كان ثابتُ بن قيس جهوري الصوت، فلمَّا نزلَ قولُ الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعضٍ أن تُحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون» حَسِبَ أنَّه المعنيُّ بالآية شخصياً، فاعتزلَ الناس وجلسَ في بيته، وقال: أنا من أهل النار!
ثم إن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم افتقدَه، فسألَ سعدَ بن معاذٍ عنه، فقال له: يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ أشْتَكى/هل هو مريض؟
فقال له سعد: إنَّه لجاري، وما علمتُ له بشكوى!
فذهبَ سعدٌ إلى بيتِ ثابتٍ يُخبره بسؤالِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنه، فقال له ثابت: أُنزلتْ هذه الآية، وقد عَلِمْتُم أنِّي أعلاكم صوتاً على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأنا من أهل النار!
فذكرَ سعدٌ ذلك للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: بل هو من أهل الجنة!
السؤال: كم مرةً قرأنا القرآن وشعرنا أن الآيات تُخاطبنا شخصياً؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على التوبة فشعرنا أنَّ الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان تُبْ؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على الصدقة والإنفاق فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان تصدَّق؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على صِلة الرحم فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان صِلْ رحمك؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على برِّ الوالدين فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان برَّ والديك؟!
هذا هو الفرق بيننا وبين الصحابة، كانوا يتعاملون مع الآيات كأنما هي خطابٌ شخصيٌ من الله إلى أحدِهم!
و?نظُرْ لخُلُقِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
كيف افتقدَ صاحبه فسأل عنه: ما شأن ثابت؟
لقد ظنَّ أنه انقطع عن مجلسه لمرضٍ نزلَ به!
فهل تفقَّدَ بعضنا بعضا كما كان يفعل مع أصحابه؟!
عندما تغيَّبَ قريبٌ لنا عن مُناسبةٍ اجتماعيةٍ لم يكن من عادتِه أن يتغيَّبَ عنها، هل سألنا عنه، أو طرقنا بابه لنعرف سبب غيابه؟!
هل غابَ زميل عملٍ فاتصلنا به نسأله ونطمئن عليه؟!
هناك تصرفات بسيطة تُشعر الناس بالدفء!
و?نظُرْ لخُلُقِ سعد بن معاذ، عندما سأل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن ثابت، ذهبَ مُباشرة إلى بيتِ ثابت يُخبره أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يفتقده ويسأل عنه!
مشكلتنا هذه الأيام أنه لو ذكرَ أحدٌ أحداً في غيابه بسوءٍ لوَجَدَ أشخاصاً كُثُرا يحملون هذه الإساءة ويُبلِّغونها إلى المعني بها، ولكن إذا ذكرَ أحدٌ أحداً بخيرٍ ربما لم تجد ذلك الذي يُبلِّغ الخير إلى صاحبه!
إن لم تستطع أن تكون حامل المسك فلا تكُن نافخ الكِير!بقلم: أدهم شرقاوي
ثم إن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم افتقدَه، فسألَ سعدَ بن معاذٍ عنه، فقال له: يا أبا عمرو، ما شأنُ ثابت؟ أشْتَكى/هل هو مريض؟
فقال له سعد: إنَّه لجاري، وما علمتُ له بشكوى!
فذهبَ سعدٌ إلى بيتِ ثابتٍ يُخبره بسؤالِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم عنه، فقال له ثابت: أُنزلتْ هذه الآية، وقد عَلِمْتُم أنِّي أعلاكم صوتاً على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأنا من أهل النار!
فذكرَ سعدٌ ذلك للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: بل هو من أهل الجنة!
السؤال: كم مرةً قرأنا القرآن وشعرنا أن الآيات تُخاطبنا شخصياً؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على التوبة فشعرنا أنَّ الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان تُبْ؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على الصدقة والإنفاق فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان تصدَّق؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على صِلة الرحم فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان صِلْ رحمك؟!
هل مررْنا بآيةٍ تحثُّ على برِّ الوالدين فشعرنا أن الله سبحانه كأنما يقول: يا فلان برَّ والديك؟!
هذا هو الفرق بيننا وبين الصحابة، كانوا يتعاملون مع الآيات كأنما هي خطابٌ شخصيٌ من الله إلى أحدِهم!
و?نظُرْ لخُلُقِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
كيف افتقدَ صاحبه فسأل عنه: ما شأن ثابت؟
لقد ظنَّ أنه انقطع عن مجلسه لمرضٍ نزلَ به!
فهل تفقَّدَ بعضنا بعضا كما كان يفعل مع أصحابه؟!
عندما تغيَّبَ قريبٌ لنا عن مُناسبةٍ اجتماعيةٍ لم يكن من عادتِه أن يتغيَّبَ عنها، هل سألنا عنه، أو طرقنا بابه لنعرف سبب غيابه؟!
هل غابَ زميل عملٍ فاتصلنا به نسأله ونطمئن عليه؟!
هناك تصرفات بسيطة تُشعر الناس بالدفء!
و?نظُرْ لخُلُقِ سعد بن معاذ، عندما سأل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم عن ثابت، ذهبَ مُباشرة إلى بيتِ ثابت يُخبره أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يفتقده ويسأل عنه!
مشكلتنا هذه الأيام أنه لو ذكرَ أحدٌ أحداً في غيابه بسوءٍ لوَجَدَ أشخاصاً كُثُرا يحملون هذه الإساءة ويُبلِّغونها إلى المعني بها، ولكن إذا ذكرَ أحدٌ أحداً بخيرٍ ربما لم تجد ذلك الذي يُبلِّغ الخير إلى صاحبه!
إن لم تستطع أن تكون حامل المسك فلا تكُن نافخ الكِير!بقلم: أدهم شرقاوي