يستهدف مركز قطر للمال استقطاب الثروات إلى قطر، وتطوير قطاع الخدمات المالية المحلي، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر في قطر، والتركيز على العملاء، بما يعزز بيئة الاعمال والاستثمار القطرية المواتية وبناء على ذلك، يسعى مركز قطر للمال الى التحول الى مركز رائد لادارة الثروات يستقطب الأفراد ذوي الثروات العالية والافراد ذوي الثروات الضخمة، لاسيما من الاقتصادات الناشئة.
وبحسب التقرير السنوي لمركز ققطر للمال فإنه بعد النجاحات التي تحققت في إطار استراتيجية مركز قطر للمال خلال الفترة بين عامي 2018 و2022، يسعى المركز للبناء على هذه الانجازات والتركيز على الأولويات المتجددة من أجل تعزيز مكانة الدوحة كمركز رائد للثروات والابتكار بحلول عام 2030.
وتتميز التوجهات الاقتصادية العالمية للفترة التي تسبق عام 2030 بارتفاع كبير في الطلب على عمليات الدفع الرقمية، والتركيز على الاستدامة في الأعمال والمجتمع، وازدياد انتقال المواهب والثروات الخاصة وهو ما يشير إلى الآفاق الواسعة بالنسبة لمركز قطر للمال. ويطمح المركز للبناء على الجهود الحالية لاسيما في مجال ادارة الثروات ورقمنة العمليات المالية، من أجل الحفاظ على دوره الرائد في تعزيز القطاع المالي في قطر.
وبالنظر إلى دوره الفعال في مجال تنويع الخدمات المالية في قطر، سيستغل مركز قطر للمال كل فرصة مواتية لتعزيز نظام الأصول الرقمية الجديد بهدف تمكين تطوير قطاع جديد في قطر.
وقام مركز قطر للمال بتكثيف جهوده من أجل تحسين تقديم الخدمات وتسهيل جميع الإجراءات والوظائف التشغيلية المرتبطة به، وذلك حرصا منه على الالتزام باهدافه في ترسيخ مكانة قطر كوجهة مفضلة للشركات العالمية والمستثمرين وقد عملت فرق العمل في مركز قطر للمال مع الكيانات المحلية والعالمية من أجل توفير بيئة سلسة وصلبة لعملاء مركز قطر للمال وشركاه.
وفي عام 2023 قامت فرق العمل في مركز قطر للمال بالتواصل عن كثب مع العملاء، حيث قامت بتوفير الخدمة لأكثر من 18 ألف عميل وجها لوجه واجراء أكثر من 17 ألف طلب خدمة بمنتهى الكفاءة بما يشمل المساعدة في تحصيل تأشيرات الدخول والموافقة على طلبات العمل وغيرها محققة بذلك معدل متميز بلغ 98.6 % في تنفيذ المعاملات ضمن الجدول الزمني. بالاضافة لذلك، فقد تم إدخال خدمة «اسأل مركز قطر للمال» للدردشة الروبوتية على الموقع الالكتروني كوسيلة أساسية لتوفير المعلومات للعملاء بسهولة. وتمثلت إحدى الخطوات الرئيسية من خلال إطلاق خدمة جديدة لمساعدة كبار العملاء على الالتحاق بالمركز والتي صممت لتوفير خدمات شخصية وسلسة للمتقدمين الجدد حيث يتم تعيين مدير علاقات مخصص، بما يضمن عملية انتقال سلسة وفريدة من نوعها إلى بيئة عمل المركز.
وتمكن مركز قطر للمال من تعزيز مكانته كمنصة حيوية للمال والأعمال من خلال تسجيل 327 شركة جديدة في عام 2023 منها 25 شركة ذات غرض خاص مما سجل زيادة بنسبة 19 % على أساس سنوي قياسا بعام 2022 وهذه الشركات متخصصة كليا في تجارة السلع، وهي تشمل عددا من كبار الشركات في هذا القطاع وتشير التوقعات الى نمو كبير في الإيرادات الضريبية لمركز قطر للمال خلال الأعوام المقبلة نتيجة لهذا التطور. كما تم تسجيل أكثر من 50 شركة من القطاع الرقمي وشركات أخرى في مجالات الخدمات الاستثمارية، والتكنولوجيا المالية والرياضة والاعلام مما قدم البرهان على قدرة قطر في استقطاب المواهب التكنولوجية الجديدة في المنطقة.
ويتمثل أحد أهم انجازات مركز قطر للمال في مجال الخدمات المالية في صياغة وتقديم الهيكل التنظيمي للأصول الرقمية للتشاور العام في عام 2023. وقد قام المركز في الوقت ذاته بالتعاون مع العديد من الشركاء العالميين، بما يشمل البنوك والشركات التكنولوجيا المالية وشركات التكنولوجيا، ومزودي خدمات تكنولوجيا البنية التحتية، من أجل تأسيس أول مختبر أصول رقمية في قطر وتعتبر تلك المبادرات خطوة مهمة في سبيل تطوير صناعة الأصول الرقمية في الدولة والارتقاء بها. وتواكب هذه المبادرات التوجه المتزايد نحو الرقمنة في قطروالذي يأتي على قائمة الأولويات الاستراتيجية لعام 2030.
وواصل مركز قطر للمال المشاركة والمساهمة في خطة العمل التنفيذية لتطوير أسواق المال فضلا عن خطة العمل التنفيذية لتطوير القطاع المالي التي يناط بها العديد من المهام على غرار أسواق المال الدائنة وادارة الأصول والتمويل الاسلامي وكذلك تعاون المركز مع مصرف قطر المركزي لتشكيل فرقة عمل تهدف إلى مراجعة التطبيقات الجديدة للتكنولوجيا المالية، والتحديات التي تواجهها، والمبادرات الاستراتيجية في مجال التكنولوجيا المالية، فقد أرسى مركز قطر للمال الأسس لتعزيز التعاون في هذا المجال مع المراكز والمؤسسات المالية في الشرق الاوسط وآسيا وافريقيا.
وبحسب تقرير مركز قطر للمال فإن استضافة دولة قطر الاستثنائية لمونديال كأس العالم 2022 ليس مجرد دليل على قدرة قطر على تنظيم واستضافة فعاليات على مستوى عالمي فحسب بل هو يمثل مسيرة الدولة في مجال الابتكار التكنولوجي والبشري الذي كان له ابلغ الاثر على المستقبل الرقمي للدولة.
وقد شكلت هذه البطولة محفزا هائلا في دفع عجلة التحول الرقمي الوطني حيث تم الإشادة بها كأكثر بطولة مترابطة وتفاعلية سخرت القدرات التكنولوجية الابتكارية والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة اللاعبين، كما تم استخدام تكنولوجيا التبريد الابتكارية في الاستادات والمناطق العامة الأخرى.
وامتد تأثير البطولة ليشمل كافة القطاعات الاقتصادية في الدولة قطر بما يشمل صناعة البناء والنقل، والضيافة، والسياحة والرياضة مما يوفر قوة دفع اضافية الى التطور التكنولوجي وارتقى بتنافسية الدولة وتنوع اقتصادها بشكل جذري.
وقد استمر مركز قطر للمال باستغلال الفرص المتاحة من أجل تعزيز الاقتصاد القطري والبناء على النجاح الكبير الذي حققته بطولة كأس العالم طوال عام 2023 وفي هذا الإطار يعد إطلاق «قبة الابتكار» شهادة على سعي مركز قطر للمال في تحقيق الأهداف الوطنية والمساهمة في تحويل الدوحة إلى مركز عالمي للتميز في الابتكار وتحتضن هذه المنصة الاستراتيجية التي تم تصميمها بالاتساق مع استراتيجية مصرف قطر المركزي للتكنولوجيا المالية قيم التعاون والإبداع والتميز من أجل بناء بيئة عمل مزدهرة لقادة ورواد أعمال التكنولوجيا المالية في العالم. وقد أطلق مركز قطر للمال بدعم من مصرف قطر المركزي وبنك قطر للتنمية ومركز قطر للتكنولوجيا المالية ومؤسسات أخرى مختبر الأصول الرقمية البرنامج الأول تحت مظلة قبة الابتكار وقد صمم المختبر لتحفيز الابتكار والبحوث والتطوير في مجال الأصول الرقمية وتكنولوجيا دفاتر السجلات الموزعة بما يعزز تنمية قطاع الأصول الرقمية في قطر.
ولايزال مركز قطر للمال ملتزما بالعمل على تعزيز دوره والقيمة التي يوفرها وتشكل استراتيجية مركز قطر للمال لعام 2030 بالإضافة الى قيمه الاساسية المتمثلة في الجودة والتركيز على العملا، والموثوقية خارطة طريق ترشد بادراته المقبلة وتعزز دوره بكونه مركزا رئيسيا للمال والأعمال في المنطقة.
وتتمتع دولة قطر باقتصاد قوي ومرن كما أشار اليه البنك الدولي في عام 2023 كأحد أسرع الاقتصادات في المنطقة نموا. كما حلت قطر في المرتبة المرتبة الثانية عشرة من بين 64 دولة – معظمها دول متطورة – على مؤشر التنافسية العالمي لعام 2023 والذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الادارية وهو ما يشير إلى متانة السوق القطري وتنافسيته وفي هذا السياق سيواصل مركز قطر للمال جهوده للترحيب وبالشركات الريادية الناشئة ورواد الأعمال من كافة أرجاء العالم لإنشاء أعمال لهم في قطر وتوسيعها كما سيواصل مركز قطر للمال التزامه بالابتكار وتسخير التقنيات الناشئة من أجل تلبية احتياجات السوق والحفاظ على ميزاته التنافسية.