لو رأيْتَهُ يوم حاصرَ الأحزابُ المدينةَ، وضاقتْ على المُسلمين هذه الأرض بما رحُبتْ، وصاروا بين فكَّيْ كماشة: أعداءُ الخارجِ الذين توحَّدوا ضدهم، وعدوُّ الداخلِ الذي ينقُضُ عهدَه في كل مرةٍ! كيف كان يُبشِّر أصحابه بفتحِ بلاد فارس والروم، لقُلْتَ أية ثقةٍ باللهِ يملكُها هذا النبي، ثم انهزمَ الأحزاب، ودارَ الزمان، وفُتِحَتْ بلاد فارس والروم، «وما ينطِقُ عن الهوى»!
وعن الفتوحِ التي لن يشهدَها، قال لأصحابه: إنكم ستفتحون مصرَ، وهي أرضٌ يُسمَّى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسِنوا إلى أهلها، فإنَّ لهم ذِمَّةً ورَحِماً، وفي روايةٍ أخرى ذِمَّةً وصِهراً!
وأما الذِمَّةُ فهي الحُرمةُ والحقُ، وأما الرَّحِمُ الذي قصدَه فَلِكَوْنِ هاجر أُم إسماعيل عليه السَّلام من مِصر، وأما الصِّهر فَلِكَوْنِ زوجته مارية من هناك!
و?نظُرْ لهذه العقيدة التي يُرسيها، إنه يجعل المؤمنين من عهدِ آدم عليه السلام حتى قيام السَّاعة عائلة واحدة! لأجل هاجر يُسمِّي بلداً كاملاً رحماً ويأمرُ بِصِلَتِهِ، ولأجل مارية يجعلُ ملايين الناس أَصْهُرة ويأمرُ بإكرامِهم! ولأجلِ عينٍ ألفُ عينٍ تكرمُ!
ثم يأتيك من يقول: الإسلامُ امتهنَ المرأةَ وسلبَها حقوقها! وهل على الأرض دين يُكرمُ بلداً كاملاً لأجل امرأة واحدة! ولكن صحَّ قولُ القائل: من لا يرى من الغِربال فهو أعمى!
فإن كان قد أوصى أن يُكرَمَ أهل بلدٍ لأجلِ أنَّ زوجته منه، فهل أكرمْنا نحن أهالي زوجاتنا فقط اقتداءً بسُنته، وعملاً بوفائه وحُسن أخلاقه!
الحماةُ أمٌّ ثانيةٌ، والحمى أبٌ ثانٍ، وإكرامُهما وبِرُّهما خُلُقٌ رفيع، والإحسانُ إليهما من حُسن العهدِ، وحُسنُ العهد من الإيمانِ كما قالَ سيدُنا!
أما عن الزوجة، ف?نظُرْ لقيمتِها من خلال هذه الحادثة:
حجَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقصرَ الصلاةَ في مِنى، ثم حجَّ أبو بكرٍ فقصرَ الصلاةَ أيضاً، ثم حجَّ عُمر فقصرَ الصلاةَ كذلك، ولما حجَّ عُثمان بالناسِ أتمَّ الصلاة، فلمَّا سُئِل عن ذلك قال: يا أيُّها الناس لما قدمتُ تأهلتُ بها، وإني سمعتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: إذا تأهَّلَ الرجل ببلدةٍ فإنه يُصلي بها صلاة المقيم!
وعلَّق الشنقيطي في أضواءِ البيان على هذا الحديث قائلاً: إذا تزوَّج المُسافرُ ببلدٍ، أو مرَّ على بلدٍ فيه زوجته أتمَّ صلاتَه، لأن الزوجة في حُكم الوطن!
وهذا مذهب مالكٍ، وأبي حنيفة، وأحمد، وبه قال ابن عباس!
هل يوجد دين على الأرض غير الإسلام الزوجةُ فيه وطن!بقلم: أدهم شرقاوي
وعن الفتوحِ التي لن يشهدَها، قال لأصحابه: إنكم ستفتحون مصرَ، وهي أرضٌ يُسمَّى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسِنوا إلى أهلها، فإنَّ لهم ذِمَّةً ورَحِماً، وفي روايةٍ أخرى ذِمَّةً وصِهراً!
وأما الذِمَّةُ فهي الحُرمةُ والحقُ، وأما الرَّحِمُ الذي قصدَه فَلِكَوْنِ هاجر أُم إسماعيل عليه السَّلام من مِصر، وأما الصِّهر فَلِكَوْنِ زوجته مارية من هناك!
و?نظُرْ لهذه العقيدة التي يُرسيها، إنه يجعل المؤمنين من عهدِ آدم عليه السلام حتى قيام السَّاعة عائلة واحدة! لأجل هاجر يُسمِّي بلداً كاملاً رحماً ويأمرُ بِصِلَتِهِ، ولأجل مارية يجعلُ ملايين الناس أَصْهُرة ويأمرُ بإكرامِهم! ولأجلِ عينٍ ألفُ عينٍ تكرمُ!
ثم يأتيك من يقول: الإسلامُ امتهنَ المرأةَ وسلبَها حقوقها! وهل على الأرض دين يُكرمُ بلداً كاملاً لأجل امرأة واحدة! ولكن صحَّ قولُ القائل: من لا يرى من الغِربال فهو أعمى!
فإن كان قد أوصى أن يُكرَمَ أهل بلدٍ لأجلِ أنَّ زوجته منه، فهل أكرمْنا نحن أهالي زوجاتنا فقط اقتداءً بسُنته، وعملاً بوفائه وحُسن أخلاقه!
الحماةُ أمٌّ ثانيةٌ، والحمى أبٌ ثانٍ، وإكرامُهما وبِرُّهما خُلُقٌ رفيع، والإحسانُ إليهما من حُسن العهدِ، وحُسنُ العهد من الإيمانِ كما قالَ سيدُنا!
أما عن الزوجة، ف?نظُرْ لقيمتِها من خلال هذه الحادثة:
حجَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقصرَ الصلاةَ في مِنى، ثم حجَّ أبو بكرٍ فقصرَ الصلاةَ أيضاً، ثم حجَّ عُمر فقصرَ الصلاةَ كذلك، ولما حجَّ عُثمان بالناسِ أتمَّ الصلاة، فلمَّا سُئِل عن ذلك قال: يا أيُّها الناس لما قدمتُ تأهلتُ بها، وإني سمعتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: إذا تأهَّلَ الرجل ببلدةٍ فإنه يُصلي بها صلاة المقيم!
وعلَّق الشنقيطي في أضواءِ البيان على هذا الحديث قائلاً: إذا تزوَّج المُسافرُ ببلدٍ، أو مرَّ على بلدٍ فيه زوجته أتمَّ صلاتَه، لأن الزوجة في حُكم الوطن!
وهذا مذهب مالكٍ، وأبي حنيفة، وأحمد، وبه قال ابن عباس!
هل يوجد دين على الأرض غير الإسلام الزوجةُ فيه وطن!بقلم: أدهم شرقاوي