تكتسب زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى إيطاليا وألمانيا، أهمية خاصة، سواء لجهة فتح آفاق جديدة للتعاون، أو لجهة بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية ولبنان، حيث تضطلع قطر بدور أساسي في محاولة وقف إطلاق النار، وتطويق هذه الحرب، ومنع تداعياتها، بالإضافة إلى الاهتمام الخاص من جانب كل من إيطاليا وألمانيا، لوقف التصعيد والتوصل إلى حلول سلمية بعد أكثر من عام على بدء العدوان الإسرائيلي.
جهود الوساطة القطرية تحظى بالدعم والمساندة من جانب العالم بأسره، وستشكل هذه الزيارة فرصة للتأكيد على أهمية هذه الجهود باعتبارها الوسيلة الأنجع لوقف الحرب، وقد لقيت الجهود القطرية دعما واضحا من إيطاليا وألمانيا من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، حيث تتقاسم دولنا الثلاث التزاما مشتركا باستقرار المنطقة، بما في ذلك ما يتعلق بالصراع في لبنان.
كما أن زيارة صاحب السمو للبلدين الأوروبيين، مهمة أيضا على صعيد زيادة فرص الشراكة وفتح أبواب وآفاق واسعة لمزيد من التعاون في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية، مما سينعكس إيجابا على قطاعات الأعمال في الدول الثلاث، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية، لما لذلك من أهمية حيوية في تعزيز التفاهم المتبادل وتحقيق التقارب بين الشعوب والأمم، حيث أطلقت قطر مبادرات عالمية من خلال مجموعة متنوعة من المعارض والمهرجانات والمسابقات انطلاقا من إيمانها بأهمية مد جسور التواصل حول العالم.