في كلمتها أمام مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، أمس، تناولت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التحديات التي تواجهها الأسر العربية، وفي مقدمتها حاليا التأثيرات العميقة للتكنولوجيا، محذرةً من تجاهل البروتوكولات الخاصة بها، والاستسلام لإغواءاتها، بعد أن باتت تبعدنا عن العالم الواقعي إلى عالم افتراضي، ما يشكل تغريبا خطيرا، قد يجعل الأجيال الشابة، تحديدا، خارج ثقافتها، والأخطر أن تكون خارج هويتها.

جاءت الكلمة صريحة وقوية، لتدق ناقوس الخطر من تداعيات «الاستعباد الرقمي» الذي تسيطر عليه جهات توظفه لخدمة أجنداتها الخفية، «سعيا إلى تسويغ الأفكار وتنميط التفكير، حتى باتت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أدوات لغسيل الأدمغة»، وهو ما نتابعه بالفعل، بكثير من القلق، والغضب أيضا، لكن سموها لم تكتف بتقديم الصورة المقلقة لهذا الوضع بل قدمت الحلول أيضا عبر الاسترشاد بما يحصل في غزة، «حيث خلق الوعي الديني والوطني هذا الصمود المذهل بصوره الأسطورية التي أظهرتها النساء والأطفال وجميع أفراد الشعب في مواجهة محو هويتهم الثقافية والدينية في سياق الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري. وفي خضم هذه المأساة شهدنا النضج المبكر لأطفال غزة وكأنهم خرجوا من طفولتهم ليرتدوا جلباب الرجولة، فلا عرفوا طفولة ولا عاشوا ما يطلق عليه المراهقة، إنها التربية الأسرية التي تعد طفلا واثقا مدركا لجذوره، معتزا بهويته، يشعر بالمسؤولية الاجتماعية ويعي واجباته قبل حقوقه»، وكما أكدت سموها فإن هذا النموذج من التربية هو ما نحتاج إليه اليوم في الأسرة عموما في ظروف السلام قبل ظروف الحرب.