الانضباط مرادفه الانتظام والالتزام ومضاده وعكسه الفلتان والإهمال ونتيجته الفوضى وقلة الإنتاجية..

حتى لا نوسع الدائرة سنتكلم عن الدوام وساعاته.. حضور الموظف وانصرافه في الوقت المحدد يمثل أحد مؤشرات الانضباط والالتزام.. وتكون الصورة أزهى وأكثر توهجاً إذا ازدانت بحسن الآداء وإتقان العمل وهذا بلا شك ديدن الغيورين أصحاب الضمائر الحية وهم الكثرة في واقعنا المهني.. في المقابل هناك قلة لا يمتلكون قدراً من الانضباطية أو احترام متطلبات الوظيفة مما يؤدي إلى خلل في دورة العمل وقلة الإنتاجية واللوية و(السمردحة) والفوضى! تتساءل الكاتبة القطرية القديرة عائشة عبيدان في عمودها ومضة المنشور في إحدى الصحف الزميلة من قريب تحت عنوان «استغلال النفوذ في تجاوز القوانين إلى متى»؟.. من يحاسب بعض القيادات العليا والوكلاء المساعدين والمديرين ورؤساء الأقسام المتسيبين والمتجاوزين في الحضور والانصراف، مستغلين مراكزهم ومناصبهم ومسمياتهم ودرجاتهم ونفوذهم في السيطرة على موظفيهم ومحاسبتهم؟!..

هنا ربما يقول قائل إذا كان باب المسؤول من زجاج هش كيف له أن يرمي مرؤوسيه بالحجارة ومحاسبتهم على تقصيرهم وهم في التسيب سواء؟! وتتساءل الكاتبة القديرة: وهل هناك سقف للحضور والانصراف لأمثال هؤلاء المسؤولين؟ إن الإضرار بالمصلحة العامة مساحته كبيرة وأمثال هؤلاء يشجعون ويدفعون صغار الموظفين إلى التفلت والتسرب! والتحايل على الدوام في واقعنا يمثل ظاهرة ملحوظة! القانون ينبغي أن يشمل الجميع سواسية.. لا دفتر التوقيع ولا نظام البصمة ولا نظام الكارت يجدي نفعاً للتقيد بالدوام! الذي يجدي في اعتقادي- وهذا رأيي المتواضع- تكليف الموظف بمهام وتوزيع العمل عليه ثم محاسبته ومساءلته على التقصير في إنجاز تلك المهام.. المحاسبة على الحضور والبصمة والتوقيع الخ لا يكفي! إن متابعة العمل والإتقان فيه وجودته أحسن لمخرجات أفضل ويلزم تثقيف القيادات العليا بربط الإدارة بالأهداف.. إن مراقبة الأداء أفضل من مراقبة حضور وانصراف الموظف، هنا أعتقد ستنضج صورة تفاعل الموظف مع محيطه دائرته وتفاعله مع المهام المكلف بها.. يجب أن يسود التحفيز والتشجيع وأن نسد بؤر الفتن وأبواب القيل والقال والكلام الذي لا يودي ولا يجيب والمعايير غير الموضوعية.. هذا صديقي هذا أعرفه هذا من أهلنا! ومثل هذه الترهات صارت تمثل ظاهرة ملحوظة في واقعنا المهني! ما فائدة الحضور لموظف محسوب على الوظيفة وهو غير منتج! ولا يريد أن يتعلم ولا يشعر بالذنب تجاه تقصيره؟!

يا سادة أحيوا ضمائر هؤلاء.. رغبوهم في الوظيفة.. امنحوهم حقوقهم الوظيفية ودرجاتهم ولا تبخسوهم حقهم في الترقية.. إن الحوافز بأنواعها والتعزيز يدفعان الموظف للانضباط والجودة في العمل والجودة في الإنتاجية.. إن عدالة المسؤول وانضباطه يضمنان نجاح العمل..

قال تعالى «اعدلوا هو أقرب للتقوى».

وعلى الخير والمحبة نلتقي..


بقلم : يعقوب العبيدلي