+ A
A -

تسعون وستة من عشرة في المائة هي نسبة قبول الموافقة الشعبية على مشروع التعديلات الدستورية في الاستفتاء الذي دعا إليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وهذه النسبة العالية تؤكد أن حضرة صاحب السمو الأمير المفدى - بتوجيهاته الحكيمة ورؤيته للمستقبل ونظرته الثاقبة ودعوته لإجراء هذه التعديلات - هو صوت وضمير شعبه الوفي، الشعب الذي سطَّر أروع ملاحم الانتماء والولاء في مشهد الاستفتاء الذي جرى وفق رؤية أميرنا حفظه الله ورعاه أمس الأول، وشارك فيه ما نسبته 84 % ممن يحق لهم التصويت من القطريين والقطريات، وهي نسبة جرت العادة ألا نسمعها ولا نعرفها إلا في المجتمعات والشعوب المتحضرة المتقدمة، التي تشارك بفاعلية في الشأن العام، وتساهم بإخلاص وجد واجتهاد في مسيرة نهضة بلادهم وتقدمها.

هذه الأرقام لها دلالات عظيمة، منها أن الشعب يقف خلف قيادته على قلب رجل واحد، يتفاعل بإيجابية مع التوجيهات الأميرية السامية، وأنه يعتز بوحدته الوطنية، ويؤمن بها ويحافظ عليها، كونها أسمى ما يتصف أو يتمسك بها أي شعب واع، مدرك لطبيعة المرحلة التي تتميز بالمستجدات والتغييرات، وبالتالي كان لابد من دستور يتميز بالمرونة ليتلاءم مع هذه المستجدات، وكذلك حرص الشعب على تعزيز المشاركة الشعبية في مجريات الشأن العام، والإسهام في القرارات التي تنظم شؤون مصالح البلاد العليا.

رمزنا وقدوتنا أميرنا المفدى قد تقدم شعبه ليدلي بصوته في هذا الاستفتاء، فضرب لنا المثل الأروع في الشرف والإقدام، والحفاظ على مكانة قطر وحمايتها وتماسك شعبها، وعلى أن أهل قطر جميعا أسرة واحدة، العلاقة بينهم هي علاقة أهل، وكلهم متساوون في الحقوق والواجبات، وهذا ما وضعها في مكانة عالية يشار إليها بالبنان، وجعلها مثار إعجاب القاصي والداني.

مما لاشك فيه أن تصويت الشعب القطري المثقف والواعي المتحضر الذي خرجت جموعه أمس الأول استجابة لدعوة صاحب السمو الأمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في المرسوم رقم 87 لسنة 2024، إنما جاء تلبية لنداء الوطن، ولنداء الواجب، فالنِّسب التي أسفرت عنها نتيجة الاستفتاء تكشف عن وعي هذا الشعب ونضجه الفكري والسياسي، واعتزازه بإرثه التاريخي العريق، الذي يضرب بجذوره في عمق التاريخ.

لقد قال الشعب القطري نعم للقائد المفدى، نعم لاستكمال مسيرة الإنجازات، نعم للحفاظ على وحدتنا الوطنية، نعم لتآلفنا وقوتنا، نعم لتماسكنا وتعاضدنا، نعم للمضي على طريق تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، نعم نحن على قلب رجل واحد خلف قائدنا الذي هو بحق صوت الشعب وضميره، نعم للتعديلات الدستورية الضامنة لوحدة الوطن وأمل ومستقبل أبنائه.

قال الشعب نعم لمشروع التعديلات الدستورية، من أجل بناء مجتمع عصري، وشعب قادر على فهم الواقع والتعامل معه بروح العصر، في ضوء الحفاظ منظومة قيمنا العريقة التي أصبحت مضربا للأمثال في الأخلاق الرفيعة والسجايا الحميدة.

لقد قال الشعب القطري كلمته، وعبر بوضوح وصوت عال عن صدق ولائه لقائده، وقال له سر على بركة الله في سبيل استكمال مسيرة الانجازات، ودخول عالم المستقبل بخطى ثابتة وواثقة، ونحن معك على العهد دائما وأبدا، فالتعديلات الدستورية كانت ضرورية من أجل التفاعل والتعامل مع المستجدات الحالية والمستقبلية على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية.

من المظاهر اللافتة في هذا الاستفتاء أن المواطنين كان يدعو بعضهم بعضا للخروج إلى لجان الاستفتاء منذ أن تحدد موعده في المرسوم السامي، كان الشباب يساعدون كبار السن للوصول إلى صناديق الاقتراع، كانت المرأة القطرية بنفس حماس شقيقها الرجل في الإقبال على اللجان، يمكننا وصف يوم الاستفتاء بيوم عيد أو يوم وطني وهو كذلك، أو يوم الوطن، أو يوم الشعب، هو أولا وأخيرا يوم من أيام قطر العظيمة في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

بقلمآمنة العبيدلي

copy short url   نسخ
10/11/2024
25