+ A
A -

وجّه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، كلمة تاريخية يوم أمس في افتتاح دور الانعقاد السنوي الثالث والخمسين لمجلس الشورى.. هذا المجلس الذي تأسس منذ عام 1972 بـ 20 عضوا ليصل إلى 45 في 2021 وليكون أحد جناحي السلطة في القوانين، ودراسة المشروعات وإبداء الرأي، فدولتنا الحبيبة تعتبر من أوائل الدول في إرساء الشورى والمستمد من شريعتنا الاسلامية السمحة، ومنذ تأسيس المجلس وهو يواكب النهضة والتنمية في البلاد جنبا إلى جنب مع القيادة والحكومة وكان ولايزال مساهما فعالا وركنا رئيسيا في تنمية البلاد، وهذه من أهم المقومات التي تتميز بها بلادنا ولله الحمد، فعندما يكون هناك تناغم بين القيادة والحكومة والشورى فالنتيجة حتما تكون إيجابية ويضرب بها المثل على جميع المستويات، وقد جاء خطاب سموه تعزيزا للاستقرار، وحافلا كالعادة بالعديد من القضايا محليا وإقليميا ودوليا، فسموه كما عودنا دائما ما تتصف خطاباته بالشفافية، وهو ما يجعل المتابع له على اطلاع بمختلف القضايا على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية.

لذلك لن نبالغ إذا قلنا إن كافة أطياف المجتمع المحلي، تترقب خطابات سموه حفظه الله وتنتظرها، لقراءة خطط الدولة في الرؤية المستقبلية سنويا، فهذا الخطاب التاريخي لهو تحول جديد في مسيرة الوطن واستكمال لنهضة بدأت وتستمر بتفانٍ وإخلاص وعمل دؤوب.

إن الخطاب الذي ألقاه سموه، حفظه الله، بإجراء تعديلات في بنود الدستور الخاصة بانتخابات مجلس الشورى وأن يعود المجلس كما كان بالتعيين جاء بعد تقييم شامل للتجربة السابقة ودراسة إيجابياتها وسلبياتها، وهذا بحد ذاته يؤكد حرص القيادة الحكيمة والرشيدة في الحفاظ على نسيج المجتمع وتماسكه وتلاحمه، وهذا ما يميز مجتمعنا القطري دائما وأبدا وأن كل ما يعكر صفو هذا المجتمع أو يتسبب في التفرقة فهو أمر غير مقبول وأن استقراره وتماسكه هما خط أحمر.

لقد كان خطاب المرحلة جريئا وتجسيداً للحكمة، وتاريخيا بكل المقاييس وترسيخا للمواطنة المتساوية وللديمقراطية وذلك في إشراك الشعب بالقرارات الحساسة والمصيرية، من خلال الاستفتاء، فمصلحة البلاد وتماسكها وقوتها دائما وأبدا فوق كل اعتبار.. ونسأل الله سبحانه أن يديم على وطننا الاستقرار والأمن والأمان.

بقلم- فهد العمادي مدير التحرير

copy short url   نسخ
16/10/2024
55