أصدرت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، كتابها الخامس والسادس بعد المائتين (205 - 206) في سلسلة «كتاب الأمة» بعنوان: «قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي» للدكتور أكرم ضياء العمري، والذي يقع في (368) صفحة من الحجم المتوسط.
ويتميز الكتاب، بما قدم وطرح وناقش، بأنه بحثٌ علميٌ جاد، يهدف إلى إبراز مقومات الهُوِيَّة الإسلامية، وبيان قسمات المجتمع الإسلامي وتميزه من منظور تاريخي، وتأكيد عمق هذه القيم في المجتمع، واستمراريتها باستمرارية وخلود مصدريها الأساس: الكتاب والسنّة، وأنها تمثل الملجأ الآمن، الذي تحتمي به الأمة وتنحاز إليه في كل حين، وأنها الشرط الأول والرئيس لأية محاولة للتنمية والنهوض، ذلك أن أية محاولة تتم بعيدًا عن معادلة الأمة الاجتماعية، واستصحاب قيمها المعيارية، والاهتداء بظروف وشروط ميلادها الأول في السيرة النبوية سوف تبوء بالفشل.
وهذا الإصدار هو الطبعة الثانية من هذا العمل المتميز، فقد صدرت طبعته الأولى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ضمن سلسلة «كتاب الأمة» - العددان (39) و(40)، عام (1414هـ)- ولاقت قبولًا كبيرًا لدى القراء؛ بسبب طرحه وعرضه لقضية القيم بصورة جديدة، ودراستها دراسة تاريخية تحليلية.
وإدراكاً من إدارة البحوث والدراسات الإسلامية لأهمية موضوع الكتاب، واستجابة لواقع المجتمعات الإسلامية، والعالم، حيث أصبحت قضية القيم من القضايا الملحة لحماية الأمة من الاندثار، وربط المجتمعات الإسلامية بدينها، وأخلاقها، ومبادئها، وتعزيز وحدتها وتماسكها؛ لتكون بذلك أمة فاعلة حضاريًا وثقافيًا، ومؤثرة فكريًا وأخلاقيًا، تحمي البشرية من السقوط والانحراف، فقد حرصت على إعادة إصداره وإخراجه من جديد بحلة قشيبة.
جاء الكتاب في جزءين، اشتمل الأول: على مقدمة وسبعة فصول.. أما المقدمة: فقد تم تخصيصها لشرح موضوع الكتاب وبيان المراد بفكرة «مشروع دراسة قيم المجتمع الإسلامي من منظور تاريخي».. وأما الفصول فقد تم تسليط الضوء من خلالها على مجموعة من القيم، الروحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حيث تناول الفصل الأول: «قيم الحياة الروحية والخلقية»، والثاني: «قيم الحياة السياسية» والثالث: «وحدة الأمة»، والرابع: «قيم الحياة العلمية والتقنية»، والخامس: «قيم الحياة الاجتماعية»، والسادس: «قيم الحياة الاقتصادية»، واهتم الفصل السابع ببيان: «أثر العلماء في بناء قيم المجتمع الإسلامي».