توديع الأحبة من أحباب وأصحاب وزملاء عمل وإخوة لحظات مؤثرة.. سنوات من عمرك معهم صاروا جزءا منك لا تقوى معها على كبت مشاعرك ومدامعك دون أن تخور قواك خاصة وأنت رهيف المشاعر والإحساس.. ضعيف لطيف.. ذكريات جميلة تحيط بك من كل جانب.. شخوصهم تحيط بك.. خيالهم يحيط بك.. كانوا يستأنسون معك وتستأنس بهم.. جبهات ومحطات ومساحات تجمعكم ومسيرة مهنية اجتماعية طويلة تجمعكم.. نعم الموادع صعب وحديثه الصمت أو لغة الإشارة وليس الكلام.. القلب متعلق بالأخوة والزملاء.. وهم من هم.. لطف ووداد يتحول في تلك اللحظات الصعبة إلى حداد ! وإن تظاهرت بغير ذلك.. عيون أحبتك ربما تعتب عليك لمغادرتك السريعة – قبل الموادع والسلام - وكيف لي ذلك.. وأنا لغتي الصمت أحلق في الذكريات وتلك اللحظات من مؤانسة وضحكات وبهجة.. نصف العمر الذي مضى معكم واليوم مسك الختام وانتهاء الدوام والسلام.. الموادع صعب.. موادع الأحبة والزملاء صعب.. كانوا سكناً ووطناً وونساً وذكريات.. الموادع لحظات ضعف يحاول أن يتجنبها الإنسان مرهف الحس حتى لا تخور قواه.. فتندفع دموعه حزناً على الفقد والبعد وواقع الحال.. بالأمس خالجتني مشاعر صعبة من الضعف وأنا أسلم على إخوتي وأحبتي وزملاء العمل الكرام.. مغادراً مدرسة الحياة وفصولها وبرامجها وأنشطتها وأبجدياتها.. وودعت حياتي المهنية في التربية والتعليم.. وأنا ممتن للجميع على روحهم الحلوة ومشاعرهم الطيبة.. وهذه هي الحياة عايش من تعايش.. فإنك مفارقه.. وهذه الحياة مدرسة.. فصولها تجارب.. وأبجدياتها معرفة.. ومحصلتها ذكريات.. نعم مررنا بمحطات ومراحل حياتية مهنية فيها من الإخفاق والفوز بالسباق الكثير الكثير.. فيها من الهمة للوصول للقمة الكثير.. يتحاكى بها القاصي والداني.. تجاوزنا التحديات وقهرنا المنغصات وأوتينا من القوة الشيء الكثير بفضل الدعم اللوجستي من القيادات.. لا مكان للتردد واليأس والإحباط.. أغلقنا أبوابه وأحكمنا اقفاله.. وفتحنا وشرعنا أبواب الأمل والعمل والجد والاجتهاد وشمرنا السواعد.. كنا فريقاً متجانساً.. فتحنا نوافذ البرامج والأنشطة وجعلنا الشمس تنهي عتمة الكسل.. وفجرنا الطاقات الكامنة.. واستقطبنا المواهب الواعدة وتركنا أثراً حسناً بامتياز لأننا في قسم البرامج والأنشطة خلقنا لتحقيق هذا أو ذاك الهدف.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.