+ A
A -

حلت الذكرى الأولى لطوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في غزة ردا على القتل والدمار والحصار الخانق للقطاع، واعتقال آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والتجاهل العالمي والأممي للقضية الفلسطينية طوال السنوات الماضية..!

ونحن نتوقَّف عند الذكرى الأُولى للمعركة ومخرجاتها، والتي وصلت لاغتيال القادة اسماعيل هنية، وحسن نصرالله ويحيى السنوار وغيرهم من القادة العظماء في فلسطين ولبنان، ينبغي علينا معرفة الاتجاهات والبوصلة الدولية التي سقطت بعد هذه الحرب، وأظهرت لنا أصدقاءنا من اعدائنا ومن هم المنافقون أصحاب الوجهين والداعمين لاسرائيل.

فارتدادات معركة الطوفان كثيرة، وعلينا أن نفخر بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية وغيرها، وما حققته من مكاسب، رغم آلة الحرب العدوانيَّة الاسرائيلية والابادة الجماعية والتدمير والتهجير على أصحاب الأرض، لتنكشف الحقيقة ان هذا الكيان، كيان من ورق عسكريا لولا أميركا، فلولا وقوفها مع الاحتلال لكان هناك انتصار نهائي أو مفاوضات سلام جادة لحل الدولتين.

فمعركة طوفان الأقصى وضعت النّقاط على الحُروف، رغم محاولات بعض الدول الغربية النَّيْل ومصادرة أحقيَّة الفلسطينيِّين بدَولة قابلة للحياة، فاي عدالة هذه واي امم متحدة وقوانين، وما زال العدوُّ يخترق كل الأنظمة والقوانين والأعراف الدولية والمحاكم وقراراتها تحت اعين الدول الكبرى، حيث لا يُمكِن أن يستعيدَ الأمْنَ ولا يصدق العاقل أن أميركا واسرائيل يسعيان لقيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية بعد اليوم.

ولا يمكن وصف رئيس وزراء حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأقل من أنه مجرم حرب، وقائد عصابة تمارس حرب إبادة، لبناء شرق اوسطي جديد برؤيته مخالفاً كل قواعد الاشتباك في الحروب، ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس «يحيى السنوار»، لا يعني انتهاء الحرب، بل هناك فصول في الكتاب الصهيوني تحكى بأن الحرب ستنال اخرين، فهل حان وقت الواقعية والمصارحة، ليعم السلام المنطقة والعالم من خلال مفاوضات جادة وحزمة إصلاحات دولية لإنهاء الصراع، وإقامة الدولة الفلسطينية، واستتباب الأمن، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، يقابل ذلك موافقة الفلسطينيين والعرب على حل الدولتين من خلال المبادرة العربية.

واليوم نؤكد ان الصف الإسرائيلي الموحد داخليا وخارجيا، والصف الفلسطيني رغم مرور كل هذه السنوات والحروب وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين فصائله، لا يزال منقسماً على نفسه، وهذا سبب رئيسي لخسارته كل المعارك الدبلوماسية والعسكرية، وحان الوقت لتوحيد الصفوف داخليا وخارجيا لوقف سيل الدماء والتهجير والتدمير، وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة شكلت مرحلة انتقالية في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.. والاسرائيلي - العربي.

خاصة وان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، ما زال يكرر نفس الاسطوانة وحجته المفضلة، هي اتهام المجتمع الدولي بالنفاق فيما يتعلق بالحرب في قطاع غزة، لذا فان إطفاء الحرائق ووقف هذه الاكاذيب، يتطلب تدخل منظمات ودول محايدة خاصة وان الأجواء السياسية بدأت نوعا ما بالتحرك لهدنةٍ أو اتِّفاق لإيقاف هذه الحرب وغيرها.

فالولايات المتحدة الأميركية هي القوَّة الوحيدة الَّتي تسيطر وتحرِّك هذه الحروب حيثما تشاء هنا وهناك، والغرب باتَ تابعا الماسونية العالَمية التي يقودها اليهود من واشنطن، وروسيا العظمى منهمكة في حربها الأوكرانية، والصين منهمكة في بناء وضعها الاقتصادي والتفوق على أميركا، فالاتجاه نحو الشرق هو وسيلة من الوسائل لوقف الحرب والضغط على اعداء السلام.

فلا شيء يدوم، واسرائيل ستسقط يوما ما، مثل اوراق الخريف، وخريف الأقصى سيُزهر وينمو يوما ما، فهناك العشرات مثل اسماعيل هنيه وحسن نصرالله ويحيى السنوار، واعتيالهم لن يكون المسمار الأخير في نعش حماس أو حزب الله، كما تتمنى دولة الاحتلال وحلفائها.

وكما استمرت المقاومة في غزة على مدى عام كامل وهي تقاوم الاحتلال، والجيش الفلسطيني كذلك، رغم الفروقات العسكرية والدعم الغربي الصهيوني الماسوني، فان النضال من أجل الحرية لن يتوقف، والإصرار على إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 1967م سوف يتواصل ويستمر، فحماس إن قضي عليها فهي ليست وحدها المسؤولة عن استرداد الحقوق الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية، لذا سيظل الأقصى والقضية الفلسطينية قضيتنا الأولى، وقضيَّة المُسلِمين، وقضيَّة أصحاب الحقِّ والشرفاء في المنطقة والعالم[email protected]

copy short url   نسخ
23/10/2024
15