أجمل ما في قصص الأنبياء تلك النفحات التي تُذكِّرنا أنهم كانوا بشراً مثلنا! يُريدُ الله سبحانه أن يُعلِّمنا أن الإيمان لا يُلغي الطبائع وإنما يُهذِّبها..
ولا يكبت الشهوات وإنما يُؤدِّبها..
إن نوحاً عليه السلام حين توجَّع لغرق ابنه فإنما ناجى ربه مدفوعاً بعاطفة الأبوة، فلمَّا نهاه ربه انتهى..
وإن موسى عليه السلام حين أوجسَ خيفةً لما ألقى السَّحرة حِبالهم وعصيهم، لم يخفْ عن قِلة إيمان، وإنما خاف لأنه إنسان..
وحين غضبَ وألقى الألواح فإنما فعلَ هذا لأنَّ النفس البشرية جبالٌ ووديان ولا تثبُت على حالةٍ واحدة، وبعض المواقف تُخرج الإنسان عن طوره..
وسيِّدُ الأنبياء كما إخوته الذين سبقوه بالنبوة بشر أيضاً، ولم يكُن يخجل أن يُصرِّح ببشريته، فالإنسانية ليستْ منقصة، على العكس تماماً، وهنا تكمُن المعجزة، أن تكون بشراً بعواطفك وهواجسك وأحزانك وأتراحك ثم تُغيِّر هذا العالم إلى الأبد..!
وقد قال مرةً: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلىَّ، ولعلَّ بعضُكم أن يكون ألحنَ بحُجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له بحقِّ أخيه فإنما أقطعُ له قطعةً من النار، فليأخذها أو يذرها»..
لعلَّ أحد الخصمين فصيح حسن اللسان، والآخر عَيِيّ لا يقدر أن يُبيِّن حقَّه، فيحكم القاضي له، ولكن السؤال: أيجعل حُكم القاضي الحرام حلالاً؟
لا واللهِ فإن كان حكم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الصادر بناءً على ما سمع لا يُبيح لأحدهم أن يأكل حق أخيه، فكيف هو حكم القُضاة الآخرين؟!
إن ممَّا ?بتُليَ به الناس أنهم يقومون بالحلال، ولكنهم لا يتورَّعون عن الحرام، وقد كان الأوائل يرون أن الدِّين في ترك الحرام أكثر منه في إتيان الحلال..
وقد قال مالك بن دينار: لَأن يترك الرجل درهماً من حرام خيرٌ له من أن يتصدَّق بمائة ألف درهم..
الحلالُ يقوم به البَرُّ والفاجر، والصالح والطالح، ولكن الإمساك عن الحرام لا يقوم به إلا من كان قلبه خالصاً لله..
تخرجُ الراقصة في مقابلة تليفزيونية وتتحدَّث أنها تحتج وتعتمر وتتصدَّق، وقد تكون صادقة في قولها، ولكنها لا تعرف أن التوقُّف عن هزِّ خصرها شبه عارية أمام الناس أفضل لها من عُمرة..
يُمكن للتاجر الغشاش أن يكفل يتيماً، وهذا عمل نبيل، ولكن أنبل منه هو ترك الغش، والتوقُّف عن أكل أموال الناس بالحرام، لأنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً..
نعم يحدث أن يبني صاحب البار مسجداً، ولكن إقفال البار أحب إلى الله من بناء المسجد..
ونعم يحدث أن يُقيم تاجر المخدرات موائد الإفطار في رمضان، ولكن التوقُّف عن تجارة المخدرات أحب إلى الله من إقامة موائد الإفطار..
الإيمان الفعلي الصادق ليس في فعل الطاعة، وإن كانتْ الطاعات محمودة، وإنما في هجرِ المعاصي..بقلم: أدهم شرقاوي
ولا يكبت الشهوات وإنما يُؤدِّبها..
إن نوحاً عليه السلام حين توجَّع لغرق ابنه فإنما ناجى ربه مدفوعاً بعاطفة الأبوة، فلمَّا نهاه ربه انتهى..
وإن موسى عليه السلام حين أوجسَ خيفةً لما ألقى السَّحرة حِبالهم وعصيهم، لم يخفْ عن قِلة إيمان، وإنما خاف لأنه إنسان..
وحين غضبَ وألقى الألواح فإنما فعلَ هذا لأنَّ النفس البشرية جبالٌ ووديان ولا تثبُت على حالةٍ واحدة، وبعض المواقف تُخرج الإنسان عن طوره..
وسيِّدُ الأنبياء كما إخوته الذين سبقوه بالنبوة بشر أيضاً، ولم يكُن يخجل أن يُصرِّح ببشريته، فالإنسانية ليستْ منقصة، على العكس تماماً، وهنا تكمُن المعجزة، أن تكون بشراً بعواطفك وهواجسك وأحزانك وأتراحك ثم تُغيِّر هذا العالم إلى الأبد..!
وقد قال مرةً: «إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلىَّ، ولعلَّ بعضُكم أن يكون ألحنَ بحُجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيتُ له بحقِّ أخيه فإنما أقطعُ له قطعةً من النار، فليأخذها أو يذرها»..
لعلَّ أحد الخصمين فصيح حسن اللسان، والآخر عَيِيّ لا يقدر أن يُبيِّن حقَّه، فيحكم القاضي له، ولكن السؤال: أيجعل حُكم القاضي الحرام حلالاً؟
لا واللهِ فإن كان حكم النبي صلَّى الله عليه وسلَّم الصادر بناءً على ما سمع لا يُبيح لأحدهم أن يأكل حق أخيه، فكيف هو حكم القُضاة الآخرين؟!
إن ممَّا ?بتُليَ به الناس أنهم يقومون بالحلال، ولكنهم لا يتورَّعون عن الحرام، وقد كان الأوائل يرون أن الدِّين في ترك الحرام أكثر منه في إتيان الحلال..
وقد قال مالك بن دينار: لَأن يترك الرجل درهماً من حرام خيرٌ له من أن يتصدَّق بمائة ألف درهم..
الحلالُ يقوم به البَرُّ والفاجر، والصالح والطالح، ولكن الإمساك عن الحرام لا يقوم به إلا من كان قلبه خالصاً لله..
تخرجُ الراقصة في مقابلة تليفزيونية وتتحدَّث أنها تحتج وتعتمر وتتصدَّق، وقد تكون صادقة في قولها، ولكنها لا تعرف أن التوقُّف عن هزِّ خصرها شبه عارية أمام الناس أفضل لها من عُمرة..
يُمكن للتاجر الغشاش أن يكفل يتيماً، وهذا عمل نبيل، ولكن أنبل منه هو ترك الغش، والتوقُّف عن أكل أموال الناس بالحرام، لأنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً..
نعم يحدث أن يبني صاحب البار مسجداً، ولكن إقفال البار أحب إلى الله من بناء المسجد..
ونعم يحدث أن يُقيم تاجر المخدرات موائد الإفطار في رمضان، ولكن التوقُّف عن تجارة المخدرات أحب إلى الله من إقامة موائد الإفطار..
الإيمان الفعلي الصادق ليس في فعل الطاعة، وإن كانتْ الطاعات محمودة، وإنما في هجرِ المعاصي..بقلم: أدهم شرقاوي