يعقوب العبيدلي
حضرت ذات يوم – منذ سنوات بعيدة خلت - ندوة ثرية برعاية مركز حمد للتدريب الطبي تحت العنوان أعلاه، حكم من ينقذ إنساناً، وقيمة حياة الأحياء، وأن من أعظم العبادات انقاذ حياة، وأنا أرى اليوم أن أصحاب الصفوف الأولى الذين يعملون للحد من انتشار فيروس كورونا، تشملهم هذه الآية، لأنهم خاطروا بحياتهم، ولاقوا من العناء والألم الشيء الكثير، وقدموا صور ناصعة البياض عن إنسانية الإسلام، حتى المتبرعون بالدم، والمتبرعون «بالبلازما» من المرضى المتعافين من مرض (كوفيد 19 ) إلى الحالات المرضية الأخرى مأجورون مثابون إن شاء الله، والمتبرعون للأمراض الأخرى، وكل من نفع الخلق تشملهم هذه الآية، خير الناس أنفعهم للناس، المتبرعون بالكلى، بالأعضاء، الذين يسعدون المرضى، ويصطنعون المعروف، ويغيثون الملهوف، ويقضون حوائج المعسرين والغارمين، ويدخلون السرور على المبتلين، كلهم تشملهم الرحمات من رب البريات، من سر أخاه في الدنيا، سره الله يوم القيامة، بالمقابل هناك وعيد للظالم، من اقتطع حق امرئ مسلم، أوجب الله له النار، من جار واستبد واستغل موقعه ليضر به مسلما، أو شوه سمعته، أو سعى لفصله من عمله، أو قطع عيشه، (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون) هؤلاء الذين يحرصون على - الفساد في الأرض - والإضرار بالبشر، ومؤسسة العمل، واستغلال المناقصات - للتكرش السريع - فكأنهم قتلوا الناس جميعا، من طال عدوانه، زال سلطانه، ومن سلب نعمة غيره، سلب نعمته غيره ولو بعد حين، ألا لعنة الله على الظالمين، قال أحدهم كان لي خصوم ظلمة، تضافروا عليّ، وصاروا يدا واحده، فقلت له (يد الله فوق أيديهم) وإن كان لهم مكر، (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).. خلاصة القول والشاهد (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) ومن قتلها ولو قتلاً معنوياً، وظلم واستبد وجار وظلم غيره، هذا لا شك قد خسر نفسه وغيره وإنسانيته، ما ربح ولا فاز، ولا مكان له بين الشرفاء، مكانه الطبيعي مع أبي لهب، وفرعون وأمثالهما، من الطغاة والظالمين وقطّاع الأرزاق، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي