ستكون كافية تماما للتخلص من الفيروس إذا بقي الجميع في منازلهم، باستثناء الفرق الطبية التي يمكن أن تتحرك لمعالجة حالات محددة. بعد الأسابيع الثلاثة المقترحة سوف يُشفى المصابون تلقائيا، ولن يكون هناك أي شخص قادر على نقل العدوى بسبب إزالة مسبباتها، وهي فكرة بسيطة ويمكن تطبيقها بسهولة.
لكن هل يمكن إغلاق مدينة بأكملها لثلاثة أسابيع؟
الإجابة تختلف باختلاف المجتمعات، فإن توافرت التكنولوجيا اللازمة للعمل عن بعد، فإن هذه الطريقة تبدو ملائمة تماما لمنع الحالة الإيطالية من التكرار، وقد رأينا كيف أنها تسببت بإغلاق كل شيء في إيطاليا في نهاية المطاف، وطالما الأمر على هذا النحو فإن ما قاله الدكتور غراسيلي يستحق التدقيق والتمحيص، إذا كنا مازلنا على إيماننا بأن «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
كاتب سورييفترض العلماء الألمان أن عدد المصابين الفعليين بفيروس كورونا غير المكتشفين كبير جدا، وهذا معناه أن معدل الوفيات العالمي أقل بكثير من الأرقام التي تردنا حاليا، الخبراء الألمان يقدرون النسبة الفعلية للوفيات بسبب الفيروس بـ «0.7 %».
يمكن أن تندرج هذه الخلاصة الجديدة بين الأخبار السارة، فحتى صباح الأحد أودى فيروس كورونا بحياة ما لا يقلّ عن «5796» شخصاً في العالم منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، وهو رقم متواضع للغاية قياسا إلى أوبئة أخرى شهدتها البشرية وتسببت في موت الملايين.
تمثل إيطاليا نقطة سوداء في خريطة انتشار فيروس كورونا عالميا، سواء من حيث انفجار الوباء وانتشاره أو المعدل المرتفع للوفيات، خبراء فيروسات ألمان وإيطاليون حاولوا فهم «المعضلة الإيطالية» كعبرة قد تتعلم منها باقي دول العالم.
المثير في «السيناريو الإيطالي» هو سرعة انتشار الفيروس مقارنة مع بلدان أوروبية كألمانيا وفرنسا، وكأن أشخاصا كثيرين أصيبوا بالفيروس دفعة واحدة، ما دفع الخبراء الإيطاليين لوصف الوباء بـ«تسونامي» وضع المؤسسات الاستشفائية في البلاد تحت ضغط غير مسبوق.
يرجع الخبراء سرعة انتشار الفيروس في إيطاليا إلى سوء التقدير، وغياب التنسيق بين السلطات المركزية في روما والمراكز الصحية الإقليمية، الأمر الذي أدى إلى «تسونامي حقيقي» انطلق من شمال إيطاليا الذي يعتبر مركزا اقتصاديا كبيرا ونقطة تبادل دولي تربط العالم بمناطق الجذب السياحي الأساسية في البلاد، وبالتالي، من الممكن جدا أن يتكرر ما وقع في إيطاليا في أي منطقة مشابهة في العالم، فهل يمكن التصرف بطريقة مغايرة تأسيسا على ما شهدناه هناك؟. نعم يمكن، وهذا خبر سار آخر. يقول الدكتور جياكومو غراسيلي، طبيب التخدير في جامعة ميلانو، ومنسق شبكة وحدات العناية المركزة في لومباردي، إن على دول العالم البدء في اتخاذ إجراءات جذرية من الآن لتجنب «السيناريو الإيطالي»، ومما يقترحه توعية المواطنين بمخاطر الفيروس المستجد: بمجرد حصول الانتشار الأول، على الجميع تغيير سلوكهم وتغيير نمط حياتهم الاجتماعية. نظريا إذا بقي الجميع في المنزل لمدة ثلاثة أسابيع، فإن ذلك سيمنع من ظهور مصابين جدد.
ما قاله يستحق التأمل والدراسة والتطبيق، فثلاثة أسابيع ستكون كافية تماما للتخلص من الفيروس إذا بقي الجميع في منازلهم، باستثناء الفرق الطبية التي يمكن أن تتحرك لمعالجة حالات محددة. بعد الأسابيع الثلاثة المقترحة سوف يُشفى المصابون تلقائيا، ولن يكون هناك أي شخص قادر على نقل العدوى بسبب إزالة مسبباتها، وهي فكرة بسيطة ويمكن تطبيقها بسهولة.
لكن هل يمكن إغلاق مدينة بأكملها لثلاثة أسابيع؟
الإجابة تختلف باختلاف المجتمعات، فإن توافرت التكنولوجيا اللازمة للعمل عن بعد، فإن هذه الطريقة تبدو ملائمة تماما لمنع الحالة الإيطالية من التكرار، وقد رأينا كيف أنها تسببت بإغلاق كل شيء في إيطاليا في نهاية المطاف، وطالما الأمر على هذا النحو فإن ما قاله الدكتور غراسيلي يستحق التدقيق والتمحيص، إذا كنا مازلنا على إيماننا بأن «درهم وقاية خير من قنطار علاج».