أدهم شرقاويكان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ إذا جلسَ يجلسُ إليه نفرٌ من أصحابه، وفيهم رجلٌ له ابنٌ صغيرٌ يأتيه من خلف ظهره، فيأخذه، ويُقبِّله، ويمسحُ على رأسه، ويُجلسه في حِجره…
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَتُحِبُّه؟
فقال: يا رسول الله أحبَّكَ اللهُ كما أُحبُّه!
ثم ما لبث َالغُلامُ أن ماتَ، وانقطعَ الأب عن حلقةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حزناً على ابنه، ففقده النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: ما ليَ لا أرى فلاناً؟
فقيل له: يا رسول الله، ابنه الذي رأيتَه قد ماتَ.
فلَقِيَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعزَّاه به، ثم قال له: أيما كان أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ به في عمرك، أو لا تأتي غداً إلى بابٍ من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقكَ إليه يفتحه لكَ؟
فقال: يا نبيَّ الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي هو أحبُّ إلىَّ!
فقال له: فذاكَ لكَ!
فقال رجلٌ: يا رسول الله له خاصة أم لنا جميعاً؟
فقال: بل لكم جميعاً!
من لطائف ما قيلَ في تفسير توعُّد سُليمان عليه السلام للهُدهد «لأعذِّبنَّه عذاباً شديداً»، قالوا العذاب الشديد هو التفريقُ بينه وبين أحبابه، فإنَّ فقد الأحبة غُربة!
ومن لطيف ما قال ابن حزم: من ?بتُليَ بقُربِ من يكره، كمن ?بتُليَ ببعدِ من يُحب ولا فرق!
فقدُ الأحبةِ غُربة، تعتادُ على ابنٍ يملأ عليكَ الدار حياةً وبهجةً ثم تفقده فيا للوجع! وتعتادُ على ابنةٍ تُؤنس قلبكَ، ثم تفقدها فيا للألم! وتعتادُ على حنان أُم تمسحُ بيدها على رأسكَ فتُزيل منكَ هموم الدُّنيا وتُعيدكَ في لحظاتٍ طفلاً صغيراً، ثم تفقدها فيا للوحشة! وتعتادُ على أبٍ يسندك ويكون من بعد الله ملاذك، ثم تفقده فيا للخسارة! وتعتاد على حبيب إذا حضرَ لم تفقدْ في حضوره أحداً، وإذا غابَ لم تحفل بمن حضر، ثم يموت فيا للوحشة!
فإذا كان هذا، سأل الله ملائكته وهو أدرى: قبضتم ثمرة فؤاد عبدي؟ فقالوا: نعم! فقال: ما قال؟ قالوا: حمدَكَ واسترجعَ! فقال: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنةِ سمُّوه بيتَ الحمد!
بالرضى والصبرِ تُبنى بيوت الحمد، فلا تشغلك المصيبة عن بناء بيتك!
إن السخط على قَدَرِ الله لن يُغيِّره، اللطمُ لا يُعيدُ الأموات، والنواح لن يمنحهم عمراً آخر، كل ما في الأمر أنه خسارتان في آن، خسارة الحبيب وخسارة بيت الحمد، وليس غير الله يبقى!
فاجعل من الرضى سفينتك يسهل عليكَ العبور!
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أَتُحِبُّه؟
فقال: يا رسول الله أحبَّكَ اللهُ كما أُحبُّه!
ثم ما لبث َالغُلامُ أن ماتَ، وانقطعَ الأب عن حلقةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم حزناً على ابنه، ففقده النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: ما ليَ لا أرى فلاناً؟
فقيل له: يا رسول الله، ابنه الذي رأيتَه قد ماتَ.
فلَقِيَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعزَّاه به، ثم قال له: أيما كان أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ به في عمرك، أو لا تأتي غداً إلى بابٍ من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقكَ إليه يفتحه لكَ؟
فقال: يا نبيَّ الله، بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي هو أحبُّ إلىَّ!
فقال له: فذاكَ لكَ!
فقال رجلٌ: يا رسول الله له خاصة أم لنا جميعاً؟
فقال: بل لكم جميعاً!
من لطائف ما قيلَ في تفسير توعُّد سُليمان عليه السلام للهُدهد «لأعذِّبنَّه عذاباً شديداً»، قالوا العذاب الشديد هو التفريقُ بينه وبين أحبابه، فإنَّ فقد الأحبة غُربة!
ومن لطيف ما قال ابن حزم: من ?بتُليَ بقُربِ من يكره، كمن ?بتُليَ ببعدِ من يُحب ولا فرق!
فقدُ الأحبةِ غُربة، تعتادُ على ابنٍ يملأ عليكَ الدار حياةً وبهجةً ثم تفقده فيا للوجع! وتعتادُ على ابنةٍ تُؤنس قلبكَ، ثم تفقدها فيا للألم! وتعتادُ على حنان أُم تمسحُ بيدها على رأسكَ فتُزيل منكَ هموم الدُّنيا وتُعيدكَ في لحظاتٍ طفلاً صغيراً، ثم تفقدها فيا للوحشة! وتعتادُ على أبٍ يسندك ويكون من بعد الله ملاذك، ثم تفقده فيا للخسارة! وتعتاد على حبيب إذا حضرَ لم تفقدْ في حضوره أحداً، وإذا غابَ لم تحفل بمن حضر، ثم يموت فيا للوحشة!
فإذا كان هذا، سأل الله ملائكته وهو أدرى: قبضتم ثمرة فؤاد عبدي؟ فقالوا: نعم! فقال: ما قال؟ قالوا: حمدَكَ واسترجعَ! فقال: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنةِ سمُّوه بيتَ الحمد!
بالرضى والصبرِ تُبنى بيوت الحمد، فلا تشغلك المصيبة عن بناء بيتك!
إن السخط على قَدَرِ الله لن يُغيِّره، اللطمُ لا يُعيدُ الأموات، والنواح لن يمنحهم عمراً آخر، كل ما في الأمر أنه خسارتان في آن، خسارة الحبيب وخسارة بيت الحمد، وليس غير الله يبقى!
فاجعل من الرضى سفينتك يسهل عليكَ العبور!