بعد مرور أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تبدو الصورة فظيعة للغاية، فهناك أكثر من «42» ألف فلسطيني فقدوا حياتهم، وقرابة «100» ألف مصاب، بالإضافة إلى آلاف الجثث تحت أطنان من الركام، قدرتها الأمم المتحدة بحوالي «42» مليون طن، نتيجة تدمير قوات الاحتلال لـ «163» ألفا و«778» مبنى، أي ما يصل إلى نحو «66 %» من مجموع مباني القطاع، وبحسب تقديرات أممية فإن التخلص من هذا الركام فقط سيستغرق «14» عاما، وبتكلفة تصل إلى «1.2» مليار دولار على الأقل.
كل ذلك والاحتلال ما زال يواصل جرائم التدمير والإبادة، وهو يفعل ما يفعله على مرأى ومسمع من العالم بأسره، وكل ما نراه ردود فعل باهتة لا ترقى على الإطلاق لحجم الجريمة المرتكبة بحق مدنيين عزل تحت حصار إجرامي مروع، يفتقدون لكل أسباب الحياة، في حين رأينا المجتمع الغربي تحديدا يتحرك في حالات أخرى، وينفق المليارات في سبيل قضايا وصراعات على تماس مباشر مع مصالحه.
هذا التقاعس غير مقبول، وعبارات الشجب، والدعوات التي لا معنى لها من أجل التهدئة، غير مقبولة على الإطلاق، وهي عكست، من جملة أمور أخرى، سياسة الكيل بمكيالين، في أكثر صورها نفاقا، وأمام كل ذلك لا بد وأن يقوم المجتمع الدولي بتدخل حقيقي، ليس من أجل وقف هذه الجريمة المروعة فحسب، ولكن أيضا من أجل إطلاق مفاوضات حقيقية تقوم على حل الدولتين، وبما يسمح للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على حدود العام «1967»، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.