سيظل السادس من أكتوبر المجيد علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، ورمزًا لشموخها وعزتها. ففي هذا اليوم، قدم الجيش المصري أروع ملاحم التضحية والفداء لاستعادة أرضه وتحقيق نصر تاريخي على العدو الإسرائيلي المحتل.
وعلى الرغم من مرور 51 عامًا على ملحمة أكتوبر المجيدة، إلا أن خفايا هذه الحرب ونجاحاتها ما زالت غير معروفة لكثيرين.
هذه الحرب، بمستوياتها المختلفة، كبدت القوات الإسرائيلية وحلفاءها هزيمةً ساحقة، رغم ما كان يتوافر لديهم من قدرات وإمكانات فائقة ومتنوعة.
وفي هذا السياق، نستذكر مقابلة الرئيس الراحل أنور السادات مع مجلة «نيوزويك» الأميركية في ربيع عام 1973، عندما أعلن أن الوقت قد حان لإحداث «صدمة».
وبسرية تامة، تم التخطيط لهذه الحرب على المستويين العسكري والسياسي، مما أدى إلى نجاح ملحمة أكتوبر التي ستظل خالدة في الذاكرة العربية والعالمية، تجسد قوة الإرادة والتضحية في سبيل عزة الأمة العربية وكرامتها، بعد النكسات التي سبقت هذه الحرب.
ونحن نحتفل بالذكرى الـ 51 لنصر أكتوبر المجيد، يظل هذا اليوم خالدًا في تاريخ مصر وشعبها وجيشها، الذي صنع معجزة عسكرية أذهلت العالم آنذاك. هذه الملحمة، التي سُطرت بأحرف من نور، تعكس عزيمة المصريين على استعادة حقوقهم وأرضهم، بقيادة قادة عظماء ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ورغم مرور العقود، سيظل السادس من أكتوبر يومًا فارقًا في تاريخ المصريين والعرب جميعًا، خاصةً لأولئك الذين شاركوا في هذا النصر، الذي شهد تخطي خط بارليف الحصين في ست ساعات فقط، مما أدهش العالم، وسجل درسًا تاريخيًا في قوة الإرادة والعزيمة.
في أكتوبر 1973، عاش المصريون والأمة العربية لحظة انتصار تاريخي، حينما دمرت القوات المسلحة المصرية القوة العسكرية الإسرائيلية وحلفاءها، وأعادت تنظيم صفوفها على طول الجبهة، لتلحق بالعدو خسائر جسيمة، أجبرت قادته على الاستغاثة بالولايات المتحدة لإنقاذهم، وبذلك، استعاد المصريون كرامتهم وأرضهم، وجيشهم عزته ومكانته.
بعد هزيمة يونيو 1967 المؤلمة، جسدت وحدة الشعب المصري نموذجًا تاريخيًا في الاصطفاف خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة. وجاءت حرب أكتوبر لتكون رمزًا للكرامة والشموخ، وتجسيدًا للنسيج الوطني الذي وحد المصريين خلف جيشهم، الدرع الحامي لمصر والأمة العربية.
ملحمة النصر في السادس من أكتوبر 1973 ستظل خالدة في التاريخ، وموثقة في كتب الحروب كواحدة من أبرز معارك استعادة الكرامة والشرف، وتحرير الأرض من الاحتلال. جيش مصر، الذي قرر خوض معركة الكرامة، لقن العدو درسًا قاسيًا لن يُنسى على مر الزمن.
تحيا مصر، في عيدها الوطني، ويبقى نصر أكتوبر العظيم نجمًا ساطعًا يضيء سماء مصر والمنطقة كلها. لم يكن هذا الانتصار وليد الصدفة، بل ثمرة لتخطيط دقيق وإرادة حديدية، أعادت الروح إلى الجيش المصري العظيم في معركته الأسطورية. سيظل شهر أكتوبر شهر الكرامة والعزة للأمة العربية..
والله من وراء القصد..