+ A
A -
يعقوب العبيدلي
هذا المثل الشعبي يطلق على كل الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق، الذين لا يؤمنون بالحوار، الذين يجادلون بغير سلطان أتاهم، يطلق على كل مختال، كل متجبر، وكل مرادفاتها من خيلاء، صلف، عجب، بضم العين، غطرسة، غطرفة، غرور، كبرياء، ومزاجية، كل من يدعون حسن العمل، وأداء الأمانة، ويجاهرون ويستأسدون أمام المسؤول، وهم «خريط ميمّع، تعال وتسمّع» فقط، لأن واقع الحال يفضحهم، فاسدون حتى النخاع، والسؤال: مسؤول تجتمع به كل هذه الرذائل ! ماذا نتوقع منه ؟ مسؤول لا يسمع النصح ! ولا يصغي لزملائه العاملين معه ! متخشب، «ديغماطي» السلوك، ماذا نستفيد منه ؟ كم من وسّد مسؤولية العمل وهو جاهل بها أحمق ! متكبر كذاب ! المشكلة أن بعض هؤلاء يضعون أنفسهم في درجة، لو أزيحوا عنها، أو نزلوا عنها لتكسروا، وتبخروا، وما عاد لهم ذكر ! بعض هؤلاء لا يعدّون زملاءهم في العمل أو الناس إلا خدماً عندهم ! وأنفسهم إلا أرباباً وملاكاً ! بعض هؤلاء لا يمر على مرؤوسيه، ولا يتعرف عن قرب على معوقات العمل، حتى لا تسقط هيبته عند الموظفين ! منطق أعوج، فتعساً ونكساً بمثل هذه النوعية من المسؤولين ! ليعرف القارئ أن الفساد ليس في المؤسسات والأجهزة، بل في بعض من وسّدوا المسؤولية بمعايير غير موضوعية، ليس بينهم «القوي الأمين» سوء اختيار أدى إلى سوء إدارة ! وإمامة الغصب حرام في ميراثنا الإسلامي، وأمر غير منصف أن تدار أماكن العمل بهؤلاء الفارغين، والحل يكمن في إلغاء إمامة الغصب لمثل هذه النوعية، وإحلال غيرهم مكانهم، ممن يتصفون بالقوة والأمانة والحكمة، وحسن التدبير، أو تدويرهم أو تحريكهم أو إقصائهم، لأن الشين، قوي العين، المتكبر المغرور والمزاجي الأرعن ما ينشد فيه الظهر، ولا يحقق إنجازات حقيقية للوزارة أو للمؤسسة بل مزيفة وربما صغيرة، أو حقيرة !! لا تحقق المنشود ! وفوق شينه قوات عينه !! ويا كثرهم في واقعنا !!
وعلى الخير والمحبة نلتقي..
copy short url   نسخ
18/06/2020
3924