تعتبر الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية في «2» نوفمبر سنة «1917» إلى اللورد ليونيل روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين، جرت لاحقا على المنطقة كل الويلات التي عرفناها، وآخرها العدوان الوحشي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان.
ونحن في أجواء ذلك الوعد المشؤوم، فإننا نستذكر بكثير من الألم أن وعد بلفور ليس حدثا تاريخيا منعزلا من الماضي، بل حقيقة حية للإبادة الجماعية التي تشهدها فلسطين اليوم، وعلى الرغم من أن بلفور زعم في رسالته أن بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين، فإن بريطانيا لم تلتزم بذلك على الإطلاق، وخلال فترة احتلالها لفلسطين «1917- 1948»، عملت لندن على استجلاب اليهود من كافة دول العالم، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل، على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الأرض، الذي تحول إلى شعب لاجئ على بعض أرضه، وفي أصقاع العالم.
بالأمس مرت الذكرى الـ«107» لصدور هذا الإعلان، وسط ما نشهده من حرب إجرامية على الشعب الفلسطيني، وهذه الحقيقة المروعة تفترض من المجتمع الدولي تدخلا مختلفا؛ لإيجاد حل يلبي الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيي، وإبرزها إقامة دولته المستقلة على حدود العام «1967» وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، وبغير ذلك فإن كل ما سيحدث هو المزيد من القتل بحق شعب فقد كل حقوقه نتيجة ذلك الوعد المشؤوم.