كان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يتصدَّقُ على الفقراء بصدقاتٍ مهولة لدرجة أن سيِّدا شباب أهل الجنة الحسن والحُسين نصحاه أن يتصدَّق بقدر معقول، فقال لهما: لقد عوَّدني ربي عادةً وعوَّدتُ عِباده عادةً، فأخشى إن غيَّرتُ عادتي أن يُغيِّر الله عادته! ومعنى الكلام أنه كان كُلَّما تصدَّق زاد ماله فهو يخاف أن يُقلِّل من الصدقة فيقل مِقداره من الرِّزق، وما ?ستُعطيَ اللهُ سبحانه بشيءٍ أحسن من الصَّدقة!
يوم استشهد جعفر في مُؤْتة، جاءتْ أسماء بنت عميس زوجة جعفر بِولديه محمد وعبد الله إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهما طفلان صغيران، فأخذَهما منها، وعانقَهما وقال لها: «العِيلة / الفقر تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!» ثم دعا لهما فقال: «اللهم ?خلُفْ جعفراً في أهله، وباركْ لعبد الله في صفقةِ يمينه»! وقد ?ستُجيبت الدعوة المباركة، وكان عبد الله فاحشَ الثراء كثير الصَّدقة!
إنَّ صلاح الآباء هو تأمين على حياة الأبناء! هذا قانون الله في الكون، لا يتغيَّرْ ولا يتبدَّل، قانون سنَّه الله يوم خلقَ السماوات والأرض، وأثبتَه في كتابه العزيز حين قال: «وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتَّقوا الله وليقولوا قولاً سديداً»!
كيف يُضيِّعُ الله سبحانه أولاد جعفر الذي ترك الأهل والأحبة والوطن وخرج مهاجراً بدِينه إلى الحبشة، كيف يُضيِّع الله أول مُنافحٍ عن شرعه ودينه في بلاد الغربة عند النجاشي، كيف يُضيِّع الله شهيد مُؤْتة الذي قُطعت ذراعاه وما أفلتَ لواء التوحيد، لا أحد أوفى بعهدِه من الله، وإن عبد الله بن جعفر ثمرة وفاء الله تعالى لجعفر!
عودوا بالتاريخ معي حين أرسل َالله تعالى الخضرَ وموسى عليه السلام ليُقيما جدار ولدين يتيمين كي لا يضيع كنزهما لأنَّ أباهما كان صالحاً! أبَعْدَ هذا الوفاء وفاء؟! رجلٌ مجهولٌ لا نعرفه يُرسلُ الله إلى أولاده ولياً صالحاً وكليمه موسى ليُقيما لهما جداراً فقط لأنه كان صالحاً!
إذا أردتَ أن تحفظ أولادك، وتتركهم في رعاية الله وحفظِه، فكُنْ صالحاً، ثم لا تقلق فإن الله لا يُخلف الميعاد!
كان عبد الله بن مسعود يقوم الليل وابنه الصغير نائم، ينظرُ إليه ويقول: هذا من أجلكَ يا بُني ثم يقرأ: «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربك»!بقلم: أدهم شرقاوي
يوم استشهد جعفر في مُؤْتة، جاءتْ أسماء بنت عميس زوجة جعفر بِولديه محمد وعبد الله إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وهما طفلان صغيران، فأخذَهما منها، وعانقَهما وقال لها: «العِيلة / الفقر تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!» ثم دعا لهما فقال: «اللهم ?خلُفْ جعفراً في أهله، وباركْ لعبد الله في صفقةِ يمينه»! وقد ?ستُجيبت الدعوة المباركة، وكان عبد الله فاحشَ الثراء كثير الصَّدقة!
إنَّ صلاح الآباء هو تأمين على حياة الأبناء! هذا قانون الله في الكون، لا يتغيَّرْ ولا يتبدَّل، قانون سنَّه الله يوم خلقَ السماوات والأرض، وأثبتَه في كتابه العزيز حين قال: «وليخشَ الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم فليتَّقوا الله وليقولوا قولاً سديداً»!
كيف يُضيِّعُ الله سبحانه أولاد جعفر الذي ترك الأهل والأحبة والوطن وخرج مهاجراً بدِينه إلى الحبشة، كيف يُضيِّع الله أول مُنافحٍ عن شرعه ودينه في بلاد الغربة عند النجاشي، كيف يُضيِّع الله شهيد مُؤْتة الذي قُطعت ذراعاه وما أفلتَ لواء التوحيد، لا أحد أوفى بعهدِه من الله، وإن عبد الله بن جعفر ثمرة وفاء الله تعالى لجعفر!
عودوا بالتاريخ معي حين أرسل َالله تعالى الخضرَ وموسى عليه السلام ليُقيما جدار ولدين يتيمين كي لا يضيع كنزهما لأنَّ أباهما كان صالحاً! أبَعْدَ هذا الوفاء وفاء؟! رجلٌ مجهولٌ لا نعرفه يُرسلُ الله إلى أولاده ولياً صالحاً وكليمه موسى ليُقيما لهما جداراً فقط لأنه كان صالحاً!
إذا أردتَ أن تحفظ أولادك، وتتركهم في رعاية الله وحفظِه، فكُنْ صالحاً، ثم لا تقلق فإن الله لا يُخلف الميعاد!
كان عبد الله بن مسعود يقوم الليل وابنه الصغير نائم، ينظرُ إليه ويقول: هذا من أجلكَ يا بُني ثم يقرأ: «وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمةً من ربك»!بقلم: أدهم شرقاوي