شاركت دار الوثائق القطرية بوفدٍ رفيع المستوى في المؤتمر الدولي لبرنامج «ذاكرة العالم» الذي نظّمته منظمة اليونسكو في باريس يومي 28 و29 أكتوبر 2024، حيث استعرضت الدور المحوري للتراث الوثائقي في تعزيز الفهم والتعاون الدولي.

ويأتي هذا الحضور ضمن جهود دار الوثائق المتواصلة لدعم وحماية الأرشيفات التاريخية التي تسجل مراحل هامة من تاريخ قطر وتسهم في توثيق الهوية الوطنية والثقافية على مستوى عالمي. ويأتي ذلك ضمن مشروع ذاكرة العالم الذي تم إقراره من قبل مجلس الوزراء الموقر في 15 مايو 2024 م.

ترأس وفد دار الوثائق القطرية الدكتور أحمد عبد الله البوعينين، الذي أكّد على أهمية التعاون الدولي في تبادل الخبرات لحماية التراث الوثائقي وتعزيز الوعي بأهمية صونه من المخاطر، خاصة في ظل التحديات التقنية المتزايدة في مجال الحفظ الرقمي. وقد استعرض البوعينين الجهود القطرية المتواصلة في حماية الأرشيف الوثائقي، بما يشمل الوثائق السمعية والبصرية، ما يساهم في إبراز الهوية القطرية وترسيخ مكانتها ضمن منظومة التراث الإنساني العالمي.

تركزت مشاركة دار الوثائق القطرية في المؤتمر الدولي لبرنامج «ذاكرة العالم» على البحث عن تجارب الدول الريادية في حفظ وصون الوثائق التاريخية، مع تسليط الضوء على أفضل ممارسات الأرشفة الرقمية المستخدمة في دول العالم. وعرضت دار الوثائق خلال المؤتمر خططها في حماية التراث السمعي والبصري، والتي تشمل تطوير مشاريع رقمية تهدف إلى تسهيل الوصول إلى الأرشيفات وحمايتها من التدهور. كما شارك ممثلو دار الوثائق في جلسات نقاشية تناولت أهمية الأرشيفات كأدوات تعليمية ومعرفية، حيث تسهم في نشر الوعي بقيمة التراث الوثائقي وتعزيز التفاهم بين الثقافات، مؤكدين على دور الدار في صون التاريخ القطري والترويج له على الساحة العالمية.

وتزامنت مشاركة دار الوثائق القطرية مع المنتدى العالمي الرابع لسياسات التراث الوثائقي، الذي يمثل منصة حوارية للبحث في السياسات الداعمة لحماية الأرشيفات العالمية، فضلاً عن مناقشة سبل استخدام هذه الوثائق كموارد تعليمية وأدوات للتفاهم بين الثقافات. وقد شكّل المؤتمر فرصة لإبراز التحديات العالمية التي تواجه الأرشيفات الوثائقية، بدءاً من صعوبات الحفظ الرقمي وصولاً إلى إشراك الأجيال الجديدة في عملية الحفظ. هذا وتواصل دار الوثائق القطرية جهودها في تعزيز مكانة قطر على الصعيد الدولي من خلال مشاركاتها في الفعاليات العالمية المعنية بحفظ التراث الوثائقي، مؤكدةً على التزامها بحماية الأرشيفات التاريخية التي تعكس الهوية القطرية. وإيماناً منها بأهمية توثيق الذاكرة الوطنية، تسعى دار الوثائق إلى تبادل الخبرات مع مؤسسات دولية متخصصة، مما يسهم في تعزيز كفاءة الحفظ الرقمي، ويعزز وعي المجتمعات بأهمية الحفاظ على التراث الوثائقي كجزء من الذاكرة الإنسانية المشتركة.