شكرا أبا إبراهيم عصاك ونظراتك أوحت بهذا المشهد الهوليوودي جسدها شاعرنا تميم البرغوثي في وصف سيد الثوار يحيى السنوار في لحظة المواجهة..

يقول الشاعر:

أتى كل شيء كي يسوء عدوه..

ولم يأت شيئا في الحياة ليسلما

رمى بالعصى جيش العدو وصية..

لمن عنده غير العصي وما رمى

رمى بالعصى لم يبقى في اليد غيرها..

ومن في يديه العسكر المجر أحجما

غدا مضرب الأمثال منذ رمى بها..

لكل فتى يحمي سواه وما احتمى

جلوسا على الكرسي مثل خليفة..

يبايعه أهلوه في الأرض والسماء

فذلك عرش يرتضيه ذوو النهى..

وذاك إمام قبلة السعد يممى

هنا يصبح الإنسان دينا مجردا..

ويصبح دين الناس شخصا مجسما

أتعرف إن الموت راوية الفتى..

يقول لحق أم لباطل انتمى

يعيش الفتى مهما تكلم ساكتا..

فإن مات أفضى موته فتكلما

قصيدة تخلد قائدا واجه قتلة شعبه بعصاه.. ليعيد تشكيلة ذهنية للمناضل الفلسطيني والمحتل الإسرائلي واجه جيشا وحيدا بالعصا بعد أن عز السلاح والسند.

فأينما كنت تذهب في القارات الخمس، كنت أتفاجأ أن الصورة الذهنية عن إسرائيل بأنها دولة أخلاق وحقوق إنسان وبلد قانون وحرية صحافية.. ونسى العالم كيف قامت هذه الدولة الفاشية.. قامت على ارتكاب المجازر والتهجير والتطهير العرقي فدمرت عام 1948 أكثر من 500 مدينة وقرية وهجرت أكثر من 700 ألف إنسان.. وضربت بقرارات الأمم ومجلس الأمن عرض الحائط.. ومع ذلك سوقت نفسها بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة وأقنعت الغرب بأنها تنتظر عودة المسيح الذي سيعود لنشر الدين اليهودي كما يروجون..

أبو إبراهيم يحيى السنوار أخرج الأفعى من جحرها وكشف زيف ما تدعي، فبدأت تتخبط، تدمر المباني تقتل الرضع والأطفال والنساء تدمر المساجد والكنائس والمدارس والمشافي، وعلى مدى عام وشهر تواصل الآلة الصهيونية الانتقام لينكشف زيف هذه الدولة، وقد خرج رئيس وزراء الكيان عن طوره وفي حالة هيجان لينتقم ويقول إن إقامة الدولة جاء بفعل القوة على الأرض، أكثر من كونها نتيجة لقرار الأمم المتحدة، في إشارة واضحة إلى ما قام به المستوطنون اليهود من عمليات عسكرية وممارسات أدت إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين، يرى نتانياهو بهذا القول أن القوة العسكرية والوقائع الميدانية هي التي أسست إسرائيل، وأنها مستمرة اليوم على نفس النهج من تهجير الفلسطينيين.. والسيطرة على أراضيهم. ومن ثم ليس أمام الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلا الثورة على كل ما هو صهيوني لنطاردهم في ميونيخ ومانهاتن وبيجين وأصفهان وفي كل مكان ولننغص عيشتهم في الضفة ومن الناقورة حتى عسقلان والجولان، والسنوار رسم لنا الطريق..