+ A
A -
بقلم فاطمة أحمد سلطان المحمدي

يحتفل العالم في 22 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للتأتأة، وهي مناسبة تهدف إلى زيادة الوعي حول هذه الحالة والتحديات التي يواجهها المصابون بها. فالتأتأة ليست مجرد صعوبة في النطق، بل هي تجربة متعددة الأبعاد تؤثر على حياة الكثيرين، وتتطلب منّا جميعًا تقديم الفهم والدعم.

«أنا متلعثم، ومن حقي أن أعبّر عن أفكاري بطريقتي الخاصة، وأن يُمنح لي الوقت والاستماع مثل أي شخص آخر، فالأهم هو ما أقوله، وليس كيف أقوله».

إن هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على الصعوبات التي يواجهها الأفراد الذين يعانون من التأتأة، وتعميق الوعي بتأثيرها العميق على حياتهم اليومية، حيث إن التأتأة ليست مجرد اضطراب كلامي، بل هي اختبار لتواصل الإنسان، تمتد آثارها إلى الجوانب الشخصية، الاجتماعية، والمهنية.

والأفراد الذين يعانون من التأتأة يستحقون أن يجدوا بيئة داعمة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم بحرية ودون خوف من الحكم عليهم.

فالتأتأة حالة شائعة تؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، وتتجلى في صور متعددة، مثل تكرار الكلمات أو إطالة الأصوات، وأحيانًا تتوقف التدفقات الكلامية بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى شعور بالحرج أو القلق لدى المصابين.

ورغم أن الأسباب الدقيقة للتأتأة لم تُفهم بشكل كامل حتى الآن، فإن الدراسات تشير إلى أنها نتيجة لتفاعل معقد بين عوامل وراثية، عصبية، وبيئية، كما أن الضغوط النفسية وتجارب الطفولة قد تكون عوامل إضافية تؤثر على مدى تعقيد التأتأة وشدتها.

ويأتي اليوم العالمي للتأتأة ليتحدى الصور النمطية السلبية ويشجع المجتمعات على توفير بيئة داعمة تساعد الأفراد المتأثرين بها على التعبير بحرية ودون تمييز.

ومن الأهمية بمكان أن نتعلم كيف نستمع إليهم بإمعان، ونمنحهم الفرصة للتحدث دون مقاطعة، إذ يمكن لهذا النوع من الدعم أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم، كما ينبغي أن ندرك أن الأشخاص الذين يعانون من التأتأة يحتاجون إلى بيئة تحترم حقهم في التعبير عن أنفسهم بطريقتهم الخاصة، حيث يُمنح لهم الوقت والمساحة اللازمة ليعبروا عن أفكارهم دون تسرع أو حكم مسبق.

وفي هذا اليوم، تُدعى المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية إلى مضاعفة جهودها في توعية المجتمع وتوفير الموارد اللازمة لدعم المصابين بالتأتأة. ومن الضروري توفير بيئة مشجعة ومحفزة للحديث، بحيث يشعر المصابون بالتأتأة بالراحة والقبول.

وهناك أدوار مهمة يمكن أن يلعبها المعلمون وأفراد الأسرة، بما في ذلك دعم الأطفال المصابين بالتأتأة من خلال توفير تعليم ودعم نفسي ملائمين، وتشجيعهم على المشاركة الكاملة في الحياة المدرسية والاجتماعية.

فلنحتفل باليوم العالمي للتأتأة بروح من التفهم والدعم، ولنكن أصواتًا مساندة لأولئك الذين قد يتعثرون في كلماتهم، ولكن لديهم أفكار ورسائل قيمة تستحق أن تُسمع بوضوح.

وبفضل الجهود المتواصلة لتعزيز الوعي، يمكننا جميعًا أن نُحدث تغييرًا إيجابيًا في حياة هؤلاء الأفراد، ونساعدهم على الوصول إلى إمكانياتهم الكاملة.

copy short url   نسخ
22/10/2024
220