+ A
A -
إن تقدير الهوية الإنسانية للدين ومحورها في النفس البشرية، له دور كبير في صراعات العالم قديماً وحديثاً، وبالتالي نفهم هنا ضرورة فهم هذا المعنى، كإطار معرفي يسعى لخلق بيئة تضامن إنساني، والغريب أن الدساتير الغربية من زاوية الحقوق الفردية، تحمل مراعاة لهذه الضرورية بحكم تاريخ صراعاتها الدينية، لكن يغيب الأمر في مراعاة حياة المجتمع كلياً، وفهم خشية الإنسان على دينه، فهو هنا ضمن فلسفة الحقوق التي يحتاج أن يدرب عليها المجتمع.
فكيف إذا كان هذا الدين مستهدفا في الأفراد، وتنقض مواطنتهم لأجله كما هو نموذج التطرف الهندوسي الخطير لحكومة الهند، ولكنه أيضا يحصل في الوطن العربي، وإن كان بصورة أقل في صراع المذاهب أو الطوائف ولعبة الحُكم فيها، وعدم التفريق بين الخلاف العقائدي، وبين مضايقة الإنسان وظلم حقوقه لاختلافه الديني أو المذهبي، والتضخيم أو التوظيف السياسي الغربي، لا يُقلل من حقيقة هذا الملف.
هنا نلحظ زاوية نفاق كبرى، في المشروع الرسمي الجديد لبعض دول الخليج، فهي تجهد لتقديم صورة تسامح، تصل إلى درجة وضع نصب وفرض مواسم دينية ليس لها جذور في المجتمع، في ذات الوقت تضطهد مواطنيها وتُعيُرهم، بل وتحاصرهم أذرعتها الرسمية باسم مذهبهم أو تياراتهم الفكرية، وتمارس عليهم أدوات إرهاب وعنف، لأنهم يؤمنون بهذا الفكر الذي له علاقة بالأصل الديني للمجتمع، بغض النظر عن مساحة الخلل، في فهم الدين عند هذا المواطن.
هنا نعود للوحة العالمية التي انكشفت بقوة في عالم ما بعد كورونا، فنحن هنا نتحدث عن قوة سياسية مركزية تبسط مقوماتها على مؤسسات الأمم المتحدة، في الثقافة وغيرها، وهي في ذات الوقت، كدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أو متمكنة النفوذ في عالم الشمال، بسطت شروط اخلاقياتها على المجتمع البشري، والفنون المتعددة، والمشاريع الضخمة للسينما والسوشل ميديا، بما فيها فرض المثلية القهرية والتدخل في ثقافة الطفل، وتقسيم المعارف ضمنياً إلى متخلف ينتمي لعالم الجنوب، أو متحضر ينتمي لعالم الشمال.
ونحن هنا نوضح قضية مهمة جداً، وهي أن أي قيم إيجابية للإرث الإنساني، والسلوك الأخلاقي في التعاون والتسامح والمساواة بين شعوب الأرض وأممها، هو أمرٌ جيد يجب أن يبقى وتحافظ عليه منظومات الأمم المتحدة المتعددة، والعلاقات الإنسانية العالمية، بغض النظر عن الدور السلبي الخطير لأضلاع مجلس الأمن، المسقط لحق الحياة ذاته للشعوب في مجلس الأمن، برفع يد أياً من أعضائه، وتمكين الحرب، فقط حين تتعارض مصالح هذا الضلع الدولي مع سلامة ذلك الشعب المنهك.
هنا نقف على بوابة الأزمة العالمية، كيف أن هذه القوة فشلت سواءً في واقع المجتمعات المتعددة في الغرب، أو في الصراع على مستقبل الضروريات الأساسية للإنسان، ومنها الحياة والصحة، كيف تهاوت كل منصات القيم، التي روج لها هذا العالم الحديث، أمام حشد مخيف من السلوكيات العنصرية، من أروبا وأميركا الشمالية حتى الصين.
وليست القضية فقط، هي نموذج الطبيبان الفرنسيان اللذان طرحا مسألة استخدام الأشقاء الأفارقة لاختبارات اللقاح، بل القضية أوسع من ذلك، وهذا يتضح من دراسة التعليقات والتدوينات الضخمة في هذه الدول، ونستحضر هنا جريمة الصين الأخيرة، ضد المواطنين الأفارقة المقيمين فيها، وإن كانت هناك صفحات إيجابية في العالم، تذكر بروح الخُلق الإنساني، أياً كان مصدرها، فلاح في أقصى الشرق، أو أكاديمي في جامعة غربية.
إننا اليوم أمام مسرح ينكشف للعالم، لثقافة أخلاق القوي المتمكن، وبالتالي فإن هذا الفشل العنصري، عالمي اليوم، كم هو عربي أيضاً، ولذلك فنحن أمام تحديان التحدي الأول أن نخلق أرضية عربية وإسلامية بالعمل والموقف وليس بالدعاوى ولا النفاق ولا الرياء السياسي، ليكون بساطاً أخلاقيا نبيلاً يفرش رداءه لكل العالم، وأوله حق المقيمين في أرضنا، والثاني المحاسبة الفكرية لقوى هذا العالم، والمنصات الخاضعة لها، ودعوتهم بأن يفسحوا الطريق للإنقاذ الأخلاقي للبشرية عبر مشاركة الفكرة الإنسانية للحضارة الإسلامية.بقلم: مهنا الحبيل
فكيف إذا كان هذا الدين مستهدفا في الأفراد، وتنقض مواطنتهم لأجله كما هو نموذج التطرف الهندوسي الخطير لحكومة الهند، ولكنه أيضا يحصل في الوطن العربي، وإن كان بصورة أقل في صراع المذاهب أو الطوائف ولعبة الحُكم فيها، وعدم التفريق بين الخلاف العقائدي، وبين مضايقة الإنسان وظلم حقوقه لاختلافه الديني أو المذهبي، والتضخيم أو التوظيف السياسي الغربي، لا يُقلل من حقيقة هذا الملف.
هنا نلحظ زاوية نفاق كبرى، في المشروع الرسمي الجديد لبعض دول الخليج، فهي تجهد لتقديم صورة تسامح، تصل إلى درجة وضع نصب وفرض مواسم دينية ليس لها جذور في المجتمع، في ذات الوقت تضطهد مواطنيها وتُعيُرهم، بل وتحاصرهم أذرعتها الرسمية باسم مذهبهم أو تياراتهم الفكرية، وتمارس عليهم أدوات إرهاب وعنف، لأنهم يؤمنون بهذا الفكر الذي له علاقة بالأصل الديني للمجتمع، بغض النظر عن مساحة الخلل، في فهم الدين عند هذا المواطن.
هنا نعود للوحة العالمية التي انكشفت بقوة في عالم ما بعد كورونا، فنحن هنا نتحدث عن قوة سياسية مركزية تبسط مقوماتها على مؤسسات الأمم المتحدة، في الثقافة وغيرها، وهي في ذات الوقت، كدول دائمة العضوية في مجلس الأمن أو متمكنة النفوذ في عالم الشمال، بسطت شروط اخلاقياتها على المجتمع البشري، والفنون المتعددة، والمشاريع الضخمة للسينما والسوشل ميديا، بما فيها فرض المثلية القهرية والتدخل في ثقافة الطفل، وتقسيم المعارف ضمنياً إلى متخلف ينتمي لعالم الجنوب، أو متحضر ينتمي لعالم الشمال.
ونحن هنا نوضح قضية مهمة جداً، وهي أن أي قيم إيجابية للإرث الإنساني، والسلوك الأخلاقي في التعاون والتسامح والمساواة بين شعوب الأرض وأممها، هو أمرٌ جيد يجب أن يبقى وتحافظ عليه منظومات الأمم المتحدة المتعددة، والعلاقات الإنسانية العالمية، بغض النظر عن الدور السلبي الخطير لأضلاع مجلس الأمن، المسقط لحق الحياة ذاته للشعوب في مجلس الأمن، برفع يد أياً من أعضائه، وتمكين الحرب، فقط حين تتعارض مصالح هذا الضلع الدولي مع سلامة ذلك الشعب المنهك.
هنا نقف على بوابة الأزمة العالمية، كيف أن هذه القوة فشلت سواءً في واقع المجتمعات المتعددة في الغرب، أو في الصراع على مستقبل الضروريات الأساسية للإنسان، ومنها الحياة والصحة، كيف تهاوت كل منصات القيم، التي روج لها هذا العالم الحديث، أمام حشد مخيف من السلوكيات العنصرية، من أروبا وأميركا الشمالية حتى الصين.
وليست القضية فقط، هي نموذج الطبيبان الفرنسيان اللذان طرحا مسألة استخدام الأشقاء الأفارقة لاختبارات اللقاح، بل القضية أوسع من ذلك، وهذا يتضح من دراسة التعليقات والتدوينات الضخمة في هذه الدول، ونستحضر هنا جريمة الصين الأخيرة، ضد المواطنين الأفارقة المقيمين فيها، وإن كانت هناك صفحات إيجابية في العالم، تذكر بروح الخُلق الإنساني، أياً كان مصدرها، فلاح في أقصى الشرق، أو أكاديمي في جامعة غربية.
إننا اليوم أمام مسرح ينكشف للعالم، لثقافة أخلاق القوي المتمكن، وبالتالي فإن هذا الفشل العنصري، عالمي اليوم، كم هو عربي أيضاً، ولذلك فنحن أمام تحديان التحدي الأول أن نخلق أرضية عربية وإسلامية بالعمل والموقف وليس بالدعاوى ولا النفاق ولا الرياء السياسي، ليكون بساطاً أخلاقيا نبيلاً يفرش رداءه لكل العالم، وأوله حق المقيمين في أرضنا، والثاني المحاسبة الفكرية لقوى هذا العالم، والمنصات الخاضعة لها، ودعوتهم بأن يفسحوا الطريق للإنقاذ الأخلاقي للبشرية عبر مشاركة الفكرة الإنسانية للحضارة الإسلامية.بقلم: مهنا الحبيل