قالت شركة فودافون قطر إن سوق توصيل الأغذية عبر الإنترنت في قطر قد شهدت ازدهارًا وانتعاشا ملحوظًا، مدفوعًا بتزايد عدد المستهلكين المهتمين بالتكنولوجيا الذين يريدون التمتع بخدمات مريحة في متناول أيديهم.

وتشير الأرقام الصادرة عن شركة أبحاث السوق العالمية «ستاتيستا»، Statista، إلى أن نسبة انتشار المستخدمين في سوق توصيل الأغذية القطرية عبر الانترنت تقدر بأكثر من 31 بالمائة، ومن المتوقع أن ينمو عدد المستخدمين إلى 1.1 مليون شخص بحلول عام 2028.

وأكد تقرير صادر عن الشركة أن الفوائد التكنولوجية التي يقدمها تعزيز استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء بما في ذلك أتمتة العديد من العمليات التجارية، إلى جانب رفع مستوى الكفاءة وتلبية المتطلبات الخاصة للعملاء، فضلاً عن إجراء تحسينات متزايدة في سلسلة التوريد، ستساهم في دفع قطاع التجزئة في قطر إلى عصر جديد من الازدهار، وهو ما قد يعزز من تقدمها الاقتصادي. وأوضح التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت طفرةً في تبني معاملات التجارة الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة مدعومةً في ذلك بالتحول الرقمي وتوافر الابتكارات المتطورة. ويعني تزايد الطلب على هذه الحلول السريعة والمريحة أن تتبنى شركات التوصيل الجديدة والقائمة التكنولوجيا المبتكرة بفعالية ونشاط من أجل تعزيز تجارب العملاء والحفاظ على ميزتهم التنافسية.

وفي هذا السياق، أثبت استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء أنه أمر بالغ الأهمية بالنسبة للكثيرين لبلوغ أقصى إمكانات أجهزتهم المتصلة بهذه التكنولوجيا، بدايةً من الآلات إلى الهواتف الجوالة وأجهزة الاستشعار ووصولاً إلى المركبات، وكل ذلك من أجل جمع البيانات في الوقت الفعلي حول عملياتهم التجارية واتخاذ قرارات سريعة وذكية.

وبالنسبة للشركات التي تعتمد بشكل كبير على المركبات في عمليات الخدمة اليومية، مثل شركات التوصيل، فقد أتاحت حلول إدارة المركبات عبر إنترنت الأشياء مجموعة من المزايا الفريدة. فمن خلال أدوات التتبع المتقدمة التي توفر رؤى حول بيانات حركة المرور وموقع السيارة واستهلاك الوقود وحتى سلوك السائق ووقت العمل، وبالتالي يمكن استخدام هذه البيانات لتقليل تكاليف التشغيل وزيادة الكفاءة واكتشاف المخاطر المحتملة بشكل استباقي لتجنب حدوث أي اضطرابات.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن دمج حلول إدارة المركبات عبر إنترنت الأشياء مع ميزات أخرى توفر رؤية في الوقت الفعلي لدرجة الحرارة والظروف البيئية الأخرى، وهو ما يعزز موثوقية شركات التوصيل التي تتعامل مع البضائع الحساسة للحرارة وتبحث عن وسائل فعالة لضمان نجاح عمليات التوصيل.

ووفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يصل حجم سوق «التجارة السريعة» أو خدمات «التوصيل السريع» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 20 مليار دولار في عام 2024. ويحظى قطاع توصيل الأغذية بأهمية خاصة هنا، وقد أظهرت البيانات أن حجم الإيرادات في الأسواق بمنطقة الشرق الأوسط قد تضاعف منذ عام 2020.

ونوه تقرير فودافون قطر إلى أن ارتفاع توقعات العملاء حول عمليات التوصيل الأسرع والخدمات الأكثر موثوقية، بالإضافة إلى التفضيلات الجديدة لمستهلكي عمليات التوصيل المنتظمة، والتواصل المباشر مع الركاب، وتتبع موقع الركاب، ساهم في دفع شركات التوصيل إلى نشر حلول إنترنت الأشياء. ومن خلال الحلول المصممة خصيصًا التي يمكن الوصول إليها عبر هواتفهم الذكية أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الحاسوب الشخصية أو أجهزة الحاسوب المحمولة، ويمكن لشركات التوصيل الاستفادة من تكنولوجيا إدارة المركبات عبر إنترنت الأشياء لتتبع المركبات والسائقين أثناء أدائهم لأعمالهم. ومن الأمور الحاسمة بالنسبة للسائقين أن حلول إنترنت الأشياء يمكنها تحديد المهام وجدولتها وتخطيط المسارات وتوفير طرق الاتصال الفورية. ومن خلال الرؤية المتعلقة بسلوك السائق وأدائه، يمكن للمشغلين ضمان مكافأة الموظفين بشكل صحيح على الإنتاجية والكفاءة، وهو ما يؤدي إلى تعزيز عملية الاحتفاظ بالموظفين وعدم انقطاع العمليات التجارية نتيجة لذلك، مع تعزيز رضا العملاء واستمتاعهم بتجربتهم.

وبحسب التقرير فإنه يمكن للبيانات المتعلقة بالازدحام المروري أن تمنح الشركات ميزة التخطيط الفعال لطرق التوصيل والتأكد من تلبية توقعات العملاء كما وعدت. ويعني الاتصال الفوري والمباشر من خلال منصات إدارة المركبات عبر إنترنت الأشياء أيضًا أن تكون شركات التوصيل على دراية أفضل بمكان وجود السائق وأن تكون قادرة على إرسال أو استقبال التنبيهات لتعزيز سلامة السائق في العمل. وهذا أيضًا له تأثير على مراقبة الميزانية، حيث تكون الشركات قادرة على تحسين المسارات وخفض تكاليف الوقود، فضلاً عن التحكم في التكاليف العرضية مثل غرامات التذاكر وأقساط التأمين.

ومع وجود عالم حافل بإمكانيات التحول الرقمي وتوسع نطاق أعماله، فإنه لدى شركات التوصيل الكثير لتكسبه من استخدام حلول إدارة المركبات عبر إنترنت الأشياء، ليس فقط للتغلب على التحديات الحالية، ولكن أيضًا للاستعداد بشكل أفضل للمشكلات التي قد تنشأ في المستقبل فيما يتعلق بإدارة الأسطول والسائقين.