دون الدخول في المقدمات والسرد والتطويل نقول.. إن تثبيت الأخوة المنتدبين في بعض الإدارات والأقسام في بعض الوزارات ليس مجرد إجراء إداري.. بل هو حق أصيل لكل من أثبت جدارته واجتهاده في عمله وانتدابه.. إن منحهم صك الاستقرار -التثبيت- يعتبر امتناناً وتقديراً لجهدهم طوال فترة الانتداب التي تكللت بالإنجاز تلو الإنجاز ليصل إلى حد الإعجاز في أحايين أخرى.. لقد شهدت هياكل العمل تحولًا جذريًّا.. وتغيرت الظروف وصار بالإمكان أفضل مما كان ؛ حيث أصبحت العقود والإجراءات الإدارية أكثر مرونة من أي وقت مضى.. في هذا السياق تبرز قضية الموظفين المنتدبين في التربية والتعليم ئوالتعليم العالي ومؤسسات الدولة المختلفة.. كواحدة من القضايا الملحة التي تتطلب الاهتمام الجاد والنقاش المفتوح.. بعيداً عن التخشب والديغماطية والرأي الواحد.. وهؤلاء المنتدبون بذلوا قصارى الجهد، وقدموا الكثير من العطاء في مواقعهم التي شغلوها.. تثبيت هؤلاء اليوم لا غداً وهم من هم في إنجازاتهم وتفانيهم ومنحهم كافة امتيازاتهم المالية اعتبره إجراء إداري لا يكلف شيئاً غير «شخطة».

قلم ( توقيع ) وهو حق أصيل لكل منتدب أثبت جدارته واجتهاده في عمله.. حيث إنهم عملوا بلا كلل.. وكانوا ركيزة أساسية في تحقيق الأهداف التنموية للوزارة والمؤسسة.. لذلك نرى أن فإن تثبيتهم بحسب رغبتهم يعني منحهم الاستقرار والأمان الذي يحتاجونه لضمان مستقبلهم الوظيفي، ويعد اعترافًا بجهودهم وتقديرًا لمساهماتهم وامتنانا لهم.. إن فقدان الاستقرار الوظيفي يخلق بلبلة، وحالة من القلق المستمر لهؤلاء المنتدبين.. يؤثر على الحياة الشخصية والاجتماعية.. يا سادة من الصعب عودة البعض إلى وظيفته السابقة بعد أن أمضى زهرة شبابه في الانتداب وأبدع فيه وأنجز.. بكل جهد وتفانٍ.. كيف بالله عليكم يعود إلى مكان قد نساه ونسى تفاصيله ودهاليزه وأبجدياته..

جل المنتدبون يعيشون في حالة من الترقب المُستمر، غير قادرين على التفكير والتخطيط لمستقبلهم في ظل شعورهم بعدم الاستقرار والأمان الوظيفي.. وهذا يُمكن أن يؤدي إلى تراجع في معنوياتهم وإنتاجيتهم.. مما ينعكس سلبًا على أدائهم المهني.إن تحقيق مطالب هؤلاء المنتدبين يتطلب تعاونًا مشتركًا بين جميع الأطراف المعنية.. ويجب على المسؤولين والقيادات العليا في الوزارات والمؤسسات الحكومية أن يدركوا أهمية هذه القضية.. وأن يعملوا معًا لضمان تحقيق العدالة لهؤلاء المنتدبين، وأن تكون الحلول شاملة ومستدامة.. بحيث تضمن الاستقرار والأمن الوظيفي للمنتدبين وفي الوقت نفسه تساهم في تحقيق الأهداف المؤسسية والتنموية لأمنا الغالية قطر.

نحن ننتظر قرارا إنسانيا يعكس احترامنا وتقديرنا لجهود المنتدبين وتفانيهم.. إنه خطوة نحو تحقيق العدالة والاستقرار النفسي والأمن الوظيفي..، وهو حق أساسي لكل منتدب يستحق.. دعونا نتعاون نتكاتف لتحقيق هذا الهدف النبيل وضمان مستقبل مشرق لنا جميعاً.. نسأل الله أن يوفق أخوتنا في تحقيق مطالبهم العادلة.. وأن يقيض الله لهم مسؤولاً يتفهم أوضاعهم ويمنحهم الاستقرار والراحة النفسية التي يستحقونها.. ونسأل الله أن يعين كل من يسعى بجد وإخلاص في سبيل تحقيق الرضا لهؤلاء بدل «الولوال» والمحاتاة التي يعيشونها ! وأن تسير الأمور للأحسن والأفضل لكل منتدب ويتحقق له الأمان والاستقرار الذي ينشده.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.