غزة- قنا- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على محافظة شمال قطاع غزة، لليوم 32 على التوالي، ما أدى لتدهور الأوضاع المعيشية، وغياب الخدمات الإنسانية بسبب القصف المستمر.
وتتعمق معاناة السكان، الذين ترتكب بحقهم مجازر دموية على مدار الساعة شمال القطاع، بفعل انعدام أي خدمات إسعافية لإنقاذ الجرحى، وإجلاء الشهداء، ما يدفعهم للقيام بها ذاتيا بأيديهم ودون أي مقومات.
وفي تصريحات لعائلات الشهداء والجرحى لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أوضحت إحداها أنه لم تجد ما تكفن به شهداءها، ما اضطرها لتكفينهم بقطع من «النايلون» الذي يستخدم في المجالات الزراعية بسبب نفاد الأكفان من مستشفيات شمال قطاع غزة، لافتة إلى أن نصف الضحايا هم من الأطفال، وجرى دفنهم في مقابر جماعية. وتأتي هذه الأوضاع المأساوية في شمال غزة في سياق متصل مع الدعوة التي أطلقها مستشفى «كمال عدوان» مؤخرا بتزويده بالأكفان، لكن حصار قوات الاحتلال حال دون ذلك.
وفي هذا السياق، قال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، في تصريحات، «إن العمل معطل قسرا في كافة مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات الآلاف من سكان تلك المناطق هناك بدون رعاية إنسانية وطبية»، لافتا إلى منع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من التحرك لإنقاذ المواطنين المصابين نتيجة تواصل غاراته الجوية والمدفعية، ما زاد من مأساوية الأوضاع.
وتعمدت قوات الاحتلال إحراق مركبات الإسعاف المتواجدة داخل مستشفى «كمال عدوان»، مما حال دون نقل الإصابات للمستشفيات، واستشهاد العشرات متأثرين بإصاباتهم دون أن يتمكن أحد من نقلهم للمستشفى.