أكد سعادة الدكتور مصطفى كوكصو سفير الجمهورية التركية لدى الدولة أن العلاقات التركية القطرية أصبحت نموذجاً يحتذى به في التعاون الإقليمي والدولي. لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً متنامياً خلال السنوات الماضية.
وقال سعادته خلال احتفال السفارة بالذكرى الحادية بعد المائة لتأسيس الجمهورية التركية: «يمكنني القول بكل اعتزاز وثقة، إن علاقاتنا الثنائية قد وصلت إلى آفاق أوسع، وتتسم بالبعد الاستراتيجي والمستدام، بتوجيه من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى».
حضر الحفل سعادة السيد حسن بن عبد الله الغانم، رئيس مجلس الشورى، وسعادة السيد غانم بن شاهين بن غانم الغانم، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية وسعادة الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبد الله آل ثاني، وزير التجارة والصناعة، وسعادة الدكتورأحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية، وسعادة السفير إبراهيم يوسف فخرو، مدير المراسم بوزارة الخارجية، وسعادة السيد علي إبراهيم، سفير دولة إريتريا، عميد السلك الدبلوماسي، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بالدولة.
وقال سعادة السفير التركي: «إن هذا المستوى المتميز من العلاقات المؤسسية التي وصلت له الدولتان، نتج عنه تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا عام 2014، وهي أهم آلية ثنائية رفيعة المستوى بين تركيا وقطر، تجتمع سنوياً بالتناوب بين البلدين».
وتابع سعادة الدكتور مصطفى كوكصو: «لقد تم التوقيع على مائة وثماني اتفاقيات حتى الآن، تشمل مختلف القطاعات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية وغيرها».
ولفت إلى أن الاجتماع العاشر للجنة الاستراتيجية العليا سيعقد في أنقرة بتركيا، خلال ديسمبر المقبل، ومن المتوقع التوقيع خلالها على المزيد من الاتفاقيات.
وأكد سعادته أن علاقات تركيا وقطر كانت وستظل نموذجاً للتآخي، والوقوف جنباً إلى جنب في الشدة والرخاء، في سبيل أمن واستقرار المنطقة والإنسانية جمعاء.
وقال: «نجتمع اليوم في سلام وأمان، بينما الآلاف من إخوتنا لا يأمنون على حياتهم في المنطقة لا سيما في قطاع غزة».
ولقد خلَّفت حرب غزة مأساة إنسانية كبرى، وما تشهده المنطقة اليوم من توتر غير مسبوق، وحالة عدم يقين سياسي خطيرة، وتحديات وجودية، إنما فرضتها الحرب الدائرة من الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتي توسعت لتطول لبنان الشقيق.
وتابع: «عام من الدمار والإبادة الجماعية في ظل استمرار تقاعس وفشل المجتمع الدولي في وقف هذه الحرب الشنيعة التي خرقت كل القيم التي توحد الإنسانية».
وشدد السفير التركي قائلا: «يجب التأكيد على إدانة تركيا الشديدة لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في قطاع غزة، وفي مدن ومخيمات الضفة الغربية، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال والضعفاء»، مشيرا إلى أن بلاده تواصل العمل بلا كلل لوقف الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع.
وأوضح أن السياسة الخارجية التركية حريصة على إيجاد حل لهذا الصراع القائم، بحيث يوالي سعادة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اتصالاته بإخوانه وزراء الخارجية في مجموعة الاتصال الإسلامية العربية بشأن غزة.
وأضاف: «وفي هذا الصدد، نقدر الجهد الكبير الذي تبذله دولة قطر في الوساطة والمساعدات الإنسانية، وكل من يساهم في تهدئة الصراع والتخفيف من حدة هذه الأزمة الكبرى التي توشك أن تحرق نيرانها الإقليم بأكمله».
وقال سعادته: «نعود ونكرر مرة أخرى، إن الطريقة الوحيدة لشفاء جروح منطقتنا التي تنزف منذ عقود، هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة مبنية على أساس حل الدولتين، يستطيع فيها الأطفال الفلسطينيون أن يحلموا بمستقبلهم بحرية مطلقة.
ونرجو من الله عز وجل أن تنتهي هذه المأساة والصراعات في أقرب وقت، لينعم الإنسان الفلسطيني بحقه الأزلي في وطن مستقل ومستقر، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بإنهاء أطول احتلال عرفه العالم في العصر الحديث، احتلال يستهدف ماضي الإنسان وحاضره ومستقبله».
ونوه سعادة الدكتور مصطفى كوكصو قائلا: «ونحن نحتفل بهذه الذكرى العزيزة، نستحضر في قلوبنا تضحيات أجدادنا، ونستمد من عطائهم القوة والعزيمة، لمواصلة مسيرتنا نحو التقدم والازدهار، تجسيدا لرؤية تركيا تحت قيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان».