غزة- الأناضول- وسع الجيش الإسرائيلي، أمس، من البقعة الجغرافية التي تستهدفها عمليات النسف والحرق للمباني السكنية في محافظة شمال قطاع غزة.

ووفق شهود عيان، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف وحرق لمنازل ومنشآت مدنية، الليلة الماضية، عند آخر نقطة في محافظة شمالي قطاع غزة والقريبة من شارع «الجلاء» وحي «الشيخ رضوان» ضمن نطاق محافظة غزة.

وذكر الشهود للأناضول أن معظم المناطق التي طالتها عمليات النسف والحرق قريبة جدا من بيوت المواطنين المأهولة الذين رفضوا أوامر الإخلاء الإسرائيلية منذ بداية العملية العسكرية قبل 18 يوما.

مصعب سلامة شاب فلسطيني نازح من مخيم جباليا إلى مركز إيواء في حي «الشيخ رضوان» شمالي مدينة غزة، قال للأناضول إن «أصوات النسف وأعمدة الدخان الناجمة عن الحرائق لم تهدأ حتى الآن».

وأضاف سلامة أن «كثرة عمليات النسف والأحزمة النارية التي ضربت المكان تركت الذعر والخوف لدى النازحين الذين يعيشون في الخيام ويتكدسون في الشوارع القريبة من محافظة شمالي قطاع غزة».

من جانبه، يقول الفلسطيني محمد النجار وهو لا يزال يسكن في بلدة جباليا، إن «ما يسمعونه ويشاهدونه من دمار يوميا يشبه الزلزال والكوارث الكبرى».

ويذكر النجار أنه «على صعيده الشخصي متفاجئ من كمية الذخائر التي يستعملها الجيش الإسرائيلي في حربه ضد منطقة جغرافية صغيرة للغالية».

وتساءل النجار خلال حديثه «عن دور المجتمع الدولي الغائب لوقف هذه الإبادة والجرائم الإسرائيلية التي لا توصيف لها سوى أنها تطهير عرقي». الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل قال للأناضول إن «الجيش الإسرائيلي لا يزال يوسع من عمليته البرية في شمال قطاع غزة ويقوم بنسف وحرق وقتل كل ما هو بتلك المنطقة». وأضاف بصل «المنطقة تتعرض للإبادة لليوم الثامن عشر على التوالي والجيش الإسرائيلي يكثف ويوسع هجومه بين ساعة وأخرى وكل ليلة تكون دامية أكثر من التي قبلها حسبما ترصد فرقنا».

وتابع: «طواقمنا لا تتمكن من الوصول لأغلب الاستهدافات لانتشال الشهداء وإسعاف الجرحى بسبب الخطورة وتوغل الجيش الإسرائيلي المستمر».

واضطر النازحون الفلسطينيون بمنطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة لدفن جثامين ضحاياهم في الطرقات العامة دون تكفين، بعد نفاد الأكفان جراء الحصار المطبق والقصف المكثف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على المنطقة منذ 18 يوما.

وأفاد شهود عيان لمراسل الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ مساء الاثنين بإطباق حصاره على منطقة مشروع بيت لاهيا المكتظة بعشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إليها من مخيم جباليا ومحيطه خلال الأيام الماضية.

وذكر الشهود أن الحصار الإسرائيلي تزامن مع استهدافات عنيفة شنتها الطائرات الحربية والمدفعية، كما أطلق الجيش عشرات الطائرات المُسيّرة من نوع «كواد كابتر» لاستهداف النازحين ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات.

ولم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول لأماكن الاستهداف بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية بالمنطقة، وقطع الطرق بنيران الجيش الإسرائيلي، ما اضطر الأهالي لدفن ضحايا القصف في الطرقات دون تكفين، حسب الشهود.

وقالت مصادر طبية فلسطينية لمراسل الأناضول، أنه حتى مستشفيات شمال القطاع لم يعد يتوفر فيها أكفان بسبب نفادها جراء الأعداد الكبيرة من القتلى الذين سقطوا خلال الأسابيع الماضية إثر حملة الإبادة الجماعية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي.

وصباح أمس، أنذر الجيش الإسرائيلي بمنشورات ورقية ألقاها على مشروع بيت لاهيا الأهالي بإخلاء المنطقة فورا والتوجه إلى جنوب القطاع. وأوضح الشهود أن إنذار الجيش الإسرائيلي سبقه وتزامن معه قصف مدفعي عنيف استهدف منطقة مشروع بيت لاهيا.

واستشهد 15 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء قصف الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» نقلا عن الهلال الأحمر الفلسطيني قوله في بيان، «استشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح، في استهداف طائرة استطلاع مجموعة من الفلسطينيين في بلدة بيت لاهيا».

وبحسب مصادر طبية، استشهد 12 فلسطينيا في قصف الاحتلال المدفعي النازحين عند مفترق أبو الجديان بمشروع بيت لاهيا.ويواصل الاحتلال حصار شمال قطاع غزة، وتدمير وقصف المنازل، ومنع إدخال المواد الغذائية لليوم الثامن عشر على التوالي، وإجبار الفلسطينيين على النزوح قسرا، حيث ما يزيد على 10 آلاف فلسطيني في مشروع بيت لاهيا يرفضون النزوح إلى الجنوب.