+ A
A -
جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، أيُّ الصَّدقة أعظمُ أجراً؟
فقال له: أن تتصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقرَ وتأملُ الغنى، ولا تُمْهِلْ حتى إذا بلغت الحُلقوم، قُلتَ: لفُلانٍ كذا، ولفُلانٍ كذا، وقد كان لفُلان!
اِشبعوا من العباداتِ وأنتم في كاملِ الصحةِ والعافيةِ قبل أن يُحالَ بينكم وبينها!
تلذَّذوا بالسجود وأنتم أقوياء، ضعوا جِباهكم الشابة على الأرضِ له، قبل أن يجلسَ أحدُكم على كرسيٍّ ولا يستطيع من السجود أكثر من أن يحني رأسه إلى الأمام قليلاً! صحيح أن السُّجودين يقبلهما الله، ولعلَّ ساجداً على كُرسيه، قد سجدَ قلبه وكل عضو فيه، ولكنَّ العبادة في حال القوة أحب إلى الله، فالمرض يكسرُ الإنسان، ويُقرِّبه إلى الله بالفطرة، أما القوي الذي يختار أن يسجد فكأنه جاء يقول لربه: سجدَ لكَ هذا الرأسُ على ما فيه من مشاغل، وخشعَ لك هذا القلبُ على ما فيه من أهواء!
تلذَّذوا بالحج وأنتم أقوياء، طُوفوا على أقدامكم، واسعوا بين الصفا والمروة، وأسرِعوا الخُطى حيث أسرعتْ أمنا هاجر خُطاها، وارجموا بأيديكم، قبل أن يجلسَ أحدكم على كرسي مُدولب يُطاف به حول الكعبة، ويُسعى به بين الصفا والمروة، ويُوكِّل فلاناً وفلاناً ليرجُم مكانه! صحيحٌ أن اللهَ يقبلُ العبادةَ من العبد على حسب قُدرته، وربما طائفٌ على كرسي وكل أعضائه تطوف حُباً وخِشيةً، ولكن لذة العبادة عن قوة، وأن يُؤدِّيها المرءُ بنفسه لا يعدِلُها شيء!
اِشبعوا من الصِّيام وأنتم أقوياء، قبل أن يُباغتَكُم العُمْر والضغط والسكري وقرحة المعدة فتدفعون الكفَّارات وتتمنَّون أن يرجعَ بكم العُمر لتصوموا حتى النوافل! صحيحٌ أن الله يقبل من المُسلم الكفارة رحمة منه، ولكن أن يُحال بين العبد والطاعة دون أن يشبعَ منها في شبابه وقوته شعورٌ مُوجعٌ جداً، مُخطئٌ من يعتقد أن المُسنَّ الثريَّ ارتاح واستراح والكفارة لا تُكلِّفه شيئاً، واللهِ إن في قلوب المُسلمين المرضى الذين حُرموا الصوم حرقة!
تلذَّذوا بالصَّدقة وأنتم أقوياء، ألف راتب لو شئت أن تُنفقه لما كفاك، مُتطلبات الحياة كثيرة، وكمالياتها أكثر، وكل شيء يذهب وتبقى الصَّدقة، عوِّد نفسك أن تقتطعَ من راتبك ولو شيئاً يسيراً، وسمِّه مال الصدقة كما تقتطع من راتبك وتُسميه مال الكهرباء، ومال فاتورة الهاتف، ومال البقالة! لا تكن جامع مالٍ، يأخُذه الورثة بعدكَ وتُحاسب عليه وحدكَ! لا تنتظر لحظة العجز والنوم على فراش آخر العمر، حيث لم يعد المال يلزمك كثيراً ثم تقول اعطوا فُلاناً وفُلاناً، صحيحٌ أن الله يقبل الصَّدقة على أيِّ حال ولكن شتَّان بين من يتصدَّق رغم أنه يحتاج هذا المال لشيءٍ من الكماليات وبين من وصل إلى آخر العمر ثم استفاقَ على نفسه!بقلم: أدهم شرقاوي
فقال له: أن تتصدَّقَ وأنتَ صحيحٌ شحيحٌ، تخشى الفقرَ وتأملُ الغنى، ولا تُمْهِلْ حتى إذا بلغت الحُلقوم، قُلتَ: لفُلانٍ كذا، ولفُلانٍ كذا، وقد كان لفُلان!
اِشبعوا من العباداتِ وأنتم في كاملِ الصحةِ والعافيةِ قبل أن يُحالَ بينكم وبينها!
تلذَّذوا بالسجود وأنتم أقوياء، ضعوا جِباهكم الشابة على الأرضِ له، قبل أن يجلسَ أحدُكم على كرسيٍّ ولا يستطيع من السجود أكثر من أن يحني رأسه إلى الأمام قليلاً! صحيح أن السُّجودين يقبلهما الله، ولعلَّ ساجداً على كُرسيه، قد سجدَ قلبه وكل عضو فيه، ولكنَّ العبادة في حال القوة أحب إلى الله، فالمرض يكسرُ الإنسان، ويُقرِّبه إلى الله بالفطرة، أما القوي الذي يختار أن يسجد فكأنه جاء يقول لربه: سجدَ لكَ هذا الرأسُ على ما فيه من مشاغل، وخشعَ لك هذا القلبُ على ما فيه من أهواء!
تلذَّذوا بالحج وأنتم أقوياء، طُوفوا على أقدامكم، واسعوا بين الصفا والمروة، وأسرِعوا الخُطى حيث أسرعتْ أمنا هاجر خُطاها، وارجموا بأيديكم، قبل أن يجلسَ أحدكم على كرسي مُدولب يُطاف به حول الكعبة، ويُسعى به بين الصفا والمروة، ويُوكِّل فلاناً وفلاناً ليرجُم مكانه! صحيحٌ أن اللهَ يقبلُ العبادةَ من العبد على حسب قُدرته، وربما طائفٌ على كرسي وكل أعضائه تطوف حُباً وخِشيةً، ولكن لذة العبادة عن قوة، وأن يُؤدِّيها المرءُ بنفسه لا يعدِلُها شيء!
اِشبعوا من الصِّيام وأنتم أقوياء، قبل أن يُباغتَكُم العُمْر والضغط والسكري وقرحة المعدة فتدفعون الكفَّارات وتتمنَّون أن يرجعَ بكم العُمر لتصوموا حتى النوافل! صحيحٌ أن الله يقبل من المُسلم الكفارة رحمة منه، ولكن أن يُحال بين العبد والطاعة دون أن يشبعَ منها في شبابه وقوته شعورٌ مُوجعٌ جداً، مُخطئٌ من يعتقد أن المُسنَّ الثريَّ ارتاح واستراح والكفارة لا تُكلِّفه شيئاً، واللهِ إن في قلوب المُسلمين المرضى الذين حُرموا الصوم حرقة!
تلذَّذوا بالصَّدقة وأنتم أقوياء، ألف راتب لو شئت أن تُنفقه لما كفاك، مُتطلبات الحياة كثيرة، وكمالياتها أكثر، وكل شيء يذهب وتبقى الصَّدقة، عوِّد نفسك أن تقتطعَ من راتبك ولو شيئاً يسيراً، وسمِّه مال الصدقة كما تقتطع من راتبك وتُسميه مال الكهرباء، ومال فاتورة الهاتف، ومال البقالة! لا تكن جامع مالٍ، يأخُذه الورثة بعدكَ وتُحاسب عليه وحدكَ! لا تنتظر لحظة العجز والنوم على فراش آخر العمر، حيث لم يعد المال يلزمك كثيراً ثم تقول اعطوا فُلاناً وفُلاناً، صحيحٌ أن الله يقبل الصَّدقة على أيِّ حال ولكن شتَّان بين من يتصدَّق رغم أنه يحتاج هذا المال لشيءٍ من الكماليات وبين من وصل إلى آخر العمر ثم استفاقَ على نفسه!بقلم: أدهم شرقاوي