خلال عمليات جرد روتينية للنباتات والحيوانات في حديقة ميركانتور الوطنية في المنطقة الجنوبية الغربية من سلسلة جبال الألب الفرنسية رأى الباحثون مخلوقا صغيرا طنانا يطل من خشب شجرة ميتة، وبعد الفحص وجدوا أنهم أمام نحلة برية صغيرة مخططة لها زائدة ضخمة معلقة من مقدمة جسمها، وكانت عبارة عن خرطوم فريد في طوله، وبعد مزيد من الفحص وجدوا أنه لم يتم تسجيل العثور على هذا النوع في مكان آخر بفرنسا.
وكانت المفاجأة التي اكتشفها الباحثون لاحقا وتم تسجيلها في دورية علم الحشرات الجبلية «ألبين إنتومولوجي» أنه عند إجراء المقارنة الشكلية مع عينات نوع غير موصوف من جنوب تركيا وشمال العراق وجدوا توافقا تاما جعلهم يطرحون تساؤلات مهمة بشأن التوزيع الجغرافي غير الطبيعي لهذه النحلة الغامضة التي بدت كسفير بيولوجي يعمل كحلقة وصل بين مناطق جغرافية مختلفة.
والنحلة المكتشفة من جنس يسمى «هوبليتيس» الذي ينتمي إلى فصيلة فرعية من النحل الانفرادي تسمى «الأوزمين»، وتعتمد في غذائها على نباتات مضيفة محددة للحصول على حبوب اللقاح والرحيق هي «أونوسما»، وبسببها أطلق عليها الباحثون اسم «هوبليتيس أونوسمايفاي».
وبينما تم اكتشاف النحلة الجديدة في فرنسا -وهي منطقة معروفة بتنوع نظمها البيئية وحمايتها القانونية- تم اكتشاف تجمعاتها الأخرى في المناطق الجبلية النائية بتركيا وشمال العراق، وهي مناطق تختلف تضاريسها وظروفها البيئية عن تلك الموجودة في جبال الألب الفرنسية.