برلين- قنا- اعتبر سعادة الدكتور توبياس تنكل مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الألمانية، زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى ألمانيا فرصة لتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بشأن الوضع الإقليمي والدولي.

وقال سعادته، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «نقدر زيارة سمو الأمير ونعتقد أنها تأتي في توقيت مناسب، هذه ليست الزيارة الأولى، حيث إن سموه يزور ألمانيا بانتظام، وهناك تبادل دائم للزيارات بين البلدين»، مشددا على الدور الحاسم الذي تلعبه دولة قطر في الأوضاع الإقليمية، حيث تنخرط بعمق في الوساطة بين مختلف الأطراف.

وأعرب عن أمله في أن توفر زيارة سمو الأمير فرصة لمناقشات أكثر عمقا حول الحلول المقترحة لتخفيف التوترات في المنطقة، مشيرا إلى وجود الكثير من الإمكانيات للتعاون بين البلدين لا سيما في مجال الطاقة، خاصة أن قطر هي واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم، وألمانيا في خضم عملية التحول الطاقي تتطلع لتعاون ثنائي مثمر، وهذه نقطة انطلاق جيدة جدا للتعاون الوثيق في مجال الطاقة، ليس فقط في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال ولكن أيضا فيما يتعلق بالهيدروجين.

ولفت إلى أن البلدين يشتركان في الإرادة والتصميم على العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، قائلا في هذا السياق «نحن نعاني أزمة ضخمة في المنطقة وبحاجة إلى توحيد القوى، وتوجد فرصة قوية للتعاون السياسي بين الدول العربية وأوروبا، وبين ألمانيا وقطر».

كما أبرز سعادة مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الألمانية، في تصريحاته لـ«قنا»، أن الأزمات المختلفة في العالم «جعلتنا أقرب إلى بعضنا البعض، فقد اتخذت برلين قرارا إبان الحرب الروسية ضد أوكرانيا بالتخلص التدريجي من إمدادات الطاقة من روسيا، وكانت تبحث عن مصادر بديلة، وجاءت قطر أفضل مصدر لتوريد الغاز والطاقة والإمدادات»، مبينا أن «الأزمة في الشرق الأوسط أكدت على قضايا مهمة بالنسبة لنا وعلى حاجتنا للتعاون من أجل الاستقرار، ونحن نقدر عزم قطر على زيادة وتعزيز الاستقرار في المنطقة، واستخدام نفوذها بغية تحقيق الاستقرار.. فدعم الاستقرار الإقليمي في الشرق الأدنى والشرق الأوسط هو أيضا أحد أهداف ألمانيا».

وشدد سعادة الدكتور توبياس تنكل على الدور الكبير الذي تلعبه دولة قطر في التفاوض على وقف إطلاق النار على غزة وإطلاق سراح الرهائن، مبينا أن «دورها يمتد أيضا إلى أماكن أخرى مثل أفغانستان، حيث اعتمدت ألمانيا على خدمات قطر الطيبة لفترة طويلة، ما يعكس جهودها الكبرى في محاولة التوسط في إيجاد حلول سلمية للعديد من النزاعات الإقليمية بشكل مفيد للغاية، ويوفر فرصة أكبر للتعاون».

كما ذكر سعادته أن «البلدين لا يتبنيان وجهات نظر متطابقة حول كافة مجالات السياسة الخارجية، فهناك بعض الاختلافات كما يحدث بين أي شريكين، لكن يجب علينا معالجة هذه الخلافات بصراحة، وستتيح زيارة سمو الأمير الفرصة للحديث عن هذه القضايا»، مضيفا «نختلف في بعض النقاط حول حرب غزة وهو أمر طبيعي بين الشركاء، غير أننا نتفق على الاتجاه الذي نريد أن نتحرك فيه ومن ثم ما يمكن تقديمه، فلدى قطر وألمانيا جهات اتصال، وإذا جرى الاتفاق على الاتجاه الذي نريد أن نتجه إليه، فيمكننا أن نوحد قوانا، هذه هي طريقة التعاون التي نتصورها».