غزة- الأناضول- دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ383، مع استمرار العدوان والحصار على مخيم جباليا منذ أكثر من أسبوعين، وسط مئات من الشهداء والعالقين تحت الأنقاض، في ظل انقطاع مقومات الحياة من طعام وشراب وصحة.

وشن جيش الاحتلال 20 غارة على مناطق شمالي قطاع غزة، أمس الأربعاء.

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر طبية، إفادتها باستشهاد وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، إثر استهداف منازل المدنيين، حيث استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً غرب جباليا البلد شمالي القطاع.

وأكدت سماع دوي انفجارات قوية في منطقة الصفطاوي، وسط إطلاق نار مكثف من آليات الاحتلال، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية. كما استهدفت طائرات الاحتلال مخيم جباليا، مستخدمة القنابل الثقيلة، بالإضافة إلى ضربات في منطقة التوام شمال غربي مدينة غزة، ومحيط بركة الشيخ رضوان.

وفي قصف سابق استهدف مدرسة زيد بن حارثة في بيت لاهيا، التي كانت تؤوي نازحين، استشهد سبعة مواطنين.

وقال مدير «مستشفى كمال عدوان» حسام أبو صفية، أمس، إن أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية أصبحت «صفرية» في مستشفيات شمال قطاع غزة التي تشهد إبادة يرتكبها الجيش الإسرائيلي منذ 19 يوما.

وأضاف أبو صفية في تصريح للأناضول: «أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية أصبحت صفرية بالمستشفى شمال القطاع جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل في ظل عملية الإبادة».

وأردف: «لا نستطيع توفير وحدات دم للجرحى، وكل ساعة يتحول جريح إلى شهيد بسبب نقص المستلزمات والأدوات الطبية».

وقتل 11 فلسطينيا، أمس، بقصف إسرائيلي استهدف منزلا، ومدرسة تؤوي نازحين، وتجمعا لمواطنين في قطاع غزة.

وأفاد مسعفون فلسطينيون للأناضول بأن «6 فلسطينيين استشهدوا بقصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا البلد شمال قطاع غزة».

وفي مدينة غزة، قتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة شرق المدينة، بحسب مصدر طبي للأناضول.

وذكر شهود عيان للأناضول، أن القصف الإسرائيلي استهدف مدرسة «الزهراء» التي تؤوي آلاف النازحين داخل صفوفها وفي ساحاتها ضمن خيام من القماش والنايلون.

وفي مدينة رفح، قتل فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمواطنين بمنطقة خربة العدس شمال المدينة.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 42 ألفا و792 شهيدا، و100 ألف و412 جريحا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية،، بأن قوات الاحتلال، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، ارتكبت 6 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 74 مواطنا، وإصابة 130 آخرين، منوهة بأن أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وقال نازحون فلسطينيون، أمس، إن الجيش الإسرائيلي قصفهم ببراميل متفجرة وقذائف، ما أسفر عن مقتل عشرات منهم ودفع الباقين قسرا للنزوح من شمال قطاع غزة الذي يشهد إبادة يرتكبها الجيش الإسرائيلي منذ 19 يوما.

وتوجه النازحون من مناطق مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة نحو محافظة مدينة غزة، هربا من القصف الإسرائيلي المكثف، الذي يهدد حياتهم ويجبرهم على ترك منازلهم.

وقالت إحدى النازحات من منطقة مشروع بيت لاهيا للأناضول: «اضطررنا للنزوح مرتين، الأولى من تل الزعتر بجباليا حيث قتل 30 شخصا من عائلتي، بينهم ابنتي من عائلة الحواجري».

وأضافت دون ذكر اسمها: «ثم نزحنا من مشروع بيت لاهيا إلى مدينة غزة بعد أن ألقى الجيش الإسرائيلي البراميل المتفجرة والقذائف على المنازل المجاورة لنا».

بدورها، قالت فلسطينية أخرى: «نحن من مشروع بيت لاهيا، الجيش قصف المواطنين واستشهد العديد منهم، ومن الخوف اضطررنا إلى النزوح غرب غزة ولا نعرف أين نذهب».

وتابعت: «الوضع صعب، القصف طوال الليل، والبيوت تسقط على أصحابها جراء الهجمات».

ولفتت إلى أن طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي حلقت في السماء وكانت تصدر أصواتا تأمر المواطنين بمغادرة المنطقة استعدادا لقصفها.

فيما قال فلسطيني: «نحن هنا لا نريد الخروج، ولا نفكر في ذلك، فلا توجد مناطق آمنة بغزة، لكن قصف الجيش منزلنا ما دفعنا للخروج».

وأضاف: «خرجنا لمدينة غزة القريبة من الشمال لنتمكن من العودة بسهولة، سنموت هنا، ولا نرغب بالذهاب إلى جنوب القطاع، نحن ضد مشروع التهجير، وكل مكان يطاله القصف الإسرائيلي».