كان حديثنا الأسبوع الماضي عن تجربة الصين التي لا تزال قائمة، وعن موقفنا الفكري الحر، كإنسانية متجردة لمصالحها، مصالح اجتماعية تقوم على توزيع ثروة وأولويات صحة وتعليم، وحظوظ متاحة للجميع للخبز، تقوم على معادلة أخلاقية، معادلة أخلاق تحترم كرامة الفرد وحريته، وبالتالي يكون استعداها للكوارث الطبيعية قوياً، لا عبر تلاعب الآلة الإعلامية ولكن عبر، قدرة الإنسان الذي يتنفس حريته، فيطلق مهمة العمران لأجل شعبه.
ونفس القاعدة تنطبق على الموقف الأميركي، وهو موقف يتجاوز عهد الرئيس ترامب، فهو موقف ضارب في رحلة التاريخ القومي، التي أنتجت العلمية السياسية الأميركية ذاتها، وأمام استدعاء هذا الميزان الفكري والأخلاقي نعاني جدلاً فوضوياً صاخباً، يُضعف مع الأسف قدرة العقل العربي على تنظيم قناعاته، وأولوياته، لفهم رحلة الكون وعلاقة المعرفة بها.
وأين الدرب المضيء، الذي ينتظم فيه العقلي والإيماني الروحي برسالة الإسلام، مؤمناً به كدين، أو مقتنعاً بأن رحلته الكونية أسست عمقاً اخلاقياً، في حياة الأرض وأساساً معرفياً، أمام سقوط العالم في وحل التوحش الرأسمالي.
ومن ذلك الجدل كيف نتعامل مع الصراع الإيراني الأميركي السياسي في أزمة كورونا، أيهما على حق؟
ومن قال إن ميزان الحقيقة ينطلق من الحق لأحدهما، هناك ميزان التضامن الإنساني مع الشعب الإيراني، الذي يعاني قسوة اجتياح الوباء وقسوة الثقافة والسياسة الطائفية الرسمية التي سبقته وانعكاسها على الإنسان العربي.
واستقلال الفكرة الحرة، قائمٌ أيضاً أمام جدل الأنظمة الريعية الدكتاتورية، التي استبقت تفشي الوباء كنقيض لموقف إيران، واستطاعت أن تحد منه، أو الأنظمة الشمولية التي لا تسمح بحركة حرية سياسية وشراكة شعبية تنظم موارد الشعب، وتعيد تدويرها لأجل تعليمه ورفاهه، ولأجل حركة العلوم والمعرفة بما فيها، البحث العلمي والوقاية الطبية.
فنجاحها الفارق في استباق المأساة، يعتبر عملاً إيجابياً، لكنه لا يزكي بالمطلق سيرتها ولا مسيرتها، لدى هذا الشعب أو ذاك، فتُمتدح نظم الدكتاتورية، التي ترفض حق الشعب في برلمان حر، وقيم عدالة، فقط لأن هذا النظام المستبد نجح في كبح حركة الوباء عن شعبه.
هذه الجدليات لا بد أن يكون الموقف المعرفي الأخلاقي واضحاً معها، وأن تكون قاعدة تفكيك المشروع العالمي العاصف، الذي يُهمين على مفاصل حركة توزيع المال والسلاح والصناعة في الأرض بما فيها الصناعة الطبية، في ميدان مستقل عن مقارنات أنظمة فشل شمولية أخرى، في تاريخ دولتها أو خطابها مع أمتها.
هنا نعود لواقع الإنسان الغربي بالمجمل أو واقع الإنسان الأميركي بالخصوص، وأميركا عالم ضخم اليوم يحوي شعوباً عدة، متمنين السلامة لهم ولكل الأبرياء والإنسانية في هذا العالم.
إن ضعف الالتزام الأخلاقي، في تدافع الشعوب الغربية على المواد ومستلزمات الغذاء والنظافة، وعدم قدرة الأخلاق الإدارية التي نظمها القانون الملزم، كان بناءً على تأثيرات الروح المادية الصرفة، لكل تاريخ العملية السياسية، ونحن نرقب اليوم في نموذج أميركا، وأن جدل الصراع داخل المنظومة الديمقراطية نفسها.
وهي ديمقراطية نحتاج الكثير لتحرير مواطن نجاحها لصالح الشعب الأميركي نفسه، أو إخفاقها المر، فصراع ترامب مع خصومه، وصراع الديمقراطيين والجمهوريين، هو انعكاس لصورة هذه الروح في حياة الناس وصحتهم، التي غاب فيها الإنسان، كقيمة مستقلة للروح، لا عدداً ضمن حقيبة مادية تحرص على تصويته للرئيس والحزب، لا صحته كمواطن، طحن تحت نظام صحي أنتجته الرأسمالية وهذه المرة في قلب أميركا.
ونشهد اليوم كيف تنطلق في القنوات التليفزيونية، دعايات جديدة لشركات التأمين في أميركا، والتي تمثل أحد المصادر المنهكة لحياة الفرد ولميزانية معيشته، مستغلة خوفه ورعبه، لتأخذ حصة جديدة من دخله المنهك. ومجدداً نقول إننا لا نُسقط القيم الحقوقية الناجحة التي حققها الغرب في رحلته، ولا مسارات التكافل التي وصلت إليها، غير أن ذلك لا يعني إسقاط سبب الفشل الأخلاقي الذي احد أعراضه جعل كبار السن، وذوي الأمراض المزمنة حطب وقود لجهنم كورونا.بقلم: مهنا الحبيل
ونفس القاعدة تنطبق على الموقف الأميركي، وهو موقف يتجاوز عهد الرئيس ترامب، فهو موقف ضارب في رحلة التاريخ القومي، التي أنتجت العلمية السياسية الأميركية ذاتها، وأمام استدعاء هذا الميزان الفكري والأخلاقي نعاني جدلاً فوضوياً صاخباً، يُضعف مع الأسف قدرة العقل العربي على تنظيم قناعاته، وأولوياته، لفهم رحلة الكون وعلاقة المعرفة بها.
وأين الدرب المضيء، الذي ينتظم فيه العقلي والإيماني الروحي برسالة الإسلام، مؤمناً به كدين، أو مقتنعاً بأن رحلته الكونية أسست عمقاً اخلاقياً، في حياة الأرض وأساساً معرفياً، أمام سقوط العالم في وحل التوحش الرأسمالي.
ومن ذلك الجدل كيف نتعامل مع الصراع الإيراني الأميركي السياسي في أزمة كورونا، أيهما على حق؟
ومن قال إن ميزان الحقيقة ينطلق من الحق لأحدهما، هناك ميزان التضامن الإنساني مع الشعب الإيراني، الذي يعاني قسوة اجتياح الوباء وقسوة الثقافة والسياسة الطائفية الرسمية التي سبقته وانعكاسها على الإنسان العربي.
واستقلال الفكرة الحرة، قائمٌ أيضاً أمام جدل الأنظمة الريعية الدكتاتورية، التي استبقت تفشي الوباء كنقيض لموقف إيران، واستطاعت أن تحد منه، أو الأنظمة الشمولية التي لا تسمح بحركة حرية سياسية وشراكة شعبية تنظم موارد الشعب، وتعيد تدويرها لأجل تعليمه ورفاهه، ولأجل حركة العلوم والمعرفة بما فيها، البحث العلمي والوقاية الطبية.
فنجاحها الفارق في استباق المأساة، يعتبر عملاً إيجابياً، لكنه لا يزكي بالمطلق سيرتها ولا مسيرتها، لدى هذا الشعب أو ذاك، فتُمتدح نظم الدكتاتورية، التي ترفض حق الشعب في برلمان حر، وقيم عدالة، فقط لأن هذا النظام المستبد نجح في كبح حركة الوباء عن شعبه.
هذه الجدليات لا بد أن يكون الموقف المعرفي الأخلاقي واضحاً معها، وأن تكون قاعدة تفكيك المشروع العالمي العاصف، الذي يُهمين على مفاصل حركة توزيع المال والسلاح والصناعة في الأرض بما فيها الصناعة الطبية، في ميدان مستقل عن مقارنات أنظمة فشل شمولية أخرى، في تاريخ دولتها أو خطابها مع أمتها.
هنا نعود لواقع الإنسان الغربي بالمجمل أو واقع الإنسان الأميركي بالخصوص، وأميركا عالم ضخم اليوم يحوي شعوباً عدة، متمنين السلامة لهم ولكل الأبرياء والإنسانية في هذا العالم.
إن ضعف الالتزام الأخلاقي، في تدافع الشعوب الغربية على المواد ومستلزمات الغذاء والنظافة، وعدم قدرة الأخلاق الإدارية التي نظمها القانون الملزم، كان بناءً على تأثيرات الروح المادية الصرفة، لكل تاريخ العملية السياسية، ونحن نرقب اليوم في نموذج أميركا، وأن جدل الصراع داخل المنظومة الديمقراطية نفسها.
وهي ديمقراطية نحتاج الكثير لتحرير مواطن نجاحها لصالح الشعب الأميركي نفسه، أو إخفاقها المر، فصراع ترامب مع خصومه، وصراع الديمقراطيين والجمهوريين، هو انعكاس لصورة هذه الروح في حياة الناس وصحتهم، التي غاب فيها الإنسان، كقيمة مستقلة للروح، لا عدداً ضمن حقيبة مادية تحرص على تصويته للرئيس والحزب، لا صحته كمواطن، طحن تحت نظام صحي أنتجته الرأسمالية وهذه المرة في قلب أميركا.
ونشهد اليوم كيف تنطلق في القنوات التليفزيونية، دعايات جديدة لشركات التأمين في أميركا، والتي تمثل أحد المصادر المنهكة لحياة الفرد ولميزانية معيشته، مستغلة خوفه ورعبه، لتأخذ حصة جديدة من دخله المنهك. ومجدداً نقول إننا لا نُسقط القيم الحقوقية الناجحة التي حققها الغرب في رحلته، ولا مسارات التكافل التي وصلت إليها، غير أن ذلك لا يعني إسقاط سبب الفشل الأخلاقي الذي احد أعراضه جعل كبار السن، وذوي الأمراض المزمنة حطب وقود لجهنم كورونا.بقلم: مهنا الحبيل