الاستفتاء الذي شهدناه بالأمس كان يوما من أيام قطر التاريخية الخالدة التي تجسد التلاحم الكبير بين الشعب القطري وقيادته الرشيدة، وما رأيناه من توافد شعبي هائل للإدلاء بالأصوات في الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية كاستجابة فاعلة وواسعة للدعوة التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بهذا الصدد، وهذه المشاركة الكبيرة للمواطنين عكست حرص الجميع على مستقبل قطر المشرق، ورفاه أجيالها الحاضرة والمستقبلية.

لطالما كانت الشورى متأصلة في مجتمعنا القطري، ولطالما مثلت العلاقة الوطيدة والحميدة بين القيادة الرشيدة وأبناء الشعب، وقد جاءت هذه المشاركة الواسعة لتعكس قيم المواطنة والولاء والانتماء، والتأكيد على النسيج الاجتماعي المميز لشعبنا.

هذا الاستحقاق الهام، الذي يضاف لسلسلة إنجازات كبيرة تحققت في العهد الزاهر لسمو أمير البلاد المفدى، أكد على مجموعة من الدلالات، أبرزها التلاحم بين القيادة والشعب في صياغة مستقبل البلاد، كما أكد على روح الانتماء والوحدة الوطنية، وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، وترسيخ الثوابت والقيم من أجل دولة فاعلة ومزدهرة، بإذن الله.

يوم الاستفتاء كان يوما لن ينسى، أعاد التأكيد على قيمنا وأصالة شعبنا، ورسخ هويتنا الوطنية، التي قامت دائما على التلاحم الفريد بين القيادة والشعب في صياغة مستقبل البلاد، كما أكد على إشراك المواطن القطري في صنع القرار، مصداقا لقوله عز وجل: «وأمرهم شورى بينهم»، ومن منطلق حرص صاحب السمو على إعلاء قيم العدالة والشورى، وترسيخ سيادة القانون، وتعزيز المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، جاء هذا الاستفتاء التاريخي لتكريس كل معاني المشاركة في أجمل صورها.