ليس في اتخاذ الطعام والشراب سرف، ومحرم الحلال، كمحلل الحرام، والكرك من المباحات، والكرك لذيذ شهي يعدل المزاج، ويفرح القلب الحزين، شربه في الصباح يجعلك بأمان، وفي المساء يجعلك حصان، تطيب معه الجلسة، والسوالف والمزة. شرب الكرك أحد أكثر العادات التي فرضت نفسها، صباح مساء وفي جل الأوقات، بل إن البعض يعتبر يومه ناقصاً بدون الكرك قبل بدء العمل، عن قرب أو عن بعد، فتيانا فتيات، رجالا نساء، الفراغ مع «الكرك» غير، والعمل مع «الكرك» غير، والتنزه مع «الكرك» فسحة ممتعة، صارت محلات بيع الكرك نقطة التقاء للأصدقاء و«الرفجان» وأماكن تعارف، وتخليص معاملات، وبيع مركبات، لا أضرار مع شاي الكرك باعتدال وهذا ينطبق على كل شيء، التوازن مطلوب في كل شيء، والإفراط مرفوض،

الكثيرون ممن أعرف ومن لا أعرف يشعرون بالراحة النفسية عند تناولهم «الكرك» أثناء العمل وخارج أوقات العمل، وكان لذلك أثر في حيويتهم وبهجتهم ويقظتهم وإنجازهم، صديقي الغالي يتعامل مع كوب «الكرك» بذوق راق، إذا وجده شربه، وأعرف من الزملاء إذا فقده ساء خلقه، صار «الكرك» مثل علم الفلك، الكل يقبل عليه ويتكلم فيه، إن شرب «الكرك» عند محلات بيعه المنتشرة في الفرجان والأحياء، يعيق مرور المركبات وحركة السيارات والمارة، وأحياناً كثيرة - وهذا ما نلاحظه - يولد الإزعاج والفوضى و«اللوية» خاصة إذا وقفت المركبات باتجاه معاكس ومخالف، لندرة المواقف، ولقصد محلات الكرك، والتي بدورها تسبب ازدحاماً لا معنى له سوى الاستهتار بحقوق الغير، وغيرها من السلبيات، ويبدو أن البعض ينظر إلى مشاريع «الكرك» بشيء من الإيجابية بدليل انتشارها في كل مكان، نسأل الله لشبابنا التوفيق في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وفالهم النجاح، ومن حسن إلى أحسن، وعلى الخير والمحبة نلتقي.