شأسوأ ما في محرقة الهولوكوست الأشنع للنظام وحلفائه في الألفية الثالثة في سوريا، أنها تطحن هذا الشعب وتستنزف في نهر دماء يذهب بمئات الألوف، وأقذر ما في المشهد أن الإرادة الدولية في قبضة الغرب وموسكو والصين، طوعّت العالم لهذه الكلفة، بل أقنعته أنها فاتورة مهمة للحرب مع الإرهاب المقنن، الذي يرصد بعين عوراء. وهذا ديدن خطاب الإعلام الغربي والأنسنة الرسمية في دول المركز، ولم تعد الفضيحة الأخلاقية التي يمارسونها، محل عيب ولا تكلفة، رغم أنها في تقييم العقل الإنساني الواعي تزرع جذوة من كراهية عنف وجذور توحش، لا يزال الشرق يئن من سطوتها، ويصل لهيبها في مدن الغرب، وفي أجساد المدنيين الأبرياء.
تثبيت هذه المعادلة السياسية الإعلامية النفسية في العالم، يُبقي هذه الهولوكوست قائمة، ولذلك فإن من ضرورات الإنقاذ الكلي لفقه الشريعة، وفقه الوعي السياسي الحقوقي لهذا الشعب المضطهد، أن تجري مراجعات كبيرة تحضّر لتدشين حبل انقاذ لبقية هذا الشعب، ولجغرافية سوريا الممزقة والمستباحة، من حلفاء النظام وجماعات العنف الوحشي معاً.
إن من المهم أن تفطن القوى السورية الوطنية في المعارضة المدنية والمسلحة، أن فكرة تناقل نتائج حروب العصابات في جسد النظام وحزب الله العميل لإيران، قد تكون نوعاً من الممانعة الإعلامية الضرورية للثورة.
لكنها في ذات الوقت قد تكون مطلبا دوليا، يُبقي آلة القتل في معدلّاتها، وشيءٌ من ردع التقدم الاستراتيجي للنظام وحلفه الإرهابي، اخذاً بالاعتبار أن عمليات ما يسمى بالتحالف الدولي، هي اليوم تخدم ميدانيا الروس وتقدمهم المستمر.
بمعنى أن مجمل مواجهات الفصائل التابعة للثورة أو التابعة لجماعات العنف والسلفية الجهادية، تعيق التقدم مرحلياً لكن لا تحقق نصرا مطلقا، ولا تُهيىء الأرض أبداً لتأسيس اركان حربٍ جديدة لمصلحة الثورة، يخضع بعدها النظام لعملية سياسية تُقصيه ولو بعد حين، وقبل ذلك يوقف قتل المدنيين المستمر.
وهنا تترك الثورة تحت هذا الصوت الإعلامي الصادق في بعضه والموجه في بعضه الآخر، لكي يُضمن لما يُسمى أصدقاء الثورة انسحاب خلال التصفية البشعة لما تبقى منها، ويسمح لهم بتعزيز تموضعهم الجديد بعد ان خذلوا الثورة.
وهو سيقود إلى إحدى حالتين إما تكرار الحرب المفتوحة، في كما جرى في أفغانستان واستبدال اللاعبين الميدانيين بلاعبين آخرين عند كل مرحلة، أو إنهاك هذه المجموعات التي تحول جزء من قادتها إلى أمراء حرب، بغض النظر عن النوايا المخلصة للقادة والثوار، فتهيىء سوريا لحسم عسكري روسي إيراني فظيع، استعد له أصدقاء سوريا قبل غيرهم، لكن يهمهم وخاصة عبر صوت توتير الخليج، ان يكون تحت قصف متبادل كظاهرة صوتية لا أكثر.
إنه لا مناص من الرجوع إلى فكرة تنظيم الميدان، وتعزيز ذات التمثيل السياسي القائم لكيانات المعارضة، وخاصة الائتلاف الوطني، لأن البحث عن خيارات جديدة سيعزز التدخل وبعثرة التمثيل أكثر فأكثر.
ويصاب المراقب اليوم بصدمات متتالية، في ظل إصرار فرقاء الثورة، من الفصائل السورية الأصلية، على عدم التقدم للوحدة الميدانية، وإعادة رمزية الجيش السوري الحر، وخلق معادلة تمثيل متوازنة مع الميدان وتسليم القرار السياسي للائتلاف وفريق المفاوضات بعد إصلاحه وتعزيز حضوره.
وأكبر عدد سقط في مواجهات عسكرية، وهو أكثر من أي معركة خاضها الثوار، كانت ضحايا مواجهات فيلق الرحمن وجيش الإسلام التي استثمرتها جبهة النصرة، وهم جميعا يعتنقون ذات العقيدة السلفية التي تلقوها من تيار في منطقة الخليج العربي، يعني أن هناك وحدة اعتقاد أيدلوجية، ومع ذلك انتهت المواجهات لهذه الكارثة.
فاذا لم تدعم دماء الضحايا ونهر الشهداء قرار توحيد الميدان، فليدعمه تقدير المصلحة العليا لختام هذه الحرب الشرسة، وأن الإطار الوطني الاجتماعي السوري، ومنهج الوعي الإسلامي المعتدل في الشام، هو مدار التأسيس الأسلم للجميع، بما فيه الفصائل السلفية السورية، التي في حاجة ماسة لمراجعة أصولها بحسب فقه الشريعة، وضروريات المقاصد، لا شريعة الغلاة والمستبدين.
بقلم : مهنا الحبيل
تثبيت هذه المعادلة السياسية الإعلامية النفسية في العالم، يُبقي هذه الهولوكوست قائمة، ولذلك فإن من ضرورات الإنقاذ الكلي لفقه الشريعة، وفقه الوعي السياسي الحقوقي لهذا الشعب المضطهد، أن تجري مراجعات كبيرة تحضّر لتدشين حبل انقاذ لبقية هذا الشعب، ولجغرافية سوريا الممزقة والمستباحة، من حلفاء النظام وجماعات العنف الوحشي معاً.
إن من المهم أن تفطن القوى السورية الوطنية في المعارضة المدنية والمسلحة، أن فكرة تناقل نتائج حروب العصابات في جسد النظام وحزب الله العميل لإيران، قد تكون نوعاً من الممانعة الإعلامية الضرورية للثورة.
لكنها في ذات الوقت قد تكون مطلبا دوليا، يُبقي آلة القتل في معدلّاتها، وشيءٌ من ردع التقدم الاستراتيجي للنظام وحلفه الإرهابي، اخذاً بالاعتبار أن عمليات ما يسمى بالتحالف الدولي، هي اليوم تخدم ميدانيا الروس وتقدمهم المستمر.
بمعنى أن مجمل مواجهات الفصائل التابعة للثورة أو التابعة لجماعات العنف والسلفية الجهادية، تعيق التقدم مرحلياً لكن لا تحقق نصرا مطلقا، ولا تُهيىء الأرض أبداً لتأسيس اركان حربٍ جديدة لمصلحة الثورة، يخضع بعدها النظام لعملية سياسية تُقصيه ولو بعد حين، وقبل ذلك يوقف قتل المدنيين المستمر.
وهنا تترك الثورة تحت هذا الصوت الإعلامي الصادق في بعضه والموجه في بعضه الآخر، لكي يُضمن لما يُسمى أصدقاء الثورة انسحاب خلال التصفية البشعة لما تبقى منها، ويسمح لهم بتعزيز تموضعهم الجديد بعد ان خذلوا الثورة.
وهو سيقود إلى إحدى حالتين إما تكرار الحرب المفتوحة، في كما جرى في أفغانستان واستبدال اللاعبين الميدانيين بلاعبين آخرين عند كل مرحلة، أو إنهاك هذه المجموعات التي تحول جزء من قادتها إلى أمراء حرب، بغض النظر عن النوايا المخلصة للقادة والثوار، فتهيىء سوريا لحسم عسكري روسي إيراني فظيع، استعد له أصدقاء سوريا قبل غيرهم، لكن يهمهم وخاصة عبر صوت توتير الخليج، ان يكون تحت قصف متبادل كظاهرة صوتية لا أكثر.
إنه لا مناص من الرجوع إلى فكرة تنظيم الميدان، وتعزيز ذات التمثيل السياسي القائم لكيانات المعارضة، وخاصة الائتلاف الوطني، لأن البحث عن خيارات جديدة سيعزز التدخل وبعثرة التمثيل أكثر فأكثر.
ويصاب المراقب اليوم بصدمات متتالية، في ظل إصرار فرقاء الثورة، من الفصائل السورية الأصلية، على عدم التقدم للوحدة الميدانية، وإعادة رمزية الجيش السوري الحر، وخلق معادلة تمثيل متوازنة مع الميدان وتسليم القرار السياسي للائتلاف وفريق المفاوضات بعد إصلاحه وتعزيز حضوره.
وأكبر عدد سقط في مواجهات عسكرية، وهو أكثر من أي معركة خاضها الثوار، كانت ضحايا مواجهات فيلق الرحمن وجيش الإسلام التي استثمرتها جبهة النصرة، وهم جميعا يعتنقون ذات العقيدة السلفية التي تلقوها من تيار في منطقة الخليج العربي، يعني أن هناك وحدة اعتقاد أيدلوجية، ومع ذلك انتهت المواجهات لهذه الكارثة.
فاذا لم تدعم دماء الضحايا ونهر الشهداء قرار توحيد الميدان، فليدعمه تقدير المصلحة العليا لختام هذه الحرب الشرسة، وأن الإطار الوطني الاجتماعي السوري، ومنهج الوعي الإسلامي المعتدل في الشام، هو مدار التأسيس الأسلم للجميع، بما فيه الفصائل السلفية السورية، التي في حاجة ماسة لمراجعة أصولها بحسب فقه الشريعة، وضروريات المقاصد، لا شريعة الغلاة والمستبدين.
بقلم : مهنا الحبيل