+ A
A -
كان على عهدِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم امرأةٌ سوداء تُنظِّفُ المسجد.. ثم ماتتْ، فكأنهم استصغروا أمرها فدفنوها ولم يُخبروا النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بأمرِها!
ثم إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقدَها، فسأل عنها، فقالوا: ماتت يا رسول الله!
فقال: «أفلا كنتم آذنتموني، دُلوني على قبرها»! فدَلُّوه، فصلَّى عليها، ثم قال: «إنَّ هذه القُبور مملوءة ظُلمة على أهلها، وإنَّ الله عزّ وجل يُنوِّرها بصلاتي عليهم»!
مما ابتُلينا به في هذه الأيام أنه إذا ماتَ لأحد الأثرياء والمُتنفِّذين وأصحاب المناصب قريب جاءَ الجميعُ إلى عزائه، وإذا ماتَ الإنسان البسيط كان الذين يمشون في جنازته يُعدُّون على الأصابع! أصبحَ الموتُ طقساً من طقوس الانتفاع!
يُروى أنه ماتتْ خادمة كبير القضاة، فجاء التجار والأعيان ووجهاء البلد يُعزُّونه بها.. وعندما ماتَ كبيرُ القُضاة لم يمشِ في جنازتِه من هؤلاء أحد، فقد كانوا يُباركون لكبيرِ القُضاةِ الجديدِ منصبه!
الحُبُّ في هذا الدين عبادة، ومكانةُ الأشخاص في قلبكَ يجب أن تكون بحسب قُربهم من الله وبُعدهم عنه، لا بحسب ثرائهم ومناصبهم، فالمرأة التي كانت تُنظِّف المسجد لم يرفعْ قدرها عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم غير عملها الصَّالح في خدمةِ دين الله، علينا أن نتوقَّف عن الاعتقادِ أنَّ قيمة الإنسان بما يملك، إنما المرءُ بقلبه، ما أدراك أنَّ هذا المُسِنُّ الذي يأتي لصلاةِ الفجرِ يتَّكِئُ على عكازه هو عند الله خير من أثرياء الدنيا كلهم، وأنه بطل وقوي، أقوى كثيراً من الشُّبانِ الذين يرفعون الأثقال في النوادي، ولا يستطيع أحدهم أن يرفعَ لحافه إذا ما نادى المُنادي: الصلاةُ خيرٌ من النوم!
من قالَ لكَ أنَّ الوزير أحبُّ إلى الله من كنَّاس الطريق!
وأنَّ المُمثلة الثرية والحَسناء أقرب إلى الله من عجوز تثني ركبتيها على سجادتها، ولسانها لا يكفّ عن ترداد: اللهم حُسن الخاتمة!
إنَّ قيمة الناس عندنا يجب أن تكون بمقدارِ صلاحِهم وخدمتِهم لدينِ الله، الثريُّ الصالحُ خيرٌ من الفقيرِ العاصي، والفقيرُ الصالحُ خيرٌ من الثريِّ العاصي!
ربحَ بيعُ صُهيبٍ لأنه تركَ مالَه لله!
وارتفعَ شأنُ بلال لأنه ردَّد تحت الصخرة أحدٌ أحد!
و«سلمان منا آل البيت» لأنه طافَ الدنيا بحثاً عن الحق!
لا تزهدوا بالبُسطاء والمساكين، فواللهِ إن الله يرضى عنكَ بالصَّدقةِ على فقيرٍ أكثر ممَّا يرضى بالهدية للغنيِّ، ويُحبَّك لزيارةِ المسكينِ المريض فارغ اليدين، أكثر ممَّا يُحبك لزيارةِ المُتنفِّذِ وصاحبِ المنصبِ وبيدك باقة ورد أو علبة حلوى[email protected]بقلم: أدهم شرقاوي
ثم إنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقدَها، فسأل عنها، فقالوا: ماتت يا رسول الله!
فقال: «أفلا كنتم آذنتموني، دُلوني على قبرها»! فدَلُّوه، فصلَّى عليها، ثم قال: «إنَّ هذه القُبور مملوءة ظُلمة على أهلها، وإنَّ الله عزّ وجل يُنوِّرها بصلاتي عليهم»!
مما ابتُلينا به في هذه الأيام أنه إذا ماتَ لأحد الأثرياء والمُتنفِّذين وأصحاب المناصب قريب جاءَ الجميعُ إلى عزائه، وإذا ماتَ الإنسان البسيط كان الذين يمشون في جنازته يُعدُّون على الأصابع! أصبحَ الموتُ طقساً من طقوس الانتفاع!
يُروى أنه ماتتْ خادمة كبير القضاة، فجاء التجار والأعيان ووجهاء البلد يُعزُّونه بها.. وعندما ماتَ كبيرُ القُضاة لم يمشِ في جنازتِه من هؤلاء أحد، فقد كانوا يُباركون لكبيرِ القُضاةِ الجديدِ منصبه!
الحُبُّ في هذا الدين عبادة، ومكانةُ الأشخاص في قلبكَ يجب أن تكون بحسب قُربهم من الله وبُعدهم عنه، لا بحسب ثرائهم ومناصبهم، فالمرأة التي كانت تُنظِّف المسجد لم يرفعْ قدرها عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم غير عملها الصَّالح في خدمةِ دين الله، علينا أن نتوقَّف عن الاعتقادِ أنَّ قيمة الإنسان بما يملك، إنما المرءُ بقلبه، ما أدراك أنَّ هذا المُسِنُّ الذي يأتي لصلاةِ الفجرِ يتَّكِئُ على عكازه هو عند الله خير من أثرياء الدنيا كلهم، وأنه بطل وقوي، أقوى كثيراً من الشُّبانِ الذين يرفعون الأثقال في النوادي، ولا يستطيع أحدهم أن يرفعَ لحافه إذا ما نادى المُنادي: الصلاةُ خيرٌ من النوم!
من قالَ لكَ أنَّ الوزير أحبُّ إلى الله من كنَّاس الطريق!
وأنَّ المُمثلة الثرية والحَسناء أقرب إلى الله من عجوز تثني ركبتيها على سجادتها، ولسانها لا يكفّ عن ترداد: اللهم حُسن الخاتمة!
إنَّ قيمة الناس عندنا يجب أن تكون بمقدارِ صلاحِهم وخدمتِهم لدينِ الله، الثريُّ الصالحُ خيرٌ من الفقيرِ العاصي، والفقيرُ الصالحُ خيرٌ من الثريِّ العاصي!
ربحَ بيعُ صُهيبٍ لأنه تركَ مالَه لله!
وارتفعَ شأنُ بلال لأنه ردَّد تحت الصخرة أحدٌ أحد!
و«سلمان منا آل البيت» لأنه طافَ الدنيا بحثاً عن الحق!
لا تزهدوا بالبُسطاء والمساكين، فواللهِ إن الله يرضى عنكَ بالصَّدقةِ على فقيرٍ أكثر ممَّا يرضى بالهدية للغنيِّ، ويُحبَّك لزيارةِ المسكينِ المريض فارغ اليدين، أكثر ممَّا يُحبك لزيارةِ المُتنفِّذِ وصاحبِ المنصبِ وبيدك باقة ورد أو علبة حلوى[email protected]بقلم: أدهم شرقاوي