+ A
A -
بهاء رحال كاتب فلسطيني

بات من المؤكد أن أمد حرب الإبادة المستمرة غير مرتبط باغتيال قائد الطوفان، ولا مرتبط بموعد الانتخابات الأميركية، بل برغبات نتانياهو الساعي لاستمرار الحرب على كل الجهات والجبهات، وهو بذلك يدفع خطر تفكك وسقوط حكومته القائم على ائتلاف عنصري متشدد ومتطرف، يهدف إلى السيطرة والنفوذ على المنطقة وفرض هيمنة عسكرية وسياسة واقتصادية تتسع وتتمدد في كل الجهات، إلى جانب مواصلة بحثه عن تحقيق صورة انتصار تعيد هيبته، فلم يكتفِ بكل ما أحدثه من قتل ودمار وخراب، ولم يكتفِ بمئات الأطنان من القنابل والصواريخ التي أسقطت على غزة.

وبالعودة إلى الخرائط التي قاموا بإشهارها سواء نتانياهو أو سموتيرش في المحافل الدولية، فإنها لم تكن سقطة، أو مجرد رسم على ورق أو خطأ مطبعي، بل هي عقيدتهم في السيطرة والاحتلال والتوسع نحو الشرق ونحو الغرب، وتلك الخريطة التي احتوت على قضم الأردن وسيناء وجنوب لبنان ومساحات من الجولان السوري، هي ما يسعى نتانياهو ومن معه لتحقيقها، والغرض منها إقامة إسرائيل الكبرى وفق تعاليمهم التلمودية، ولهذا فإن حرب الإبادة مستمرة ومتواصلة في ظل غياب تام للصوت الدولي وللمواقف الأممية، وأمام ذلك كله تظهر المواقف العربية ضعيفة وهشة، وغير قادرة على وقف الحرب ولجم عربدة نتانياهو وحكومته.

إن غياب المواقف الدولية، وعدم وجود مبادرات سياسية جادة وواقعية، يعني إعطاء المزيد من الوقت لنتانياهو كي يبقى مستمراً في حرب الإبادة، تحت غطاء ومظلة أميركا وحلفائها.

وقف الحرب يتطلب موقفاً أميركياً وقراراً دولياً، وهذا ما لم يتحقق حتى الآن، بل إن التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض كلها تتفق وتصريحات حكومة الاحتلال، وأن قوة الدعم تزداد في شتى المجالات، مما يفسر إصرار نتانياهو على استمرار الحرب واتساعها[email protected] -

copy short url   نسخ
21/10/2024
10