لا شك في أنّ تأخر الضربة المتوقعة من قِبَل الكيان الصهيوني، ردا على الضربة الموجعة التي كانت إيران قد وجهتها إليه، سيزيد من صعوبة الانتظار، وذلك لما يعنيه ذلك من تأجيل لتقدير الموقف القادم، بسبب ارتباطه بنوعية الضربة المتوقعة وحجمها، ومن ثم الرد الإيراني عليها، وما سيتركه الأمران من مستقبل للصراع المحتدم على جبهتيّ غزة ولبنان.

يستعيد حزب الله قدرته على ترتيب وضعه القيادي والميداني، وعودته لامتلاك زمام المبادرة إلى مستوى ما كان عليه، قبل عمليات الاغتيال.

فميزان القوى عاد إلى سابق عهده، وهو ما تشهد عليه أيضا نتائج الحرب البريّة في قطاع غزة. وقد عبّر أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسّام، في طلته مؤخرا بأن المقاومة ما زالت قادرة، ولأجل غير مسمّى، على مواصلة القتال، وبالمستويات نفسها، وأعلى، مما يؤكد أن نتيجة هذه الحرب ستكون انتصارا للمقاومة، وهزيمة مدويّة للكيان الصهيوني وداعميه الدوليين.

إن انتصار المقاومة يقاس بعدم تحقيق العدو لأهدافه، وبإنجازاتها العسكرية والسياسية، لأنه ما من انتصار حققته مقاومة في التاريخ القديم، الإشكالية في تحديد أين يقف نتانياهو، هل هو في الدفاع، أم هو في الهجوم العام المتوهم؟ لقد مضى على إعلان الهجوم العام في جنوب لبنان واستمرار قصف الضاحية حوالي عشرة أيام، من دون أن يتقدم خطوة واحدة ملموسة في احتلال جزء من الجنوب، ومن دون أن ينخفض قصف حزب الله، خطوة واحدة أقل، بل زاد عمقا، وصولا إلى حيفا وتل أبيب. وإذا أضفنا المعارك التي خاضتها المقاومة في غزة، خلال الفترة نفسها، يمكننا القول إن نتانياهو وأميركا عادا للمأزق، فيما عادت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية إلى أفضل مما كان عليه وضعهما المتقدّم السابق.{ عربي 21