جاءَ في الأثر أنَّ موسى عليه السَّلام لمَّا نزلَ ببني إسرائيل القحط والجدب، حثَّهم على التوبة والاستغفار، ثُمَّ خرجَ بهم إلى صلاة الاستسقاء، وطلبَ منهم أن لا يُصلي معه إلا تائب! فصلَّى ببني إسرائيل فلم ينزل المطر، فسأل موسى عليه السَّلام ربَّ العِزَّة عن ذلك، فأوحى الله سُبحانه إليه أنَّ بينكم رجلاً عاصياً لم يتُب بعد! فطلبَ موسى من بني إسرائيل أن يخرجَ من بينهم هذا العاصي كي لا يُحرموا المطر بسببه! وما هي إلا لحظاتٍ حتى انهمرَ المطرُ رغمَ أنه لم يخرج من بني إسرائيل أحد! فسأل موسى عن سبب المطر رغم بقاء العاصي بينهم، فأوحى الله سُبحانه إليه أنَّ العبدَ قد تابَ بينه وبين ربه! فسأله موسى عن اسمه، فقال له الله تعالى: يا موسى سترته عاصياً، أأفضحه تائباً!
عندما زنى ماعِزٌ رضيَ الله عنه، مرَّ بصديقٍ له اسمه هُزال الأسلمي وحدَّثه بما كان منه، ولكن هُزالاً لم يعِظْه، ولم يحُثَّه على التوبة، بل أشار إليه أن ينطلق إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيُخبره بالأمر! فأتى ماعِزٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واعترفَ عنده بالزنى، فأمر عليه السَّلام برجمه، لأنَّ الأمر إذا وصلَ إلى الإمام سقطَ العفو، ولا بُدَّ من إقامةِ الحَدِّ! ثم إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لقِيَ هُزالاً الأسلمي بعد ذلك فقال له: لو سترْتَه بثوبك كان خيراً لك!
نعم وَضَعَ الإسلامُ حدوداً، وما من نظامٍ بشريٍّ قامَ يوماً إلا وفيه منظومة عقوبات تختلف من مجتمع إلى آخر، ولكن الإسلام العظيم حثَّ على التوبة والسِّتر عند ارتكاب المعاصي، فما دام الله سترَ على الإنسان فالأوْلى أن لا يذهب العاصي إلى الإمام ويطلبَ تنفيذ العقوبة! ولخَّص ابن تيمية هذا كله في جُملةٍ واحدةٍ حين قال: والأصلُ في الذنوبِ التوبة والاستغفار لا إقامة الحدود!
السِّترُ مبدأٌ من مبادئ الشريعة، كلُّ مُسلم مُطالب أن يسترَ على نفسه وعلى غيره، والنفسُ البشرية مفطورة على سترِ نفسها وفضحِ غيرها!
من تتبَّعَ عورات الناس تتبَّعَ الله عورته، ومن ستر غيره ستره الله، لأن الجزاء من جنس العمل!
كلنا مطرَّزون بالعُيوب ولولا رداء من السِّتر وضعه الله علينا لانفضحنا وما نظر إلينا الناس نظرة احترام أبداً!
وأجمل خُلُقٍ يعمل به العبد هو أن ينظُرَ إلى الخُلقِ الذي يُعامِل به الرَّبُّ سبحانه عباده، فيعاملهم مثله، وأن الله سِتير يُحبُّ السِّتر!
كل ذنبٍ لإنسانٍ سمعتَ عنه دعه يقف عندكَ، أنتَ أيضاً لك ذنوب وللناس ألْسُن، فاشترِ سِتركَ بسِتر الناس!بقلم: أدهم شرقاوي
عندما زنى ماعِزٌ رضيَ الله عنه، مرَّ بصديقٍ له اسمه هُزال الأسلمي وحدَّثه بما كان منه، ولكن هُزالاً لم يعِظْه، ولم يحُثَّه على التوبة، بل أشار إليه أن ينطلق إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيُخبره بالأمر! فأتى ماعِزٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واعترفَ عنده بالزنى، فأمر عليه السَّلام برجمه، لأنَّ الأمر إذا وصلَ إلى الإمام سقطَ العفو، ولا بُدَّ من إقامةِ الحَدِّ! ثم إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم لقِيَ هُزالاً الأسلمي بعد ذلك فقال له: لو سترْتَه بثوبك كان خيراً لك!
نعم وَضَعَ الإسلامُ حدوداً، وما من نظامٍ بشريٍّ قامَ يوماً إلا وفيه منظومة عقوبات تختلف من مجتمع إلى آخر، ولكن الإسلام العظيم حثَّ على التوبة والسِّتر عند ارتكاب المعاصي، فما دام الله سترَ على الإنسان فالأوْلى أن لا يذهب العاصي إلى الإمام ويطلبَ تنفيذ العقوبة! ولخَّص ابن تيمية هذا كله في جُملةٍ واحدةٍ حين قال: والأصلُ في الذنوبِ التوبة والاستغفار لا إقامة الحدود!
السِّترُ مبدأٌ من مبادئ الشريعة، كلُّ مُسلم مُطالب أن يسترَ على نفسه وعلى غيره، والنفسُ البشرية مفطورة على سترِ نفسها وفضحِ غيرها!
من تتبَّعَ عورات الناس تتبَّعَ الله عورته، ومن ستر غيره ستره الله، لأن الجزاء من جنس العمل!
كلنا مطرَّزون بالعُيوب ولولا رداء من السِّتر وضعه الله علينا لانفضحنا وما نظر إلينا الناس نظرة احترام أبداً!
وأجمل خُلُقٍ يعمل به العبد هو أن ينظُرَ إلى الخُلقِ الذي يُعامِل به الرَّبُّ سبحانه عباده، فيعاملهم مثله، وأن الله سِتير يُحبُّ السِّتر!
كل ذنبٍ لإنسانٍ سمعتَ عنه دعه يقف عندكَ، أنتَ أيضاً لك ذنوب وللناس ألْسُن، فاشترِ سِتركَ بسِتر الناس!بقلم: أدهم شرقاوي