قالت مقرِّرة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، إن الفلسطينيين يُقتلون ببشاعة وسادية بسلاح غربي، وهذا لا شك فيه ولم تأت بجديد، بيد أن تصريحها جاء على عمليات القتل التي تحدث في شمال غزة، وتحديدًا في جباليا التي يقول السكان هناك، إن الجثث في الطرقات وبعضها تنهشها الكلاب وبعضها قد تحلل، وفي كل لحظة يكتب أحدهم صورة عن وقع المأساة التي يتعرضون لها.

ما يحدث في شمال القطاع وسط غياب للتغطية المباشرة وفقدان الصورة من هناك، وفق رغبة الاحتلال الذي قام بمنع التغطية واستهداف الصحفيين وقنصهم، كي يمارس عربدته كما شاء بعيدًا عن أعين الكاميرات، وهذا ما يقوله الناس الباقون في شمال القطاع، بعد أن رفضوا النزوح، بأن جنود الاحتلال يمارسون بحقهم أبشع الممارسات، ورغبتهم هي تفريغ الشمال وطرد السكان بشتى الطرق، أحياءً أو أمواتا.

تقول الإحصاءات إن أكثر من 70 ٪ من البيوت دمرت، والبقية متصدعة لا تصلح للعيش فيها، وهذا يعني أن الناس صامدون فوق ركام بيوتهم وآلة القتل تواصل فعلها عليهم.

إن ما يحدث في شمال غزة هذه الأيام متواصل منذ بدأت حرب الإبادة الجماعية، وهو يأتي بهدف تفريغ شمال غزة من السكان لضمه في جغرافيا الاحتلال والحدود الجديدة التي ينوي فرضها بالقوة والقتل والإبادة، وهذا ما أعلن عنه كثيرًا، وهذا ما يسعى جيش الاحتلال لتحقيقه.

جباليا وما حولها تعيش كارثة بكل الأبعاد، فوق الكوارث التي عاشتها منذ بدأت حرب الإبادة، وهي اليوم تعاني فوق معاناتها، حيث الناس هناك يعيشون في بقايا البيوت وفوق الركام في العراء، وسط جوع وعطش شديدين، وهذا حال غزة كلها في الجنوب والوسط والشمال، ومع كل يومٍ يمر تزداد المعاناة ويرتفع منسوب الألم، ولسان حال الناس يقول: متى تتوقف هذه المقتلة؟