+ A
A -
بهاء رحال كاتب فلسطيني

باتت الضرورات عديدة، فبين ضرورة وقف حرب الإبادة المستمرة ورأب الصدع، وضرورة بناء المستشفيات وبناء المدارس وبناء البيوت، وضرورة بناء شبكات المياه والكهرباء، وضرورة فتح الحدود لإدخال احتياجات الناس اليومية، وضرورة وقف عمليات القصف والقتل والدمار، وضرورة فتح الجامعات والمعاهد وإعادة تأهيلها، وضرورة وضع الخطط الكاملة لإعادة الإعمار الشاملة، وضرورة محاكمة الجناة القتلة في المحاكم الدولية، تكون الوحدة الوطنية على سلم الضرورات التي بناء عليها يتم حسم المواقف، ووضع نقاط الارتكاز والمنطلقات الجمعية غير الفردية في الاجتهاد والاندفاع، وفي التردد والتباطؤ والانتظار.

لقاءات فتح وحماس والفصائل في القاهرة أتت في لحظة هامة، تتطلب التقاطها والبناء العاجل عليها، لأن الواقع لم يعد يسمح بمزيد من الفرقة وارتجال المواقف الفردية، ولا بمزيد من الانتظار، فواقع الأحداث السياسية المتسارعة في المنطقة، يستدعي من الكل الفلسطيني الاجتماع والتوافق الحقيقي عند كلمة واحدة وموقف واحد وأرضية جامعة شاملة، وسط استمرار حرب الإبادة والخطط التي يعمل الاحتلال وحكومته على فرضها بقوة الحرب والقتل، وبعتاد وأسلحة أميركية حديثة متعددة الاستخدامات والأهداف.

القضية الفلسطينية تمر في لحظة مصيرية وشعبنا في كل أماكن تواجده في الوطن والشتات والمهجر، يتطلع لمواقف أكبر من مختلف فصائل العمل الوطني، ويتطلع لحالة تلاقي تنهي فصول الفرقة والانقسام، فالخوف من قادم يخطط له يستدعي جديا هذه المرة عدم التهرب من الوحدة الوطنية مهما كانت الأسباب، وأن يكون الرهان فقط على القرار الفلسطيني المستقل غير المرتهن لأية جهة، وهذا ما ينقذ الواقع الفلسطيني مما يعيش تحت وطأة حرب الإبادة، ومن خطط ما يعرف بالجنرالات، والتي تقوم على طرد سكان شمال غزة وقضم ثلث القطاع لبناء منطقة عسكرية يستولي عليها الاحتلال، بينما يواصل الناس صمودهم رغم أبشع المجازر والمذابح التي يتعرضون لها، وسط حصار تام وجوع وعطش واسعين.

خطط الاحتلال الواسعة في استمرار حرب الإبادة الشاملة في غزة والضفة والقدس التي لا تتوقف فيها عمليات التهويد واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة إقامة المستوطنين لصلواتهم التلمودية في باحاته، وما يسعى لفرضه اليمين المتطرف لتغيير طابع المدينة المقدسة، إلى جانب التوسع الاستيطاني في الضفة الفلسطينية وقضم ومصادرة الأراضي وانتشار ما بات يعرف بالاستيطان الرعوي المدعوم من حكومة نتانياهو، تحت حماية مباشرة من جنود الاحتلال.

copy short url   نسخ
18/10/2024
10