+ A
A -
أمين بركة
أعوام أربعة مرت على هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة يوم 8 يوليو 2014 والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي عملية «الجرف الصامد» فيما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية «العصف المأكول»، تداعيات هذه الحرب التي استمرت 51 يوما وخلفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى ودمرت مئات المنازل لا زالت ممتدة لحد يومنا هذا؛ فالأوضاع في قطاع غزة «كارثية» على مختلف الأصعدة، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد على 12 عاما، بالإضافة إلى بطء عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال هذا العدوان.
وبالعودة إلى تفاصيل هذه الحرب، ففي تمام الساعة الواحدة من فجر يوم 8 يوليو 2014، قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزل أحد المواطنين جنوبي قطاع غزة، وتبع ذلك القصف إعلان إسرائيل بدء حملة عسكرية ضد القطاع أطلق عليها اسم «الجرف الصامد».
الهجمة الإسرائيلية العسكرية على قطاع غزة، كان عنوانها «استئصال حركة حماس والقضاء على جناحها العسكري كتائب القسام»، وسببها الأساسي، وفقا لما أعلنته إسرائيل في المحافل الدولية، هو هدم أنفاق المقاومة الفلسطينية، ووقف صواريخ القسام التي تتساقط على المستوطنات والتجمعات اليهودية المجاورة لقطاع غزة.
في اليوم الأول من الحرب استدعت إسرائيل 40 ألفا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدا و28 جريحا، ثم توالت المجازر البشعة التي قضت على عائلات كاملة، وتركت معاناة لازالت ذكراها تنكأ ذاكرة كل فلسطيني.
أثناء الحرب على غزة، كانت هناك حالة كبيرة من التخبط لدى إسرائيل، نتيجة الخسائر التي تلقاها جيشها بفعل ضربات المقاومة الموجعة، الأمر الذي جعلها تضيف العديد من الجرائم الجديدة التي تضاف إلى سجل جرائمها البشعة التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني؛ حيث عمدت إلى تنفيذ «سياسة الأرض المحروقة»، كما أن المدفعية الإسرائيلية كانت في إحدى مراحل العدوان تقصف أحياء مدنية كل خمس ثوان، كما حدث بالشجاعية والزيتون والتفاح والزنة وخزاعة، إضافة إلى القصف المتواصل من قبل الطائرات الإسرائيلية بمختلف أنواعها.
مجازر مروعة
وكانت مجزرة حي الشجاعية شرقي قطاع غزة الأكثر بشاعة ودموية، فخلال دقائق معدودة قتل الجيش الإسرائيلي 70 فلسطينيا على الأقل وجرح 210، ومن بين شهداء القصف العشوائي على الحي كان هناك 17 طفلا، و14 امرأة، و4 مسنين.
وظهرت همجية الاحتلال وعنجهيته في قصف المنازل دون إنذار ساكنيها وتدميرها فوق رؤوسهم كما حدث في مجزرة الشجاعية ومجزرة غزة عندما قصف منزل يعود لعائلة البطش ارتقى على إثره 18 شهيدا، وأصيب نحو 30 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى قصف عشرات المنازل والأبراج السكنية.
وأطلق الاحتلال أيضا العنان لسياسة بث الخوف والرعب في قلوب المدنيين عبر تكثيف الاتصالات الهاتفية وبشكل عشوائي التي تطالب عشرات آلاف السكان بمغادرة منازلهم ومناطقهم السكنية، الأمر الذي بث الرعب في قلوب المدنيين، حيث اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الجيش كان يقصد قتل المدنيين من خلال الهجوم على أحياء مأهولة بالسكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وعلى مدار 51 يوما بلغت أعداد الشهداء خلال العدوان أو ممن توفوا متأثرين بجروحهم 2217 من بينهم 556 طفلا، و293 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم 2647 والجريحات من السيدات 1442. وتسببت الحرب في تدمير البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، مما جعل الوضع الاقتصادي هناك أسوأ مما يمكن للبشر تصوره.
وهدمت ودمرت قوات الاحتلال 3 منازل وبناية سكنية متعددة الطبقات، من بينها 8377 دمرت كليا، ومن بين المدمرة كليا 1717 بناية سكنية. كما بلغ عدد المهجرين قسريا جراء هدم منازلهم بشكل كلى 60 ألفا من بينهم 30 ألف طفل، و16 ألف سيدة.
واستهدفت إسرائيل خلال العدوان، محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، إضافة إلى قصف آبار المياه، وتدمير قطاع الاتصالات، وقصف معظم المصانع، والوزارات الحكومية. وقدرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريبا.
ولحق الضرر 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، والمتوسطة والصغيرة، إضافة إلى خسائر لحقت في القطاع الزراعي، وصلت 550 مليون دولار، فيما قالت وزارة الأوقاف إن إسرائيل دمرت خلال العدوان 64 مسجدا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدا بشكل جزئي.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 20 مستشفى ومركزا صحيا، بحسب وزارة الصحة. ووفق نقابة الصيادين، فإن نحو 4 آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، تعرضوا لخسائر فادحة طيلة العدوان، تجاوزت 6 ملايين دولار.
وتسببت الحرب، برفع عدد العاطلين عن العمل إلى قرابة 200 ألف عامل، يعيلون نحو 900 ألف نسمة، وفق بيان لاتحاد العمال الفلسطينيين. ويؤكد متابعون أن الفشل العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ساقه إلى الخروج عن صوابه باستهداف المدنيين والبنية التحتية للقطاع لإيقاع أكبر كم ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين الآمنين العزل.
مقاومة شرسة
في مقابل العنجهية الإسرائيلية، ردت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقامة الإسلامية (حماس) بإطلاقها اسم «العصف المأكول» على تصديها للهجوم. وعلى مدى أيام العدوان، أوجعت المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي من خلال حجم الرد اليومي على القصف والدمار في قطاع غزة، بصواريخ وطائرات وأنفاق لم تتوقعها إسرائيل.
وأكدت جميع التحليلات أثناء الحرب وبعدها أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة وخلق قوة ردع لمواجهة ترسانة الاحتلال الإسرائيلي الحربية. وكشفت كتائب القسام جزءا من صناعاتها العسكرية، تمثلت في الكشف عن عدد من الصواريخ التي غطت معظم جغرافيا الأرض المحتلة، والمصنعة محليا، والتي استهدفت مطارات عسكرية ومناطق استراتيجية، كمدينة ديمونا النووية، إضافة إلى الكشف عن تسيير طائرات دون طيار تحلق في العمق الإسرائيلي لأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل.
وقد تضاعف مدى هذه الصواريخ من 75 كلم كحد أقصى إلى 160 كلم، ففي مواجهة العام 2012 فاجأت المقاومة إسرائيل بالصاروخ أم-75 الذي استهدف مدينة القدس، أما هذا العام فتخطى مداها الـ 160 كلم. واعترف الاحتلال الإسرائيلي بأنه فوجئ من صواريخ كتاب القسام، وأنه فشل فشلا ذريعا حينما عجزت أجهزة استخباراته في الوصول لمعلومة واحدة عنها.
كما كان لأنفاق المقاومة الفلسطينية دور رئيس في حرب العصف المأكول؛ حيث عمدت المقاومة إلى تنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط الاحتلال من خلال بعث المقاتلين الفلسطينيين من عمق الأرض لمباغتة الجنود الإسرائيليين. وكان من أنجع تلك العمليات، اقتحام موقع «ناحل عوز»، وإنزال شرق رفح، وشرق محافظة الوسطى في موقع «أبومطيبق العسكري»، وإنزال شمال بيت حانون. كما نفذت كتائب القسام مفاجأة بحرية بتجاوز مقاتليها عبر البحر وتنفيذهم عملية نوعية في قاعدة «زكيم» العسكرية التي تبعد عن القطاع 3 كيلو مترات.
وأعلنت كتائب القسام مفاجأة من العيار الثقيل في 20 يوليو عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون. ولاحقا اعترف الاحتلال كذلك بفقدان آثار الجندي هدار غولدن خلال اشتباكات عنيفة شرق رفح، وقد رجحت مصادر الاحتلال أن يكون قد قتل خلال المعركة والتي تخللها وأعقبها قصف عنيف جدا على مناطق شرقي رفح أودى بحياة العشرات من المدنيين. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد قتل 64 جنديا و6 مدنيين بينهم امرأة، أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحا.
فشل إسرائيلي
وضعت الحرب أوزارها مساء 26 أغسطس بإعلان الرئيس محمود عباس التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ابتداء من الساعة السابعة مساء، فيما أوضحت حركة حماس أن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وقع على اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي وفق المبادرة التي قدمها الجانب المصري.
وحسب ما أعلن فإن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار الشامل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة أميال بحرية.
على الرغم من مرور أربعة أعوام على العدوان؛ فإن تداعيات الهزيمة التي منيت بها إسرائيل مازالت تتوالى؛ ففي ظل حالة الضغط التي يعاني منها نتانياهو بسبب فشله في مهمة تدمير الأنفاق وفرض منطقة عازلة على حدود قطاع غزة، جاء تقرير «حرب الغفران» ليؤكد أن إسرائيل فشلت فشلا مدويا في العدوان، بالإضافة إلى تقرير «شبيرا» الذي تحدث عن تضليل «الكابينت» بصورة تسببت بإطالة أمد الحرب، بالإضافة لانعدام التوافق المطلق ما بين تقديرات رئيس الأركان التي قيلت بثقة عالية وبين ما حصل على الأرض، بالإضافة لتبادل الاتهامات الحاد بين أعضاء «الكابينت».
وإضافة إلى تقرير «شبيرا» كان هناك تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يشير إلى أن حركة حماس أعدت نفسها جيدا للمعركة عبر حفر الأنفاق الهجومية والدفاعية والعابرة للحدود، وكذلك إعداد ترسانة صواريخ ضخمة، بالإضافة لقذائف الهاون القاتلة، والتي تسببت بنحو ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين.
أعوام أربعة مرت على هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة يوم 8 يوليو 2014 والتي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي عملية «الجرف الصامد» فيما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية «العصف المأكول»، تداعيات هذه الحرب التي استمرت 51 يوما وخلفت مئات الشهداء وآلاف الجرحى ودمرت مئات المنازل لا زالت ممتدة لحد يومنا هذا؛ فالأوضاع في قطاع غزة «كارثية» على مختلف الأصعدة، بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ما يزيد على 12 عاما، بالإضافة إلى بطء عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال هذا العدوان.
وبالعودة إلى تفاصيل هذه الحرب، ففي تمام الساعة الواحدة من فجر يوم 8 يوليو 2014، قصفت طائرات حربية إسرائيلية منزل أحد المواطنين جنوبي قطاع غزة، وتبع ذلك القصف إعلان إسرائيل بدء حملة عسكرية ضد القطاع أطلق عليها اسم «الجرف الصامد».
الهجمة الإسرائيلية العسكرية على قطاع غزة، كان عنوانها «استئصال حركة حماس والقضاء على جناحها العسكري كتائب القسام»، وسببها الأساسي، وفقا لما أعلنته إسرائيل في المحافل الدولية، هو هدم أنفاق المقاومة الفلسطينية، ووقف صواريخ القسام التي تتساقط على المستوطنات والتجمعات اليهودية المجاورة لقطاع غزة.
في اليوم الأول من الحرب استدعت إسرائيل 40 ألفا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدا و28 جريحا، ثم توالت المجازر البشعة التي قضت على عائلات كاملة، وتركت معاناة لازالت ذكراها تنكأ ذاكرة كل فلسطيني.
أثناء الحرب على غزة، كانت هناك حالة كبيرة من التخبط لدى إسرائيل، نتيجة الخسائر التي تلقاها جيشها بفعل ضربات المقاومة الموجعة، الأمر الذي جعلها تضيف العديد من الجرائم الجديدة التي تضاف إلى سجل جرائمها البشعة التي ارتكبتها ضد الشعب الفلسطيني؛ حيث عمدت إلى تنفيذ «سياسة الأرض المحروقة»، كما أن المدفعية الإسرائيلية كانت في إحدى مراحل العدوان تقصف أحياء مدنية كل خمس ثوان، كما حدث بالشجاعية والزيتون والتفاح والزنة وخزاعة، إضافة إلى القصف المتواصل من قبل الطائرات الإسرائيلية بمختلف أنواعها.
مجازر مروعة
وكانت مجزرة حي الشجاعية شرقي قطاع غزة الأكثر بشاعة ودموية، فخلال دقائق معدودة قتل الجيش الإسرائيلي 70 فلسطينيا على الأقل وجرح 210، ومن بين شهداء القصف العشوائي على الحي كان هناك 17 طفلا، و14 امرأة، و4 مسنين.
وظهرت همجية الاحتلال وعنجهيته في قصف المنازل دون إنذار ساكنيها وتدميرها فوق رؤوسهم كما حدث في مجزرة الشجاعية ومجزرة غزة عندما قصف منزل يعود لعائلة البطش ارتقى على إثره 18 شهيدا، وأصيب نحو 30 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى قصف عشرات المنازل والأبراج السكنية.
وأطلق الاحتلال أيضا العنان لسياسة بث الخوف والرعب في قلوب المدنيين عبر تكثيف الاتصالات الهاتفية وبشكل عشوائي التي تطالب عشرات آلاف السكان بمغادرة منازلهم ومناطقهم السكنية، الأمر الذي بث الرعب في قلوب المدنيين، حيث اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن الجيش كان يقصد قتل المدنيين من خلال الهجوم على أحياء مأهولة بالسكان الفلسطينيين في قطاع غزة.
وعلى مدار 51 يوما بلغت أعداد الشهداء خلال العدوان أو ممن توفوا متأثرين بجروحهم 2217 من بينهم 556 طفلا، و293 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم 2647 والجريحات من السيدات 1442. وتسببت الحرب في تدمير البنية التحتية للقطاع بشكل شبه كامل، مما جعل الوضع الاقتصادي هناك أسوأ مما يمكن للبشر تصوره.
وهدمت ودمرت قوات الاحتلال 3 منازل وبناية سكنية متعددة الطبقات، من بينها 8377 دمرت كليا، ومن بين المدمرة كليا 1717 بناية سكنية. كما بلغ عدد المهجرين قسريا جراء هدم منازلهم بشكل كلى 60 ألفا من بينهم 30 ألف طفل، و16 ألف سيدة.
واستهدفت إسرائيل خلال العدوان، محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة، إضافة إلى قصف آبار المياه، وتدمير قطاع الاتصالات، وقصف معظم المصانع، والوزارات الحكومية. وقدرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية الخسائر الإجمالية المباشرة وغير المباشرة، في المباني والبنية التحتية، وخسائر الاقتصاد الوطني في قطاع غزة بكافة قطاعاته بـ 5 مليارات دولار تقريبا.
ولحق الضرر 500 منشأة اقتصادية من المنشآت الكبيرة والاستراتيجية، والمتوسطة والصغيرة، إضافة إلى خسائر لحقت في القطاع الزراعي، وصلت 550 مليون دولار، فيما قالت وزارة الأوقاف إن إسرائيل دمرت خلال العدوان 64 مسجدا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدا بشكل جزئي.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية، أكثر من 20 مستشفى ومركزا صحيا، بحسب وزارة الصحة. ووفق نقابة الصيادين، فإن نحو 4 آلاف صياد، يعيلون أكثر من 50 ألف نسمة، تعرضوا لخسائر فادحة طيلة العدوان، تجاوزت 6 ملايين دولار.
وتسببت الحرب، برفع عدد العاطلين عن العمل إلى قرابة 200 ألف عامل، يعيلون نحو 900 ألف نسمة، وفق بيان لاتحاد العمال الفلسطينيين. ويؤكد متابعون أن الفشل العسكري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ساقه إلى الخروج عن صوابه باستهداف المدنيين والبنية التحتية للقطاع لإيقاع أكبر كم ممكن من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين الآمنين العزل.
مقاومة شرسة
في مقابل العنجهية الإسرائيلية، ردت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقامة الإسلامية (حماس) بإطلاقها اسم «العصف المأكول» على تصديها للهجوم. وعلى مدى أيام العدوان، أوجعت المقاومة الفلسطينية، الاحتلال الإسرائيلي من خلال حجم الرد اليومي على القصف والدمار في قطاع غزة، بصواريخ وطائرات وأنفاق لم تتوقعها إسرائيل.
وأكدت جميع التحليلات أثناء الحرب وبعدها أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة وخلق قوة ردع لمواجهة ترسانة الاحتلال الإسرائيلي الحربية. وكشفت كتائب القسام جزءا من صناعاتها العسكرية، تمثلت في الكشف عن عدد من الصواريخ التي غطت معظم جغرافيا الأرض المحتلة، والمصنعة محليا، والتي استهدفت مطارات عسكرية ومناطق استراتيجية، كمدينة ديمونا النووية، إضافة إلى الكشف عن تسيير طائرات دون طيار تحلق في العمق الإسرائيلي لأول مرة في تاريخ الصراع مع المحتل.
وقد تضاعف مدى هذه الصواريخ من 75 كلم كحد أقصى إلى 160 كلم، ففي مواجهة العام 2012 فاجأت المقاومة إسرائيل بالصاروخ أم-75 الذي استهدف مدينة القدس، أما هذا العام فتخطى مداها الـ 160 كلم. واعترف الاحتلال الإسرائيلي بأنه فوجئ من صواريخ كتاب القسام، وأنه فشل فشلا ذريعا حينما عجزت أجهزة استخباراته في الوصول لمعلومة واحدة عنها.
كما كان لأنفاق المقاومة الفلسطينية دور رئيس في حرب العصف المأكول؛ حيث عمدت المقاومة إلى تنفيذ عمليات إنزال خلف خطوط الاحتلال من خلال بعث المقاتلين الفلسطينيين من عمق الأرض لمباغتة الجنود الإسرائيليين. وكان من أنجع تلك العمليات، اقتحام موقع «ناحل عوز»، وإنزال شرق رفح، وشرق محافظة الوسطى في موقع «أبومطيبق العسكري»، وإنزال شمال بيت حانون. كما نفذت كتائب القسام مفاجأة بحرية بتجاوز مقاتليها عبر البحر وتنفيذهم عملية نوعية في قاعدة «زكيم» العسكرية التي تبعد عن القطاع 3 كيلو مترات.
وأعلنت كتائب القسام مفاجأة من العيار الثقيل في 20 يوليو عن أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون. ولاحقا اعترف الاحتلال كذلك بفقدان آثار الجندي هدار غولدن خلال اشتباكات عنيفة شرق رفح، وقد رجحت مصادر الاحتلال أن يكون قد قتل خلال المعركة والتي تخللها وأعقبها قصف عنيف جدا على مناطق شرقي رفح أودى بحياة العشرات من المدنيين. وبحسب المصادر الإسرائيلية، فقد قتل 64 جنديا و6 مدنيين بينهم امرأة، أما الجرحى فقد بلغ عددهم 720 جريحا.
فشل إسرائيلي
وضعت الحرب أوزارها مساء 26 أغسطس بإعلان الرئيس محمود عباس التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ابتداء من الساعة السابعة مساء، فيما أوضحت حركة حماس أن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وقع على اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي وفق المبادرة التي قدمها الجانب المصري.
وحسب ما أعلن فإن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار الشامل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة أميال بحرية.
على الرغم من مرور أربعة أعوام على العدوان؛ فإن تداعيات الهزيمة التي منيت بها إسرائيل مازالت تتوالى؛ ففي ظل حالة الضغط التي يعاني منها نتانياهو بسبب فشله في مهمة تدمير الأنفاق وفرض منطقة عازلة على حدود قطاع غزة، جاء تقرير «حرب الغفران» ليؤكد أن إسرائيل فشلت فشلا مدويا في العدوان، بالإضافة إلى تقرير «شبيرا» الذي تحدث عن تضليل «الكابينت» بصورة تسببت بإطالة أمد الحرب، بالإضافة لانعدام التوافق المطلق ما بين تقديرات رئيس الأركان التي قيلت بثقة عالية وبين ما حصل على الأرض، بالإضافة لتبادل الاتهامات الحاد بين أعضاء «الكابينت».
وإضافة إلى تقرير «شبيرا» كان هناك تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، الذي يشير إلى أن حركة حماس أعدت نفسها جيدا للمعركة عبر حفر الأنفاق الهجومية والدفاعية والعابرة للحدود، وكذلك إعداد ترسانة صواريخ ضخمة، بالإضافة لقذائف الهاون القاتلة، والتي تسببت بنحو ثلث قتلى الحرب الإسرائيليين.