الجرائم الوحشية الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة، واقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع واعتقال الكادر الطبي وعدد من المرضى والجرحى، واحتجاز النساء دون ماء أو طعام، وتدمير سيارات الإسعاف واستهداف مولدات الكهرباء، جريمة شنيعة بحق المدنيين العزل، وانتهاك سافر لأحكام القانون الإنساني الدولي، كما أن تواصل العدوان الهمجي على الأراضي اللبنانية يشكل هو الآخر انتهاكا سافرا وخطيرا لأراضي وحدود دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة، ثم أخيرا استهداف إسرائيل لإيران يؤكد أن ما تفعله تل أبيب هو محاولة جر المنطقة بأسرها إلى مواجهة مدمرة، ما لم يتدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم ووضع حد نهائي لها.

إن اقتحام ومحاصرة المستشفيات في قطاع غزة هو تصعيد خطير في مسار المواجهات، ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة، وهنا تبرز أهمية دور المجتمع الدولي، الذي يتعيَّن عليه تحمل مسؤولياته وتوفير الحماية لعشرات الأطفال والمرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي داخل المستشفى، وفي كل الأحوال، فإن أي حل لا بد وأن يقوم على منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام «1967»، وعاصمتها القدس الشرقية، وبغير ذلك فإن الأمور يمكن أن تأخذ أبعادا أكثر خطورة، واستهداف إيران يمثل تطورا في غاية الخطورة، يكشف عن الأهداف الحقيقية لتل أبيب، والتي تتمثل في جر المنطقة إلى مواجهة شاملة، واستدراج دول كبرى لصراع يمكن بكل بساطة إيجاد حل عادل وشامل ودائم له عبر تطبيق قرارات الشرعية الدولية.