غزة- قنا- الأناضول- لليوم الـ16 على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الإبادة الجماعية التي ينفذها في شمالي قطاع غزة، عبر قصف وحرق مناطق سكنية كاملة في مخيم وبلدة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، بينما يمنع وصول الطعام والمياه والدواء لعشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين داخل هذه المناطق.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن شهود عيان، بأن الجيش الإسرائيلي واصل على مدار الليلة الماضية وفجر الأحد، قصف مخيم وبلدة جباليا ومحيطيهما بشكل عنيف ومكثف.
وذكر الشهود، أن القصف الإسرائيلي طال محيط مستشفيات العودة واليمن السعيد وكمال عدوان.
وأوضحوا أن أعمدة دخان كثيف أسود تتصاعد من مخيم جباليا ومحيطه منذ ساعات طويلة جراء القصف الإسرائيلي.
وأشار الشهود إلى أن الجيش الإسرائيلي واصل كذلك خلال ساعات الليل وصباح الأحد، عمليات نسف وحرق المنازل غرب مخيم جباليا وفي مناطق متعددة بشمالي القطاع.
وفي الوقت نفسه، يطلق الجيش الإسرائيلي النار تجاه كل من يحاول الخروج من المناطق المحاصرة للحصول على الطعام أو المياه أو الدواء، بحسب ما أفاد الشهود لمراسل الأناضول.
كما قالت مصادر طبية فلسطينية أن هناك العشرات من الجرحى تحت أنقاض منازل قصفتها إسرائيل في جباليا ومحيطها وطواقم الإسعاف لا تستطيع الوصول إليهم بسبب استهدافها بشكل مباشر من الجيش.
وارتكب طيران الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة راح ضحيتها 73 فلسطينياً إضافة إلى عشرات المفقودين في بيت لاهيا، وشنّ سلسلة غارات عنيفة على جنوب مدينة غزة شماليّ القطاع، مع دخول الحرب يومها الـ380.
وفي جباليا، واصلت دبابات الاحتلال التوغل داخل المخيم المكتظ والأكبر مساحة في القطاع تحت غطاء جوي وغارات عنيفة على مساكن المدنيين، وتزامناً مع مجازر متتالية وحصار مستمر لليوم الـ16 على التوالي. وبدأ جيش الاحتلال بحملة تنكيل واعتقال بحق المدنيين في المخيم وإجبار المئات منهم على النزوح القسري.
وفي ظل حملة الإبادة في شمال القطاع، يواصل الاحتلال تجويع السكان الذين تمسكوا بالبقاء في منازلهم في هذه المنطقة ومنع إدخال المساعدات إليهم، خصوصاً في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، فيما يواجه القطاع الصحي أزمة مدمرة.
من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي «قصف المستشفى وأطلق النار بشكل عنيف باتجاه مبانيه واستهدف خزانات المياه وشبكة الكهرباء».
وأضاف أبو صفية: «أن عشرات المفقودين والجرحى تحت الأنقاض فقدوا حياتهم جراء منع وعرقلة الجيش الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، وتركهم لساعات طويلة دون إنقاذ».
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول، بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ حزاماً نارياً جنوب غرب مدينة غزة، وأطلقت الآليات الإسرائيلية النار تجاه حي التفاح شرق المدينة».
أما في المحافظة الوسطى؛ فقد قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة للنازحين في محيط مسجد التوبة في مدينة دير البلح ما أدى إلى إصابة 5 فلسطينيين بجروح، حسب ما ذكرت مصادر طبية فلسطينية لمراسل الأناضول.
وأصيب عدد آخر من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال جراء قصف الطائرات الإسرائيلية منزلا يؤوي عشرات النازحين في بلدة الزوايدة غرب المنطقة الوسطى، وفق شهود عيان.
وأطلقت الآليات الإسرائيلية المتمركزة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قذائف مدفعية بالتزامن مع إطلاق نار بشكل متقطع على بلدة عبسان الجديدة شرق المدينة.
وتأتي هذه التطورات بعد مجزرة ارتكبها الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، في منطقة مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع بعد قصفه لمنطقة سكنية كاملة.
واستشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة وعيادة طبية تؤويان نازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، في إطار عملية الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية المستمرة منذ 15 يوما، ضمن الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن القصف المدفعي استهدف مدرسة أبو حسين وعيادة الفاخورة التابعتين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في جباليا، ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات بين الفلسطينيين (دون ذكر عددهم).
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42603 شهداء و99795 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضحت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 84 شهيداً و158 إصابة.
وأشار التقرير إلى ارتفاع حصيلة المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في مشروع بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة ليلة أمس إلى 87 شهيداً ومفقوداً تحت الأنقاض، وأكثر من 40 إصابة، بينها حالات حرجة جداً.
ونوهت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.