+ A
A -
يعقوب العبيدلي
جاء في المعجم أن «الساهي» الذي يسهو عن أشياء كثيرة، هو نفسه شارد الذهن أو المشتت الذهن، وهو فقدان الإحساس بالمكان، أو الزمان، أو الألم، أو الجروح! ومن الطبيعي أن تمر على الإنسان لحظات من السرحان، والشرود الذهني، ولكن هذا الشرود، لا يلازم الشخص في جل أوقاته ومراحل عمره، وإلا أصبح إشكالية كبيرة! فالإنسان يسهو أحياناً في الصلاة، في العمل، في الكتابة، لذلك نقول: «سقط سهواً»، وقد عايشنا في مرحلة التعليم وغيرها من مراحل، التلميذ الغافل، والطالب غير المنتبه، والموظف شارد الذهن، والزميل المشتت، والحبيب الذي يتواصل معك، وفجأة يقطع تواصله معك، لأنه «ساه» عنك بغيرك، أو بمنغصات العمل الكثيرة الملقاة على عاتقه والتي جبل عليها! قد تكون بعض الأمراض كالسكر في الدم، ونقص الفيتامينات، ومشاكل الأعصاب تكون السبب، وقد تكون الأجهزة الإلكترونية وموجاتها الكهرومغناطيسية التي تحملها تكون سبباً آخر، تؤثر سلباً على تركيز الإنسان، حيث إنها تهدد نظام الغدد الصماء وتزيد من الأمراض المرتبطة بها، وتولد مشاكل في الرؤية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والآفات النفسية، والجهاز الحركي، وهناك دراسات وأبحاث أشارت إلى أنها سبب رئيسي لقلة النوم والأرق، لأنها تحرم أصحابها النوم الكافي، ما ينتج عنه تشتت الانتباه، وعدم التركيز، وانخفاض مستوى الطاقة، وقصور في جودة الأداء، والابتعاد عن الأنشطة الحركية، والخمول الذي يؤثر على الصحة العامة والتحصيل العلمي، وزيادة الوزن و«السوهان».
وأعرف الكثير من الزملاء «من مثلي، والحبل مثني - مثل خليجي» اشتهروا بالشرود الذهني، لا يتذكرون إذا خرجوا من بيوتهم، في أي اتجاه يسيرون، أو أي طريق يسلكون، أو متى تناولوا وجبة الإفطار، أو الغداء أو العشاء، أو ماذا أكلوا قبل قليل، أو ماذا تغدوا بالأمس القريب.. من قريب أحد الزملاء أصيب بجروح وشقوق في قاع قدمه -وهو أحد مرضى العصر- من سكر وضغط، وكوليسترول.. إلخ، واكتشف الأمر فجأة، فسأله الطبيب من متى؟ قال لا أدري! لم أحس بها! لأنه فاقد الحس بالألم! من فرط مشكلة عنده في الأعصاب، نسأل الله أن يتم اكتشاف عقار جديد للسكر، وعلاجات جديدة، حتى يعود «الشيبة» إلى صباه، ويعطي نتائج ناجحة مائة بالمائة لمرضى السكر، ويكون دافعاً ودافقاً لهم للنشاط والحيوية من جديد، وحضور الذهن، وتتحول محنتهم إلى منحة وسعادة، بفضل العقار الجديد، والعلاجات الجديد ة، وعلى الخير والمحبة نلتقي.
copy short url   نسخ
20/06/2020
3289